أبوظبي: علي اسعد وافقت الجمعيتان العموميتان ل«أبوظبي التجاري» و«الاتحاد الوطني» على وثيقة الاندماج التي تضمن الجدول الزمني للاندماج بين البنكين، واستحواذ «أبوظبي التجاري» على مصرف الهلال تحت مظلة مجموعة «أبوظبي التجاري». ويتم إيداع القرارات المتخذة في الجمعيتين العموميتين للبنكين لدى السجل التجاري في 24 مارس الجاري، على أن يخرج الكيان الجديد للنور أول مايو. تفصيلاً، وافقت الجمعية العمومية لبنك أبوظبي التجاري، أمس، على توزيع 46% من رأس المال كأرباح نقدية على المساهمين بحوالي 2.391 مليار درهم، عن نتائج أعمال البنك لعام 2018، الذي حقق خلاله أرباحاً صافية مقدارها 4.916 مليار درهم، بنمو 13.14% على عام 2017. كما وافقت على اندماج «الاتحاد الوطني» مع البنك بطريقة الضم. وفي الوقت ذاته، وافقت الجمعية العمومية ل«الاتحاد الوطني» التي عقدت أمس، في أبوظبي، على توزيع 20% من رأس المال أرباحاً نقدية على المساهمين (حوالي 550.285 مليون درهم)، عن نتائج أعمال البنك لعام 2018، الذي حقق خلاله أرباحاً صافية مقدارها 1.186 مليار درهم، وبذلك تصل توزيعات البنكين النقدية على المساهمين إلى2.941 مليار درهم. وكانت جمعية «الاتحاد الوطني» عقدت برئاسة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، رئيس مجلس إدارة البنك، بحضور أعضاء مجلس الإدارة، والرئيس التنفيذي محمد نصر عابدين الذي قدم استقالته، على أن تبدأ مع نهاية اجتماع الجمعية العمومية. وقد تم عقد جمعية «أبوظبي التجاري» برئاسة عيسى السويدي، رئيس مجلس الإدارة، بحضور أعضاء مجلس الإدارة، وعلاء عريقات الرئيس التنفيذي للبنك. وثيقة الاندماج ونصت وثيقة الاندماج على: إنفاذ الاندماج، وعند تحقق شروط الاندماج ستنتقل أصول والتزامات «الاتحاد الوطني» إلى «أبوظبي التجاري»، مقابل إصدار أسهم جديدة من «أبوظبي التجاري» للمساهمين الحاليين في «الاتحاد الوطني»، وعندما يصبح الاندماج نافذاً سيتم حل «الاتحاد الوطني»، ويقوم «أبوظبي التجاري» بالاستحواذ على كامل رأس المال المصدر لمصرف الهلال من مساهمة الوحيد «مجلس أبوظبي للاستثمار»، لقاء الاستحواذ. وسينتج عن الاندماج وتوحيد الأعمال الذي يحظى بالدعم من قبل أعضاء مجلس إدارة بنكي أبوظبي التجاري، والاتحاد الوطني (في حال تحققه) إنشاء بنك يتمتع بخبرات وإمكانيات مالية عالية، للقيام بدور محوري لمساندة الطموحات الاقتصادية لدولة الإمارات. وعند نفاذ الاندماج سيصدر «أبوظبي التجاري» الأسهم الجديدة إلى مساهمي بنك الاتحاد، حيث يتم إصدار سهم من أسهم «الاتحاد الوطني» 0.5966، عن كل سهم جديد في «أبوظبي التجاري»، ما يعادل 1641.547 مليون سهم جديد في «أبوظبي التجاري». وتضمن معادلة التبادل أعلاه لمساهمي «الاتحاد الوطني» الحاليين 0.6%، مقارنة بسعر إغلاق التداول في أسهم «الاتحاد الوطني» بتاريخ 28 يناير الماضي (وهو السعر الذي يقع مباشرة قبيل الإعلان النهائي لعملية الاندماج وتوحيد الأعمال)، كما تعادل نسبة 1.3%، مقارنة بسعر إغلاق سهم «الاتحاد الوطني» في السوق بتاريخ 2 سبتمبر 2018 (وهو التاريخ الذي يقع مباشرة قبيل الإعلان المبدئي عن عملية الاندماج وتوحيد الأعمال). وقد تمت موافقة مجلسي إدارة «أبوظبي التجاري»، و«الاتحاد الوطني»، على شروط الاندماج ومعادلة التبادل المذكورة. شروط الاستحواذ شريطة تحقق الاندماج ونفاذه، سيتم استحواذ بنك أبوظبي التجاري، على مصرف الهلال من خلال قيام «أبوظبي التجاري» بشراء جميع الأسهم المكونة لرأس المال المصدر لمصرف الهلال، وذلك بتاريخ النفاذ لقاء ثمن يقدر بحوالي مليار درهم (سعر الاستحواذ)، وذلك عند تحقق الشروط المنصوص عليها في الوثيقة. وسيقوم «أبوظبي التجاري» بالإيفاء بسعر الاستحواذ، من خلال إصداره لسندات قابلة للتحويل إلى أسهم لصالح مساهمي مصرف الهلال، بما يعادل 117.65 مليون سهم جديد في بنك أبوظبي التجاري «التحويل». ثالث أكبر كيان مصرفي وعند إتمام عملية الاندماج والاستحواذ سيصبح رأس مال «أبوظبي التجاري» حوالي 6.96 مليار درهم، وستصبح ملكية الحكومة غير المباشرة (عن طريق ملكيتها لمجلس أبوظبي للاستثمار)، ما يقارب 28%، في حين يتملك مساهمو بنك الاتحاد (من غير مجلس أبوظبي للاستثمار) ما نسبة 11.8% من البنك الدامج. ووفقاً للوثيقة، فإنه مع إتمام عملية الاندماج، سيتم إنشاء كيان مصرفي ضخم هو الثالث على مستوى الدولة، ما سيؤدى إلى زيادة الحجم لتوسعة نطاق الأعمال من حيث تمويل أوسع لدعم اقتصاد الدولة والنمو الاستثماري، وزيادة الاستثمار في البنى التحتية والتكنولوجيا ورأس المال البشري، وسيكون للمجموعة الموحدة ما يقارب مليون عميل، وحصة كبيرة من قطاع الخدمات المصرفية في الدولة على النحو التالي: 15% من إجمالي الأصول، و21% من القروض لغير المؤسسات، و16% من الودائع. وسيؤدي الاندماج إلى توفير كبير في التكاليف يصل إلى 600 مليون درهم، من خلال تعزيز الإنتاجية ووفورات الحجم الكبير، وتغطية أكثر كفاءة لخدمات العملاء، من خلال تحسين الفروع والصرافات الآلية، واندماج وتوحيد الأنظمة والتطبيقات والعمليات، واندماج منصات تقنية المعلومات، وتحقيق وفورات الإيرادات من خلال توفر فرص التسويق المقابل للمنتجات، وتوفير فرص لتوسيع رقعة العلاقات، وتعزيز القدرة على خدمة العملاء. استراتيجية ناجحة وقال عيسى السويدي: «كان الأداء الذي حققه «أبوظبي التجاري» خلال العام 2018، جيداً. فعلى الرغم من التغيرات الكثيرة التي شهدها العقد الماضي، سواء على مستوى القطاع المصرفي بشكل عام، أو على مستوى «أبوظبي التجاري» بشكل خاص، فقد واصلنا العمل وفق استراتيجية ناجحة، أثبتت كفاءتها المستمرة في تحقيق نتائج جيدة للبنك. إننا نقف اليوم على أعتاب مرحلة مهمة أخرى في تاريخ البنك، مع استعدادنا للاندماج مع «الاتحاد الوطني» والاستحواذ معاً على مصرف الهلال، الذي هو مجموعة مصرفية رائدة من شأنها أن تؤدي دوراً مهماً في دعم مسيرة النمو والازدهار الاقتصادي في دولة الإمارات، علماً بأن عملية الاندماج والاستحواذ مشروطة بالحصول على موافقة الجمعية العمومية والجهات التنظيمية». نهج منضبط ومع تبلور ملامح البنك الجديد، فمن الضروري أن يقوم مجلس إدارته، بالإشراف على تطبيق نهج منضبط يشمل كافة جوانب توحيد الأعمال. وسيشكل خفض النفقات وتعزيز كفاءة العمليات، وضمان الانتقال السلس لحسابات العملاء، عاملاً بالغ الأهمية لبناء كيان جديد قوي خلال الأشهر والسنوات القادمة. وفي نفس الوقت، سنواصل الالتزام بركائزنا الاستراتيجية الخمس، بما تتضمنه من أهداف، إلى جانب التزامنا بدعم جهود تطبيق تقنيات الصيرفة الرقمية. وبينما نتوقع حدوث تغييرات كبيرة خلال عام 2019، نحن على ثقة بأن الثقافة والقيم التي مكنت «أبوظبي التجاري» من الوصول إلى هذه المرحلة، ستبقى راسخة». نجاح مستمر من ناحيته أكد علاء عريقات، أن العام 2018 عاماً كان حافلاً بالإنجازات، سجل خلاله البنك نمواً في صافي الأرباح بنسبة 13%، مقارنة بنهاية العام 2017، بينما حقق البنك أرباحاً قياسية خلال الربع الأخير من عام 2018 بزيادة بنسبة 27% على نفس الفترة من العام 2017. وارتفع العائد على متوسط حقوق المساهمين ليصل إلى 16.3%، مقارنة بنسبة 15% في نهاية العام 2017. كما نجحنا مرة أخرى في تحقيق نمو مدروس وعوائد مستدامة لمساهمينا، ومؤشرات أداء قوية، حيث نمت القروض والودائع، وشكلت إيداعات العملاء في الحسابات الجارية وحسابات التوفير، 39% من إجمالي ودائع العملاء. وأضاف عريقات: «تمكنا من تحقيق نمو مطرد وعوائد مستدامة للمساهمين، على الرغم من تقلبات الاقتصاد العالمي، نتيجة التزامنا المتواصل بأعلى معايير الحوكمة والانضباط المؤسسي. وتأتي هذه النتائج المميزة كتتويج للرؤية والعمل الدؤوب الذي نبذله منذ عشر سنوات مضت، حقق البنك خلالها عوائد مجزية للمساهمين، حيث بلغت نسبة إجمالي العائد على السهم لمدة عشر سنوات 520%. وفي نفس الوقت شهد البنك نمواً في الأصول بنسبة 89%، وارتفاعاً في صافي الأرباح بنسبة 256% منذ عام 2008، مما يثبت مدى قوة استراتيجيتنا والتزامنا بالسعي لتحقيق قيمة مستدامة لمساهمينا». 11 عضواً ووافقت عموميتا «أبوظبي التجاري» و«الاتحاد الوطني» على مقترح تعيين 11 عضواً في مجلس إدارة «أبوظبي التجاري»، وهم: عيسى محمد السويدي رئيساً لمجلس الإدارة، ومحمد ضاعن الهاملي، نائب رئيس مجلس الإدارة، وعلاء عريقات عضواً، وخالد ديماس السويدي عضواً، وعائشة الحلامي عضوة، وخالد حاجي الخوري عضواً، وعبدالله خليل المطوع عضواً، ومحمد حمد المهيرى عضواً، وسعيد محمد المزروعي عضواً، وكاولوس أنطوان عبيد عضواً، وحسين جاسم النويس، وعلى تولي علاء عريقات منصب الرئيس التنفيذي للمجموعة. نظرتنا المستقبلية أكد عيسى السويدي أنه في ظل النمو المستمر الذي يحققه «أبوظبي التجاري»، تمكنا خلاله من إحداث تحول جذري في أنظمة البنك لتزويد العملاء بخيارات أوسع من خيارات المنتجات المالية والخدمات المصرفية، لتحقيق تجربة مصرفية فريدة، وفي الوقت ذاته، تحقيق عوائد مستدامة للمساهمين على المدى الطويل. وأضاف: «نتطلع خلال العام 2019 إلى مواصلة العمل وفق هذا النهج. وفي حال تمت الموافقة على عملية الاندماج خلال اجتماع الجمعية العمومية، سيتم تعيين مجلس إدارة جديد للبنك. وستقع على عاتق ذلك المجلس، مسؤولية الجمع بين أفضل المقومات والمزايا التي تتمتع بها المؤسستان عند اندماجهما. وسيكون من المهم للغاية، بالنسبة لمجلس الإدارة الجديد، أن يحافظ على سياسة الحوكمة والثقافة المؤسسية التي قمنا بتطويرها، وشكلت بالنسبة لنا الركيزة الأساسية لتحقيق النجاح والارتقاء بمكانة البنك، وترسيخ نزاهته وسمعته المعهودة.