الحوادث المرورية في الطرق المؤدية إلى الطائف أضحت حديث المجالس مؤخراً، نظراً لارتفاع أعداد الوفيات والإصابات التي يتم تسجيلها من قبل الجهات المختصة، فيما بحت أصوات المطالبات بتطبيق نظام ساهر في الطائف لوقف نزيف الأرواح. وكان السكان في المحافظة استبشروا خيراً خلال العام الماضي، بعد أن أطلقت إدارة مرور الطائف من خلال أسبوع المرور الخليجي تصريحات بأن تطبيق ساهر في الطائف سيكون قريباً، حيث كشفت من خلال المعرض عن 14 تقاطعا و13 طريقا مقترحا لتطبيق نظام ساهر فيها، فيما سجلت 300641 مخالفة مرورية خلال العام ما قبل الماضي، وبينت الإحصائية أن السائقين المواطنين الأعلى ارتكابا للمخالفات بواقع 215876 مخالفة، مقابل 84765 للسائقين الأجانب. وتتركز المخالفات على السرعة الزائدة والقيادة دون رخصة قيادة، وتجاوز الإشارات المرورية، والوقوف غير النظامي، وعدم ربط حزام الأمان، ومع ذلك عند مرور العام بات الأمر قيد النسيان، ولم تتحقق تلك الوعود، بعد أن حلقت في سماء المحافظة العديد من الاعتبارات بأن شوارع المحافظة ليست مهيأة لتطبيق نظام ساهر، حتى توقف الحال خلال الأيام الماضية بتطبيق أجهزة إلكترونية شبيه بنظام الرصد الآلي «ساهر» تعمل من خلال حساسات وتعطي فلاشات ضوئية تحذر المركبات المسرعة على طريق المطار، وطريق السيل، والطريق الدائري، حيث لم يأبه السائقون لتلك التقنية غير الحازمة ولم تثنهم عن القيادة المتهورة، طالماً أن إجراءها لم يكن حازما. وبين لـ«عكاظ» المواطنان عبدالمحسن العتيبي وعبدالله العتيبي أن الحوادث القاتلة على طريق شمال الطائف أصبحت شبه يومية كما أن الصحف ما زالت ترصد تلك الحوادث دون أن يجدوا حلا جذرياً يقضي على السرعة القاتلة التي تعتمدها المركبات، خصوصاً الحافلات التي تقل معتمرين أو مسافرين، التي دائماً ما تقع لها كوارث تستنفر لها الإسعافات بشكل كبير، مضيفين أن حافلات المعلمات والطلبات تواجه المصير نفسه، عند تحركها في الصباح الباكر، إذ تحفها المخاطر في الاصطدام بالشاحنات التي من المفترض أن يمنع سيرها على الطرق السريعة من الصباح الباكر من أذان الفجر حتى الثامنة صباحاً، وإلزامها بالوقوف من خلال قوة امن الطرق الخاصة عند الانصراف لمدة ساعتين على أقل تقدير، مشيرين إلى أن الحل في الحد من الحوادث المميتة في تطبيق ساهر على الطرق السريعة. من جانبه، أوضح لـ«عكاظ» المتحدث الإعلامي بصحة الطائف سراج الحميدان، أن طوارئ صحة الطائف مع الهلال الأحمر تعمل على مدار الساعة في حالة تلقي بلاغات لحوادث تكون الإصابات فيها أعدادا كبيرة، كما أن هناك تنسيقاً سريعاً منذ وقوع الحادث من أجل استقبال الحالات في طوارئ المستشفيات الحكومية، وإذا اكتفت يتم نقلها إلى المستشفيات الخاصة، مشيراً إلى أن السرعة أحد أهم الأسباب في وقوع الحوادث، فيما أشار مصدر أمني الى أن المطالبات تلقى تجاوبا من المسؤولين، لافتا إلى أن تطبيق ساهر حتى الآن لم يرد حوله أمر بتنفيذه في المحافظة.