لا يستطيع الطفل اليمني حسن الجعيدي التحرك إلا بالزحف على بطنه بعد أن أصابت شظايا هجوم بقذيفة رأسه وعموده الفقري في يناير 2016، بعد حوالي أكثر من عام من اندلاع الحرب الأهلية في اليمن. وسقطت القذيفة وانفجرت قرب منزل حسن في مديرية ميدي بمحافظة حجة شمال غرب البلاد عندما اقتربت من المنطقة معارك ضارية بين قوات الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين. وفور سماع الانفجار وتصاعد الدخان، جرت الأم وأخوه الأكبر والجيران مسرعين من المزرعة ليجدوا حسن مضرجا بدمائه وفاقدا للوعي، حملوه إلى السيارة وأسرعوا به إلى مستشفى في مديرية حرض على بعد عشرات الكيلومترات نحو الشمال بالقرب من الحدود مع المملكة العربية السعودية. وقال الصبي البالغ من العمر 12 عاما لوكالة أنباء ((شينخوا))، مستذكرا ذلك الصباح الدامي، "كنت ألعب وحدي عندما سقطت تلك القذيفة وانفجرت بالقرب من منزلي، لقد دفعتني في الهواء وأصابت رأسي وظهري ورأيت دمي يسيل من جسدي". وأضاف وهو جالس على سرير متهالك مصنوع من الخشب والحبال أمام منزلهم في ضواحي ميدي: "منذ ذلك الحين، لا أستطيع الوقوف والمشي واللعب ... لكنني أريد المشي والركض مرة أخرى مثل الأطفال الآخرين". وقال شقيقه الأكبر أحمد، 22 سنة، إن والدته ليس لديها نقود لنقل حسن إلى المستشفيات في المدن الأخرى لاستكمال علاجه، توفي والدهم قبل أسابيع فقط من اندلاع الحرب الأهلية في أواخر عام 2014، تاركًا الأسرة المكونة من 8 أفراد في مواجهة الحرب المأساوية. في أعقاب الهجوم، فرت عائلة حسن والعديد من السكان الآخرين من المديرية إلى مخيم للنازحين بالقرب من الحدود مع المملكة العربية السعودية، حيث مكثوا هناك لمدة ثلاث سنوات تقريبًا، ثم عادوا إلى ديارهم بعد أن استعاد الجيش اليمني بدعم من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، المديرية من ميليشيا الحوثي في أبريل 2018. وقال الدكتور إسلام الصبري من المركز الصحي الصغير في المنطقة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن حسن في حاجة ماسة إلى مساعدة مالية لمساعدته على الانتقال إلى المستشفيات المتخصصة خارج المحافظة لاستكمال علاجه. حسن هو مجرد واحد من الكثير من الأطفال اليمنيين الذين أصيبوا بالشلل أو التشوه أو قتلوا في الهجمات أو انفجارات الألغام في جميع أنحاء البلاد التي مزقتها الحرب. وتحذر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من تزايد أعداد ضحايا الصواريخ والألغام الأرضية والقنابل العنقودية ومخلفات الحرب في اليمن. وقالت المنظمة في تقرير على موقعها على "الإنترنت" نشرته في مارس هذا العام أنه "منذ تصاعد النزاع في اليمن قبل حوالي سبع سنوات، تحققت الأمم المتحدة من مقتل وإصابة أكثر من 10200 طفل ومن المرجح أن تكون الأرقام الفعلية أعلى بكثير". واندلعت الحرب الأهلية في اليمن في أواخر عام 2014 بعد أن اجتاحت جماعة الحوثي المدعومة من إيران عدة محافظات شمالية وسيطرت عليها، مما أجبر الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية على الخروج من العاصمة صنعاء. وتبذل الأمم المتحدة جهودا لإنهاء الحرب في اليمن والتوصل إلى تسوية سياسية بين الأطراف المتحاربة وقد نجحت هذا العام في فرض هدنة في اليمن لأول مرة في الثاني من أبريل لمدة شهرين، ثم نجحت في تمديد الهدنة مرتين حتى الثاني من أكتوبر القادم.■
مشاركة :