في صورة جديدة من صور قمع النظام الإيراني للأقليات، منعت السلطات الأمنية الإيرانية لجنة حقوق الإنسان التابعة لاتحاد محامي محاكم محافظة كرمنشاه غرب إيران، من منح جائزة "تنديس مهر" الحقوقية الإنسانية للزعيم السني الشهير وإمام أهل السنة في زاهدان مركز إقليم بلوشستان الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي، فيما أعدمت فجر أمس ستة نشطاء سنة أكراد في سجن رجايي شهر بمدينة كرج شمال طهران برغم مناشدات دولية لإلغاء الأحكام. ووفقا لوكالة "سحام نيوز" فقد كان من المقرر أن يتم تسليم هذه الجائزة السنوية للشيخ عبدالحميد بسبب "جهوده الكبيرة في سبيل تقارب المذاهب ونبذ العنف وإشاعة ثقافة التسامح" خلال مراسم "نشطاء حقوق الإنسان في إيران" بالعاصمة طهران، غير أن السلطات منعت اللجنة من عقد هذا الاجتماع. ويتعرض الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي الذي يعتبر من أبرز علماء السنة في إيران لمضايقات كثيرة بسبب مواقفه المطالبة بإنصاف أهل السنة في إيران وكذلك مطالبته المتكررة من السلطات بإنهاء "التمييز والتعامل الانتقائي" مع قضايا الأقليات القومية والدينية. وفي خطب عدة، انتقد إسماعيل زهي حملة الاعتقالات الواسعة التي تشنها السلطات الإيرانية ضد طلاب المراكز الدينية من أهل السنة خاصة في إقليم بلوشستان الذي تقطنه أغلبية سنية. وكانت السلطات الإيرانية منعت الشيخ عبدالحميد الذي يعمل كرئيس للمدرسة الإسلامية في زاهدان بإقليم بلوشستان شرق إيران من السفر إلى المملكة لحضور المؤتمر العالمي الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي الشهر الماضي، تحت عنوان "الإسلام ومحاربة الإرهاب" في مكة المكرمة. إلى ذلك، ذكرت وكالة أنباء "هرانا" الناطقة بالفارسية التي تنشط في مجال قضايا حقوق الإنسان في إيران أن السلطات أعدمت كلا من حامد أحمدي وكمال ملايي وجمشيد دهقاني وجهانكير دهقاني وصديق محمدي وسيد هادي حسيني فجر أمس في سجن رجايي شهر بعد أن كانت نقلتهم يوم أول من أمس إلى زنزانات انفرادية. وفي وقت سابق أعلنت منظمات إنسانية إيرانية أن ستة نشطاء سنة أكراد نقلوا من السجن إلى زنزانات بغية إعدامهم. وكانت المحكمة الثورية حكمت عليهم بالإعدام في عام 2012 بتهمة "الإفساد في الأرض". وأضرب 77 من السجناء السنة عن الطعام تضامنا مع زملائهم الستة واحتجاجا على نقلهم إلى ما تعرف بزنازين الإعدام. وأفاد تقرير "المؤسسة الإعلامية لمجموعة نشطاء حقوق الإنسان في إيران"، "هرانا"، أن سلطات السجن اتصلت بعائلات المحكومين السنة بغية زيارتهم قبل تنفيذ الإعدام، وطلبت منهم الحضور حتى الساعة الرابعة الثلاثاء الماضي، في حين تعيش هذه العائلات في كردستان إيران وهي بحاجة لعشر ساعات لكي تصل إلى مدينة كرج شمال العاصمة. وقال مصدر مطلع لـ"هرانا" إن السجناء تعرضوا للضرب المبرح والإساءة خلال نقلهم إلى الزنازين على يد مأموري السجن، ولم يسمحوا لهم حتى بالوضوء قبل أداء فريضة الصلاة ووجهوا لهم أسوأ الشتائم، وربطوا أيدهم بأرجلهم بالأصفاد مما صار البعض منهم ينزف نتيجة لذلك. يذكر أن سجن رجايي يشهد إضراب السجناء السنة ومن ضمنهم المحكوم عليهم بالإعدام عن الطعام، احتجاجا على الوضع المزري والتعامل السيئ على يد سلطات السجن. وأكد الخبير في الشؤون الإيرانية عايد الشمري، أن ذلك التصرف من قبل السلطات الإيرانية ما هو إلا إجراء ضمن إجراءات عدة تعمل عليها السلطات الإيرانية لقمع الشعوب غير الفارسية، فيما تروج من جهة أخرى ذرا للرماد في العيون في مسألة حرية الشعوب في دول أخرى، وتقمع مواطنين إيرانيين على أساس مذهبي.
مشاركة :