أكد مدير عام هيئة تنمية المجتمع في دبي، أحمد جلفار، أن أصحاب الهمم من متلازمة داون باتوا يشكلون حافزاً قوياً ونموذجاً يحتذى به للأطفال والشباب، في وقت أكدت الدراسات والأبحاث الأخيرة، أن عدداً منهم يواجه تحديات إضافية بسبب ازدواجية الإعاقة مع طيف «التوحد». وقال جلفار لـ«الإمارات اليوم» إن هؤلاء الأطفال أكدوا إصرارهم وتفوقهم وتميزهم في مجالات مختلفة، مشيراً إلى أن مشاركاتهم الكبيرة والمتميزة في أولمبياد أصحاب الهمم، أثبتت قدرتهم على الإنجاز والتفوق، والمشاركة بنجاح في مختلف الميادين. وقال جلفار إن اليوم العالمي لـ«متلازمة دوان»، الذي يوافق اليوم، يأتي تأكيداً على أهمية أن يلتفت العالم إلى القدرات الكبيرة والميزات التي يتمتع بها أصحاب متلازمة داون بوجوههم المبتسمة وروحهم النقية، وعلى أن لديهم قدرات كبيرة يجب استثمارها وتوظيفها بالشكل المناسب، بما يتيح لهم استقلالاً مجتمعياً أو مالياً، وفرصاً للمشاركة في بناء المجتمع ورفع راية الدولة في المحافل. وأضاف أن هيئة تنمية المجتمع تسعى عبر مجموعة من البرامج، وبالتعاون مع الشركاء، إلى إيجاد بيئات عمل مناسبة وممكنة لهم، ودمجهم في المجالات والقطاعات المختلفة بما يتناسب مع قدراتهم واحتياجاتهم. من ناحيته، قال خبير قطاع التنمية والرعاية الاجتماعية مدير مركز دبي لتطوير نمو الطفل بالإنابة في الهيئة بدبي، الدكتور حسين المسيح، أن الأخصائيين وكذلك الأطفال الذين لديهم متلازمة داون في العالم والإمارات، يواجهون تحدياً جديداً إضافياً نتيجة اكتشاف إصابة نسبة منهم بطيف التوحد إلى جانب متلازمة داون، ما يزيد مجموعة الصعوبات التي تواجههم في تغلبهم على الإعاقة، مشيراً إلى وجود إحدى تلك الحالات ضمن حالات متلازمة داون التي تعامل معها المركز خلال العام الماضي. كلام المسيح جاء في رده على سؤال لـ«الإمارات اليوم» عن التحديات التي تواجه علاج الأطفال المصابين بمتلازمة داون، البالغ عدد المسجلين منهم في مركز دبي لتطوير نمو الطفل حالياً 24 حالة. وكانت المؤسسة الأوروبية لمتلازمة داون قد أعلنت باجتماعها، في فبراير عام 2005، في «بالما دي مايوركا»، تاريخ 21 مارس من كل عام يوماً للتضامن والتوعية بالمرض، وذلك ليعبّر الشهر واليوم عن سبب المرض الذي ينتج عن تكرار الجين رقم 21 ثلاث مرات في الخلية بدلاً من مرتين، ما يجعل عدد الجينات او الكروموسمات عند المصابين بمتلازمة داون 47 بدلاً من 46. وقال المسيح إن أطفال متلازمة داون، الذين لديهم أحد أطياف التوحد، يحتاجون إلى عناية خاصة وبرامج معينة للتدخل المبكر، إذ تمثل حالتهم تحدياً مضاعفاً بالنسبة لأسرهم وللقائمين على علاجهم في آن واحد، لاسيما أن تشخيص إصابتهم بطيف التوحد ليس بالأمر السهل في ظل وجود إعاقة ذهنية وجسدية أخرى مثل متلازمة داون. وتؤدي متلازمة داون إلى وجود مظاهر وجهية مميزة، وتغييرات كبيرة أو صغيرة في بنية الجسم، كما يصاحب المتلازمة غالباً ضعف في القدرات الذهنية والنمو البدني. وتعود تسمية المرض إلى الطبيب البريطاني جون لانغدون داون، الذي كان أول من وصف المتلازمة في عام 1862، والذي سماها في البداية باسم «المنغولية» أو «البلاهة المنغولية». ودعا المسيح المختصين في مجال علاج الأطفال إلى الانتباه والتدقيق في التشخيص للتمكن من اكتشاف ازدواجية الإعاقة، لافتاً إلى أن فرص نجاح الحالة تزداد بنسب كبيرة عند تمكن الفريق القائم على علاج الحالة بالتشخيص الصحيح والمبكر، وكذلك القدرة على التعامل مع مختلف جوانب الحالة عبر تضافر وتكامل تخصصات الفريق المعالج. ولفت إلى أن اتباع مركز دبي لتطوير نمو الطفل لمنهجية العابر للتخصصات في تعاملها مع الحالات، التي تقوم على أن يكون كل عضو من أعضاء الفريق ملماً ومدرباً على فهم وتطبيق خطة العلاج، بغض النظر عن تخصصه الأساسي، عززت من قدرات الفريق في الكشف عن إصابة أطفال متلازمة داون بالتوحد. يذكر أن عدد الحالات المسجلة حالياً في مركز دبي لتطوير نمو الطفل المختص بالتدخل المبكر لعلاج الأطفال من أصحاب الهمم، يبلغ حالياً 48 حالة، منها 24 حالة لمتلازمة دوان، وخمس حالات للتوحد. • اليوم العالمي لـ«متلازمة دوان» يأتي تأكيداً على أهمية أن يلتفت العالم إلى قدرات وميزات المصابين بالمرض.طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :