يبحث الكثير عن عمل يؤمن لهم لقمة عيشهم، ويدخل الراحة فى قلوبهم، حتى وإن كان عائده بسيطًا جدًا، ليعينهم على صعوبة المعيشة التى يتغلبون عليها بالسعى وراء رزقهم، رغم أن المرض نال منهم وتكالبت عليهم هموم الحياة.على بعد أمتار قليلة من سلم أرض اللواء بالجيزة، يجلس عم «محمد» أمام كشك صغير متهالك لا يصلح لأى شيء لكنه يستخدمه فى بعض الأحيان كمخزن لكل الأشياء التى يجمعها «روبابيكيا»، تساعده زوجته وبناته فى فرز البضاعة وتجميعها؛ حيث يقومون بفرز كل نوع لوحده وفرشها أمام الكشك، يقضون طوال النهار فى إعادة فرز وتصليح وغسيل الخردوات وكذلك بيعها.منذ طفولته تعلم العمل والشقاء؛ حيث إنه ورث المهنة عن أبيه الذى كان يأخذه معه فى معظم الأوقات لشراء البضاعة وبيعها فى الشوارع والأسواق، لذلك هو يعرف كيف يدير تجارته دون أن يخسر منها.يقول عم «محمد شوقى»، ٥٩ عاما، «بائع الروبابيكيا»: أنا بقالى أكتر من ٤٠ فى مهنة الخردوات والروبابيكيا، ويعتبر أقدم واحد فى أرض اللواء كلها، مضيفًا أنا بشترى الحاجات دى من فنادق ومستشفيات وشقق ومحلات، ومن كل مكان ممكن تتخيله، وباخد بيعات جملة مش بشترى بالقطاعي، مؤكدًا أن أنا مش بشترى كل حاجة أنا بشترى حاجات معينة اللى هى «شوك، سكاكين، كوبايات مج، شواكيش، مسامير، مفاتيح، خلاطات» أى حاجة تكون سعرها رخيص.ويتابع، الأسعار عندى بتبدأ من جنيه واحد بس وبتنتهى لغاية ما أنت عايز، لأن عندى حاجات غالية وقيمة ومش موجودة فى أى مكان، والناس اللى بتبيعها أو محتفظة بيها قليلة جدا، وأنا بعرفها عشان أنا قديم فى الصنعة.ويختتم كلامه، أنا جوزت عيالى من المهنة دى وهما ساعات بينزلوا يقفوا معايا هنا، مؤكدًا أنا مش بشيل هم الدنيا أبدا لأن الحياة ومتاعبها وهمومها كترت مش بخليها تشوف منى غير الصبر والجلد، ساعتها هى اللى هتمل وتسيبنى وتروح لغيري.
مشاركة :