أطفال أفغانستان يدفعون ثمن الحرب بالقتل واليتم والبيع

  • 3/21/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كابول - في بلد تقل أعمار نصف سكانه عن الخامسة عشرة كان الأطفال أكثر من غيرهم ابتلاء بالحرب الدائرة في أفغانستان منذ 17 عاما. ووفق تقرير نشرته الأمم المتحدة قتل حوالي 927 طفلا في العام الماضي. وبعد أن دفع القتال محمد خان إلى النزوح بأسرته عن قريته في إقليم ساري بول في شمال أفغانستان إلى إقليم بلخ الأكثر أمانا في العام الماضي، تدهورت أحوال الأسرة بسرعة. ومرضت زوجته مرضا شديدا ولم يستطع العثور على عمل وكافح لإطعام أطفاله السبعة. فما كان منه إلا أن باع رضيعه الذي يبلغ من العمر 40 يوما فقط إلى أحد جيرانه بـ929 دولارا. ويقول عاملون في مجال الإغاثة إن عدد الأطفال اليتامى أو من يضطرون إلى العمل في الشوارع في تزايد. وقالت أديل خضر ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في أفغانستان “أعتقد أن الأمل الذي كان موجودا لم يعد له وجود”. وشهدت منظمة أشيانا الخيرية ارتفاع عدد الأطفال المعرضين للخطر بشدة في السنوات الأخيرة مع سيطرة حركة طالبان على المزيد من الأراضي في مختلف أنحاء البلاد. وتتيح المنظمة للأطفال الذين يتسولون أو يعرضون أشياء للبيع في شوارع كابول نصف يوم دراسي. غير أن المهندس محمد يونس مدير المنظمة قال إنها اضطرت إلى خفض عدد الأطفال الذين تقدم لهم المساعدة لتراجع التمويل من المانحين. وقال يونس وهو يسير في الردهات والفصول المعتمة حيث يتم إطفاء الأنوار لتوفير المال “الأطفال لا ينتمون إلى جماعات سياسية ولهذا السبب يلقون التجاهل في أفغانستان. فلا حول لهم ولا قوة”. ويتعلم زابي الله مجاهد ابن الاثنى عشر عاما الرسم في أشيانا ويأمل أن يصبح رساما. وهو يقضي بقية يومه في تلميع الأحذية في شوارع كابول ويحقق دخلا قدره 100 أفغاني (1.32 دولار) في اليوم. وهذا المبلغ أساسي لإعالة نفسه وأمه وأشقائه الستة بعد مقتل والده في عملية انتحارية نفذتها طالبان قبل أربع سنوات. وخلال حكم طالبان الذي استمر خمسة أعوام وأطاحت به الولايات المتحدة في 2001 كانت البنات ممنوعات من الذهاب إلى المدارس. ويعد نشر تعليم البنات هدفا رئيسيا من أهداف الحكومة المدعومة من الغرب في أفغانستان وحلفائها في الخارج. غير أن حوالي 3.7 مليون طفل في سن الدراسة ما زالوا خارج المدارس وفقا لتقرير يعد الأول من نوعه أصدرته يونيسف في يونيو 2018. وترحب جماعات الإغاثة بإمكانية التوصل إلى سلام لكنها تخشى أن يؤدي إشراك طالبان في أي حكومة يتم تشكيلها بعد التسوية إلى العودة مرة أخرى إلى الحكم الإسلامي المتشدد الذي فرضته الحركة في ما بين عامي 1996 و2001. ولم يتحدد الدور المحتمل الذي قد تلعبه طالبان في أي حكومة جديدة في أفغانستان في ختام الجولة السابقة من المحادثات مع الولايات المتحدة.

مشاركة :