تحقيق: جيهان شعيب استعدادات هنا وهناك تجري حالياً للاحتشاد السنوي الذي يضم الجميع للاحتفاء بيوم الأم، ولقول كل عام وأنتن بخير للأمهات، لكن التهنئة، والشكر، والتقدير، والثناء، عندما يوجه لأمهات الإمارات يكون مختلفاً، فسيدات وبنات أرض الأب المؤسس زايد الخير، استثنائيات، متفردات، لا يشبهن غيرهن، ولا يماثلهن سواهن، أمهات خرجن من رحم الزمن الصعب، تحدين شظف العيش قديماً، وعبرن بقوة صبرهن، صعوبة الحياة التي كانت، وجدفن بقارب أسرهن متسلحات بالصبر، وقوة العزيمة، والإرادة الحرة، فأرسينه على بر الأمان.أمهات الإمارات، عطاء لا ينضب ومكانة مقدرة وتتصدرهن، أم الإمارات، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، القدوة والنبراس، مواطنات معطرات بالحكمة، ملامحهن مزيج من الرحمة، والحنان، والطموح، والجلد، نساء أياديهن محناة بالرأفة والصلابة، وأقدامهن ساعية دوماً في خير أبنائهن، والحرص على بلدهن.أمهات ذوات طعم خاص، لا يعرفن الانكسار، ولا يقهرن الضعف، ولا تأتي عليهن نوائب الحياة إلا وتزيدهن قوة على المواجهة، أمهات إمارات الرفعة، فيهن من ترملن مبكراً، فحملن مسؤولية تربية الأبناء بقوة ربما تفوقن فيها على الرجال، وفيهن من رزقن بأبناء من ذوي الهمم فلم يتأففن، ووكلن أمرهن إلى المولى الرزاق، وتولين تربيتهم بعطف، وتحملن متاعب الإعاقات بصبر لا يقاس، وفيهن من أنجبن رجالاً أشاوس بذلوا أرواحهم فداء للدفاع عن الشرعية في اليمن.وأيضاً أمهات أرض الخير هن من سكنهن التسامح قولاً وفعلاً، فحملن رايته، وسارعن بتقديم مبادرات متميزة، لا ينتظرن من ورائها حمداً ولا شكوراً، وأيضاً منهن المهجورات، والمكلومات، ومن عرضتهن الحياة لنكبات مختلفة، فلم تضعف عزيمتهن، ولم تقض على قوة تحملهن. أعلى الدرجات العلمية ولا يمكن تغافل أن من أمهات الإمارات من ارتقين بأنفسهن، وحصلن على أعلى الدرجات العلمية، فاستحققن التميز عن جدارة، وأضحت منهن الوزيرات، والسفيرات، والطبيبات، والمعلمات، وسيدات الأعمال، والقائمة تطول دونما انتهاء.واليوم والكل يجتهد لوضع برامج احتفالية بالأم، لا يمكن أن تقتصر تهنئة أمهات الإمارات الأصيلات، على كلمة كل عام وأنتن بخير، أو توجيه الشكر لهن، لا يمكن أن تختزل تهنئة سيدات أرض السعادة، على مجرد عبارات مهما تعددت ستبقى قليلة، ومهما تنوعت، ستظل واحدة، ولا يمكن بحال تكريمهن حق ما يستحقنه بالفعل، فمهما قدمنا، ومهما احتفينا، ومهما رحبنا، لن يوازي ذلك حجم تضحياتهن، ومساندتهن، واحتوائهن الجميع، أمهات الإمارات أعظم قدراً، وأعلى قيمة، وأرقى وأكبر مكانة من جميع الكلمات، وبالأحرى من مفردات اللغة بكاملها.وفي الآتي أقوال فيهن من بعضهن، ونماذج قليلة للصبر، والشموخ، من فيض لا يمكن حصره، لأمهات الطيب والأصالة الخارجات من أرض العطاء، والخير، والرحمة، والتسامح: تحدي الترمل المواطنة شيخة سالم الزعابي، نموذج من أمهات الزمن الجميل، اللاتي تحملن قيادة سفينة الحياة بالأبناء عقب وفاة الزوج، وعملت على تعويضهم فقدان الأب، وتحملت الصعاب في سبيل استقرار حياتهم، وتأمين مستقبلهم؛ حيث كانت لا تزال في أواسط العمر عندما توفي زوجها منذ سنوات طوال تاركاً لها 16 ابناً وبنتاً، فترملت عليهم، مقررة عدم الزواج ثانية، لتتفرغ لتربيتهم، مكملة دور الأب المتوفى، وقامت بهمة على متابعة شؤون أبنائها من جميع النواحي، بمن فيهم ابنها الذي كان يعاني إعاقة في ساقه منذ ولادته، فسعت جاهدة لمتابعة علاجه، وعلى مدار عشر سنوات، ظلت تتنقل به من دولة إلى أخرى، لعرضه على الأطباء، أملاً في تخليصه من إعاقته التي كانت تعيق سيره بشكل طبيعي، وبفضل من الله ومتابعة حثيثة منها، وبجهد، وإصرار، وصبر، وثقة في الله، اكتمل شفاؤه، وأصبح قادراً على ممارسة حياته بشكل طبيعي، وبعد ذلك عاودت الأم الحنون السعي لتوظيف أبنائها في مواقع عمل جيدة، حاملة أوراقهم من مكان إلى آخر لتقديمها في العديد من الجهات، إلى أن نجحت مساعيها وألحقتهم بوظائف مختلفة، واكتملت فرحتها بتزويج بناتها، لكنها لم ترفع يدها عند ذلك القدر؛ حيث لا تزال تواصل دورها الحنون بتربية أحفادها والاهتمام بهم. المثل الأرقى وتأتي أمهات وزوجات الشهداء ضاربات المثل الأرقى في قوة التحمل، وطي القلوب على الأحزان، واستبدال الشعور بالأسى لفقد الابن أو الزوج، إلى الإحساس بالفخر، على التضحية التي ذهبت لمكانها الصحيح، فتوديع الحياة جاء فداء لاستعادة حقوق سلبت من أصحابها، لدحر عدو مغتصب، ظالم، لم يوقفه دين ولا حق، وعنهن قالت الأم مريم: فلذات الأكباد لا يمكن أن نبخل بهم على الوطن، فمنه خرجنا، وإليه نعود، وفيه نرتكن للعزة والشرف، وكرامتنا من كرامته، وحينما يطلب أولياء أمورنا أمراً علينا السمع والطاعة، والإسراع بالتلبية، فهم سندنا، وأرواحنا مع الأبناء فداء كلمتهم، ويكفينا فرحاً إننا أمهات شهداء، سيشفعون لنا يوم نقف أمام الواحد الأحد، وسيأخذون بأيدينا إلى جنة الرحمن.ويتوالى التعبير عن مكانة أمهات الإمارات، وصمودهن، وقوة عزيمتهن في مواجهة العراقيل على اختلافها، وهنا تقول فاطمة علي المهيري، عضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة رئيسة لجنة شؤون الأسرة في المجلس: الأم هي صانعة الأجيال ومربيتهن، وبدورها يشتد ساعد الأبناء، وهي محل الاهتمام والتقدير في كل لحظة، وفي جميع الأوقات والأيام ويكفينا ما وصى به نبي الأمة رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام حينما سئل عن أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك.. قال: ثم من؟.. قال: أمك.. قال: ثم من؟.. قال: أمك.. قال: ثم من؟.. قال: أبوك. مكانة مستحقة موزة الوشاحي، مديرة نادي سيدات كلباء: «اليوم وبكل فخر واعتزاز، بكل حب وعرفان، وبكل سمو وشموخ نوجه أسمى آيات التهاني والتبريكات لكل ام وسيدة وفتاة إماراتية، لكل من حملت على عاتقها هذا الوطن الشامخ بأبنائه ومؤسساته من قيادة وشعب، وإن كنا نستحضر مسيرة المرأة الإماراتية الصبورة، القوية، المحبة، المعطاءة، المربية لأفضل القادة، لابد أن نستحضر اسم مهم ورمز كبير في ذاكرة المرأة الإماراتية، وهي الشيخة سلامه بنت بطي، طيب الله ثراها، والدة المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد، ولم تكن الشيخة سلامة بنت بطي، امرأه عادية، بل كانت ذات بعد ونظرة مستقبلية، وفطرة إنسانية، عملت من خلالها على تنشئة شخصية استثنائية يفخر بها الجميع في هذا العالم الكبير.إيمان سبت «محامية»: الأم الإماراتية، قامت بالكثير من الأدوار التربوية، والقيادية في مجتمع الإمارات بما يستوجب الشعور بالاعتزاز والفخر، فقد تبوأت أعلى المناصب في مراحل التنمية والتطوير في الدولة منذ بداية الاتحاد، بدعم من القيادة الرشيدة، وبفضل التوجيهات السديدة، ورعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وشهد دور الأم في الدولة مراحل تطور عدة، بدأت مع جهود الأب الشيخ زايد؛ حيث قال رحمه الله: «إنني على يقين بأن المرأة في دولتنا الناهضة تدرك أهمية المحافظة على عادتنا الأصيلة المستمدة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، فهي أساس تقدم الأسرة، والأسرة هي أساس تقدم المجتمع كله». مبادرة لإسعاد المواطنات كبيرات السن الأم نعيمة أحمد حمدان، سيدة الأعمال التي تمثل نموذجاً للعطاء، والتسامح، وغلبة الصالح العام على أية مصلحة خاصة، ومبادراتها الخيرية لا تتوقف منذ أسست عملها الحر، فهي تقدم المبادرة تلو الأخرى، لخدمة بنات وأهالي منطقتها مدينة كلباء، ومن ذلك تنظيمها معرضاً، يعد خيرياً بشكل رئيسي لمساعدة الأسر المنتجة، وصاحبات الهمم، والتمكين الاجتماعي، وصاحبات الرخص المنزلية، بعرض وتسويق منتجاتهن، وشاركت فيه 120 سيدة أعمال، وتجاوز عدد زواره 5300 خلال أربعة أيام. وبمناسبة يوم الأم، قررت أن تعمل على إحياء تراث الأمهات، بالخروج بموظفات مركزها التجميلي إلى كبار المواطنات، في دور الرعاية، وغيرها على مستوى الإمارة، لتهنئتهن بيوم الأم، وتخضيب أياديهن بالحناء، لإسعادهن، وإدخال الفرحة إلى قلوبهن، وإشعارهن أنهن لن يكن يوماً ماضياً وانتهى، بل سيظلن بهجة الحياة، ورحيق الزمن الجميل، وصاحبات الفضل الأول في ما حققته بنات الدولة، وقالت:»لا استطيع أن أعبر عن حجم تقديري، وامتناني، وشكري الجزيل لجميع الأمهات، فهن من قوين سواعدنا، وساندننا، وأوصلننا إلى بر الأمان، لنشق طريقنا المهني بنجاح، المبني على توجيهاتهن التي رافقتنا منذ الطفولة، وحنانهن الذي لم ينقص يوماً، واحتضانهن لقلقنا، وإرهاصات سنوات عمرنا ونحن صغار، فكل عام وأمهات الدولة بكل خير، وكل عام والدولة مضيئة بهن، وسنظل نفتخر بهن على الدوام، ولن ننسى التضحيات التي قدمنها، فكل عام وأنتن الحنان، والرحمة، والرأفة، وليمتعكن الله بكامل الصحة والعافية.
مشاركة :