..ذهاب نصف نهائي كأس زايد للأندية العربية الأبطال بين الهلال والأهلي كان تكتيكياً جداً.. ولم يرقَ لمستوى الاحتفالية.. ولا لمستوى قيمة الفريقين ممثلي كرة القدم السعودية.. تابعنا دهاء وذكاء المدربين وكيف عصرا المساحات عصراً.. وطوقا كل بطريقته بحواجز شائكة على الكرة وحاملها.. وتصاعد الحصار حتى شنق الجزئيات الصغيرة.. كان بإمكان الهلال والأهلي أن يسجلا.. فقد تهيأت عدة فرص حقيقية وخصوصاً لمهاجمي الأهلي الذين تعاملوا معها بفيض من الأنانية واستعراض الذات.. وعوض أن يتم التركيز والتسجيل تحول الأمر إلى استعراض غريب في الاعتراض على قرارات الحكم الإماراتي الكفء والتي تفرض الأمانة أن نؤكد نجاحه في تطبيق القانون.. رغم كل ضوضاء الاحتجاجات.. وشهد له أصحاب الاختصاص من محللين تحكيميين محايدين.. وأن حزمة ضربات الجزاء التي طالب بها لاعبو الأهلي كانت واهية.. وشهد - الفار - أيضاً.. فماذا بعد.. ..وكل عربي سيؤكد أن التحول الذي عرفته هذه البطولة من كل النواحي لجدير بالاحترام والتقدير، بل والشكر على هذا الجهد وهذا السخاء وهذه الرؤية المتجددة التي منحت فرصة حقيقية أخرى لكرة القدم العربية للخروج من جمودها وقوقعتها.. ولعل حوافزها المادية الضخمة وحدها بإمكانها أن تسهم في تطوير الأندية العربية الجادة والمجتهدة.. ولكني فوجئت أن المدرب فوساتي لم يأت ليطور المنظومة التقنية والتكتيكية للأهلي وجاء للاحتجاج على الحكام.. وفوجئت بتصريحات غريبة لبعض فعاليات الأهلي تلمح لوجود أمر خفي يمارس ضد الأهلي.. ويبدو أننا لم نتخلص بعد من عقدة المؤامرة.. الحكم إماراتي.. واللجنة المنظمة يشرف عليها قائد سعودي والاتحاد العربي كله ومنذ ولادته ونشأته وتطوره والصرف عليه هو سعودي ببصمة وجهد وأفكار وكرم سعودي.. والهلال والأهلي سعوديان.. فأين عنصر الخفاء أو الدس أو سميها المؤامرة إن شئت.. وفعلاً اندهشت من بعض التصريحات التي لا تخدم الأهلي كرافد تاريخي من روافد الكرة السعودية ولكنها تشوش إن لم نقل تشوه مسار الاتحاد العربي لكرة القدم.. فهل هذه هي الحكمة التي تعودناها مع الأهلي.. هل من الحكمة أن يصرح رئيس الأهلي أنه مستعد لدفع تعويضات الحكام.. وصدقوني لم أفهم المقصود..إن عشاق الهلال يدعون الله باللطف في ما قدر وأن يوقف نزيف عيادة الزعيم الطبية التي تطفح بالأنين والوجع والإصابات الممتدة.. وعلى الرغم من كل الغيابات المؤثرة لعب الهلال بمتغيرات دقيقة وخطيرة ويعرف خطورتها التقنيون.. متغيرات في وسط وقلب الفريق.. لعب الجحفلي لأول مرة كمحور وحمل الشلهوب - الكهل - كل مسؤولية تنظيم اللعب وتدبير الهجمات في غياب إدواردو وقبله عموري ومعهما سلمان الفرج ونواف العابد والمايسترو الشرس عبد الله عطيف.. بكل هذه الغيابات كان الهلال حاضراً بفكر زوران الذي لا يؤمن كثيراً بالاستحواذ وهو أسلوب فرض نفسه مع مونديال روسيا الأخير، حيث فازت فرنسا بأقل استحواذ والإحصاءات موجودة.. ويعرف التقنيون أيضاً أن التحول من شاكلة إلى شاكلة ومن أسلوب لعب إلى آخر ليس بالأمر الهين ويستلزم الوقت للاستيعاب.. وخلاله لا بد من ارتكاب بعض الأخطاء.. الفوز بهدف لصفر.. يعتبر فخ كل النتائج ويعرف الهلاليون ذلك.. والموعد في الجوهرة..
مشاركة :