بعثرت الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها السلطات الأمنية عند الجوامع والمساجد في صلاة الجمعة أوراق تنظيم داعش الإرهابي، وأربكت تنفيذ عملياته، وحاول تغيير خططه الاستهدافية، التي اعتاد تنفيذها في عملياته خلال الفترة الماضية في السعودية والكويت، إذ تخلى التنظيم عن الكثير من الأساليب والوسائل الإجرامية، وبدأ في تنفيذ تكتيك «الذئاب المنفردة» في عملياته التي تستهدف الجوامع والمصليات. ولعل أبرز ما يميز هذا التكتيك أنه غير مكلف، ويمول نفسه ذاتياً، إضافة إلى أن التنظيم يعتمد في هذا الأسلوب على عنصر المباغتة والسرعة في تنفيذ الهجمات وأكثر من شخص، وخصوصاً في اختراق الأماكن التي يتعذر الوصول إليها، كما يصعب تحديد هوية المنفذين لأنهم أشخاص عاديون ومعظمهم من أبناء المنطقة نفسها، وليس لديهم سوابق وغير متابعين. وفي عملية تفجير الأحساء التي وقعت أمس، وكشفت تفاصيلها وزارة الداخلية، تبين أن التنظيم غيّر طريقته في تنفيذ العملية، إذ كان من المعتاد أن ينفذ العملية إرهابي واحد، إلا أن الوضع بدا مغايراً، وتم استخدام أكثر من شخص في تنفيذ العملية الإرهابية، بحيث دخل الرجل الأول إلى المسجد وقام بإطلاق النار بشكل عشوائي، فيما قام الإرهابي الآخر بتفجير نفسه عند إحدى بوابات المسجد، فيما أكدت الداخلية أنه تم العثور على حزام ناسف آخر مع أحد الأشخاص، وهو ما يعني أن التنظيم حاول كسر حاجز الإجراءات الأمنية المشددة على الجوامع والمساجد، التي تشهد حضوراً أمنياً مكثفاً، من خلال استخدام طريقة الجماعات في كسر الطوق الأمني. وعمد التنظيم خلال العملية على عنصر المباغتة والتشتيت من خلال استخدام أكثر من عنصر لتشتيت رجال الأمن ولفت نظرهم عن العملية، إلا أن الخبرة الكافية التي اكتسبوها من خلال التعامل مع الإرهابيين مكنتهم من التعامل معهم بطريقة احترافية عالية. كما بدا لافتاً ظهور دور المواطن والمصلي وطريقته في التعامل مع الحالات الطارئة، إذ استطاع أحدهم ضرب الإرهابي أثناء إطلاقه النار بكرسي من الخلف، ما أدّى إلى سقوطه وإصابته والقبض عليه، وهو دليل واضح على أن الحس الأمني العالي تولّد لدى المصلين.
مشاركة :