عرفات طلب من المخابرات وضع عزمي بشارة «تحت المراقبة»

  • 3/21/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

طلب الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من جهاز مخابرات بلاده وضع عضو الكنيست «الإسرائيلي» عزمي بشارة في دائرة المراقبة الحثيثة. ووفقاً لصحيفة «الجمهورية» المصرية، مرر عرفات عبارة خطّها بيده على ورقة صغيرة لجهاز مخابراته عندما زاره بشارة في مقره في تونس، عارضاً فكرة تنظيم أعضاء في الكنيست لصالح منظمة التحرير الفلسطينية، على أن يجرى هذا تحت غطاء مؤسسة فكرية يعتزم بشارة تأسيسها لكنها تحتاج إلى التمويل اللازم.لم يقتنع عرفات بفكرة بشارة حينها، وأبلغ عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير المطران إيليا خوري أن بشارة يحمل مشروعاً «إسرائيلياً»، ويريد تمويله من المنظمة لتسجيل اختراقات أمنية لصالح الموساد «الإسرائيلي»، وأصدر تعليمات لجهاز المخابرات الفلسطينية بمراقبته.تحركات بشارة عززت شكوك عرفات، فيما كشفت تقارير المخابرات عن تورطه مع أجهزة المخابرات «الإسرائيلية» لاختراق مكتب عرفات، وأن جهاز الموساد رصد لهذه العملية أربعة ملايين دولار، وضعت تحت تصرفه.لم يقطع عرفات الطريق على بشارة، بل واصل استقباله وبحفاوة بالغة. وتشير التقارير إلى أن عرفات استغل بشارة بطريقة ذكية، فمن خلاله كان يوصل ما يريد إيصاله إلى أجهزة المخابرات «الإسرائيلية».انتهت لعبه بشارة داخل «إسرائيل» وبدأ تجهيزه لدور جديد في المنطقة، ففي عام 2007 كانت، خطة زرع بشارة داخل الأنظمة العربية، قامت الشرطة «الإسرائيلية» بشن هجوم على بشارة والادعاء بأنه قام بالاتصال بحزب الله، وتسريب معلومات له خلال الحرب على لبنان صيف 2006، واستلام آلاف الدولارات من الحزب ومن دول أجنبية، وخيانة دولة «إسرائيل»، وأصدرت قراراً بضبطه وهو خارج «إسرائيل».وبالفعل نجحت خطة الموساد التي نفذها بشارة بعناية، بعدها انتقل إلى الأردن، ومنها إلى الدوحة، حيث تلقفه الديوان الأميري بشكل مريب أثار الكثير من الشكوك، وأصبح العقل المركزي لقطر، يخطط لها أجندتها السياسية والإعلامية، ويفتح أبواب الدوحة للحركات الأصولية، ويجري اتصالات مع نظام الملالي في إيران، كما وجه المليارات القطرية لصالح مشاريع حزب الله.ونشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية تقريراً مفصلًا عن بشارة، والذي وصفته بأنه يدير «إمبراطورية» إعلامية ممولة من الدوحة، كاشفة جوانب من أنشطته المثيرة للجدل.وتضمن التقرير محاورة الصحيفة لبشارة، الذي يقول عن علاقته بأمير قطر: «ليس لدي وظيفة رسمية لدى الأمير، لكنني مثقف، وهناك صداقة وثيقة بيننا، وعندما يسألني عن رأيي، أبديه». ويضيف بصرامة: «أنا أقل من مستشار، وأكثر من مستشار».وتقول «لوموند» إن قطر التي تبنت بشارة وفَّرت له التمويل لتشكيل إمبراطورية إعلامية بحثية، ذكرت منها: «صحيفة العربي الجديد، وقناة العربي، وموقع باللغة الانجليزية باسم العربي الجديد، وموقع عربي آخر باسم المدن، وقناة خاصة بالشأن السوري تدعى قناة سوريا».ويعترف بشارة للصحيفة، قائلًا: «أسست هذه الهيئات للتأثير في الرأي العام، وفي العالم العربي لا يوجد الكثير من المثقفين على هذا النحو».وإلى جانب هذه الأذرع الإعلامية، أسس بشارة مراكز أبحاث، يصفها للصحفي المتخصص في العلوم السياسية ستيفان لاكروا بأنها «تكتب عن كل شيء ما عدا المعارضة القطرية».وتنقل الصحيفة عن دبلوماسي أوروبي في الدوحة قوله عن نفوذ بشارة في قطر: «كان تأثيره كبيراً، لكن منذ بداية الأزمة الخليجية قبل عام ونصف العام، يعتقد الكثير من الناس أن دوره أكبر».والغريب أن بشارة، التقت مصلحته مع الظلاميين الذين حاولوا ركوب موجة الربيع العربي للوصول إلى السلطة، فرسم الخطوط العريضة للسياسات التي تتبعها الدوحة في إقامة علاقات مشبوهة مع المنظمات الإرهابية «القاعدة وداعش وجبهة النصرة وجند محمد» بهدف إثارة الفوضى والدمار في الشرق الأوسط عبر قناة الجزيرة .من ناحية أخرى، كشف موقع راديو 103 «الإسرائيلي» في تقريرا له أن بشارة كان مهندس تقديم الرشى لبعض الدول التي لها حق التصويت لاختيار قطر لتنظم مونديال 2022، وأنه استغل علاقاته مع دول، وأجرى عدة رحلات ولقاءات مع مسؤولين لدعم ملف الدوحة في المونديال، وقدم 300 مليون دولار لدول معينة، وأنه من أجرى الاتصالات التمهيدية لتقديم رشى للفيفا عن طريق «بي إن سبورتس».

مشاركة :