التضحية بـ "حلم الطب" من أجل عزاري

  • 3/21/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

ما أجمل التضحية من أجل الأبناء، إنها قصة تجسد كل المعاني النبيلة، وهو ما حدث مع السباحة السودانية عزاري السيد البشير، صاحبة الميدالية الفضية في مسافة 50 متراً حرة، والبداية مع إعلان عن إصابتها بـ «متلازمة داون»، إلا أن الأم مي عوض الزاكي رفضت أن تقف مكتوفة الأيدي، وقررت أن تكرس حياتها للابنة، وقررت اعتزال الحياة العامة، وترك مقاعد الدراسة في الجامعة، والتفرغ تماماً لمساعدة ابنتها. ومع مرور الوقت أدركت الأم أن قرارها كان صائباً، وبدأت تجني ثمار تفرغها، حيث تخطت عزاري المراحل الدراسية الأولى بنجاح كبير، وقدرة رائعة على التعامل مع المجتمع والتجاوب الجيد مع كل المبادرات المرتبطة بأصحاب الهمم، كما أنها تخطت صعوبات المرض، وأصبحت سعيدة للغاية في المدرسة والمنزل، وتقوم بمساعدة أشقائها وشقيقاتها على أداء واجباتهم المنزلية، وتشاركهم اللحظات السعيدة. ولأن قلب الأم يجسد الحنان والحب، قررت مي الزاكي عدم التوقف عن البحث في الإنترنت والكتب عن أفضل الوسائل والأساليب التي يمكن أن تمنحها فرصة جديدة لرفع قدرات ابنتها، وتعزيز قيمة المواهب الجيدة التي تتمتع بها، فقررت دراسة علم النفس، بعدما هجرت قاعات الدراسة في السابق، تقديراً للظروف التي رافقت ولادة ابنتها، حيث كانت تنوي متابعة مشوارها التعليمي ودراسة الطب الذي لم يكن أغلى من لحظات جميلة تقضيها بجوار ابنتها تواسيها وتعلمها المثابرة، وتغرس في نفسها الثقة والتميز والتحدي على مواجهة كل الظروف التي يمكن أن تواجهها. وحظيت مبادرة مي الزاكي والدة عزاري بالتقدير في الأوساط السودانية بدخولها في تحدٍ كبير مع نفسها، من أجل إكمال دراسة علم النفس في جامعة السودان المفتوحة بالتخصص، في حالات التعامل مع «متلازمة داون»، حتى تستطيع أن تكمل مشوارها مع ابنتها بالرؤية العلمية الصحيحة التي تمنحها فرصة تطوير قدراتها بشكل أكبر، بعدما لاحظت الكثير من الصفات الذكية والرائعة في ابنتها، حيث كانت في سباق مع الوقت لإكمال دراسة علم النفس في جامعة السودان بتفوق كبير يعكس قيمة الهدف الذي كانت تسعى إليه، حيث برزت بشكل متميز في البحوث الخاصة بتعديل السلوك واسترجاع الذاكرة، حتى أصبحت من المتفوقات في مجال علم النفس، الأمر الذي جعلها هدفاً للمراكز المتخصصة في الخرطوم لأنها عبرت عن حالة نادرة في المجتمع. وأوضحت مي الزاكي أن ما قامت به، من أجل ابنتها عزاري، هو أقل شيء يمكن أن تفعله أي أم حريصة على مواجهة الواقع المرتبط بهذا النوع من الأمراض، حيث لا يساوي الجهد الذي تبذله مع لحظات قليلة من المعاناة التي كانت تواجهها عزاري، وهي تحاول التغلب على كل الصعوبات التي تواجهها لتخطي الصعوبات التي عانت منها، والشيء الجيد أن وصولها إلى مرحلة التميز في رياضة السباحة، وحصولها على كثير من الميداليات وآخرها فضية سباق 50 متراً حرة في الأولمبياد الخاص العالمي تمثل لحظات ذهبية متقدة في الذاكرة، وتعني لهم الكثير من اللحظات الجميلة والسعيدة، ونشكر جميع الذين ساندوها في الفترة الماضية، خصوصاً مدربتها زينب آدم التي اجتهدت كثيراً معها لمنحها فرصة إجادة السباحة بأفضل الوسائل المتاحة.

مشاركة :