أبلغ مسؤولون “رويترز” أن الولايات المتحدة قد توقف قريباً الاستعدادات الخاصة بتسليم طائرات إف-35 المقاتلة لتركيا، فيما ستكون أقوى إشارة من جانب واشنطن حتى الآن على أن أنقرة لا يمكن أن تحوز تلك الطائرة المتطورة ونظام الدفاع الصاروخي إس-400 الروسي في الوقت ذاته. وتقترب الولايات المتحدة من مرحلة فارقة في مواجهة مستمرة منذ سنوات مع تركيا، شريكتها في حلف شمال الأطلسي، بعدما فشلت حتى الآن في إقناع انقرة بأن شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية سيقوض أمن طائرات إف-35. وقالت كاتي ويلبارغر القائمة بأعمال مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي لـ”رويترز”: “إس-400 كمبيوتر وإف-35 كمبيوتر. لا يمكنك توصيل جهاز الكمبيوتر الخاص بذلك التابع لخصمك وهذا بالأساس ما سنفعله”. وفي الوقت الذي تزعم فيه أنقرة التعاطف مع معاناة الفلسطينيين ، أعلنت الخطوط الجوية التركية أنها ستطلق خطاً جديداً يربط تل أبيب بإزمير، الذي سيبدأ العمل في 29 مايو القادم، على أساس أربع رحلات أسبوعياً. ويقوم الطيران الوطني التركي حالياً بعشر رحلات يومياً بين تل أبيب واسطنبول. إلى ذلك تفجرت أزمة أخرى مع الرئيس التركي بسبب تصريحاته المثيرة حول مجزرة المسجدين في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية ، وجاءت الأزمة الجديدة مع الرئيس التشيكي ميلوش زيمان، الذي اتهم تركيا بدعم جماعات ارهابية ولدى سؤاله في نقاش عام في فينتيروف (غرب) حول سبب مهاجمة تركيا للأكراد الذين يقاتلون داعش، قال الرئيس التشيكي، إن تركيا “حليف فعلي” للتنظيم المتطرف. وأشار إلى “معلومات” تؤكد أن “تركيا لعبت دورًا وسيطًا في بعض عمليات إمداد داعش عندما كان يحتل جزءا كبيرا من سوريا والعراق”. تركيا تواجه مشكلات تمويل ومستقبل اقتصادي غامض اقتصاديا يسير الاقتصاد التركي في نفق مظلم، مع استمرار تبعات أزمة سوق الصرف والنقد في البلاد، التي ارتفعت حدتها، نتيجة خلافات دبلوماسية مع الولايات المتحدة. وقالت وكالة بلومبرج أن تركيا ستدخل في مرحلة الركود الاقتصادي، واستندت الوكالة إلى مؤشرات الإنتاج الصناعي والقروض المصرفية ومؤشر مديري المشتريات الصناعية، وهو ما أدى بدوره إلى حالة الانكماش الاقتصادي، والتضخم، ونزوح الاستثمارات، وإفلاس الشركات. ويبدو أن الربع الأول 2019، سيكون استمرارا لأرقام انكماش الاقتصاد التركي، إذ هوى إنتاج قطاع الصناعات التحويلية بتركيا 7.3% على أساس سنوي في يناير، حسبما ذكر معهد الإحصاءات التركي، مؤكدا حدوث تراجع للشهر الخامس على التوالي مع انزلاق الاقتصاد إلى الركود. وتأثرت أسعار سلع أساسية في تركيا أبرزها الوقود، حيث شهدت ليلة تسجيل زيادة جديدة في أسعار البنزين على خلفية ارتفاع أسعار نفط البرنت ومنتجاته الدولية وارتفاع الدولار إلى 5.45 ليرة. كما يشهد الاقتصاد التركي موجة انهيار كبيرة في أسواق الصرف أثرت بشكل سلبي على سعر الليرة التركية، مقابل الدولار الأمريكي، من 4.7 ليرة/دولار في يوليو/تموز 2018 إلى 5.47 ليرة حاليا. وتوقع اقتصادي تركي استمرار انكماش اقتصاد بلاده خلال العام الجاري بوتيرة أسرع من عام 2018، بسبب السياسات الاقتصادية الفاشلة للرئيس رجب طيب أردوغان. وقال قوروت بوراتاف الاقتصادي والأكاديمي التركي: إن كافة المؤشرات الاقتصادية للعام الجاري تشير إلى أن الانكماش الذي شهده الاقتصاد التركي خلال الربع الأخير من عام 2018، سيستمر بوتيرة متسارعة في 2019. ويبدو أن الربع الأول 2019، سيكون استمرارا لأرقام انكماش الاقتصاد التركي، إذ هوى إنتاج قطاع الصناعات التحويلية بتركيا 7.3% على أساس سنوي في يناير، حسبما ذكر معهد الإحصاءات التركي، مؤكدا حدوث تراجع للشهر الخامس على التوالي مع انزلاق الاقتصاد إلى الركود. وتوقعت وكالة موديز في تقريرها، أن يكون للتدهور الحاد في الطلب المحلي وظروف التمويل، تأثير جوهري على آفاق النمو في تركيا. وكانت “موديز” قد خفّضت التصنيف الائتماني السيادي لتركيا إلى Ba3 مع نظرة مستقبلية سلبية في أغسطس الماضي.
مشاركة :