شهد العراق كارثة إنسانية مأساوية جديدة أمس، بغرق عبارة تقل عشرات العائلات عبر نهر دجلة، في طريقها للاحتفال بعيد «النوروز» في جزيرة أم الربيعين بمنطقة الغابات، فيما تضاربت التصريحات بشأن عدد الضحايا وأسباب النكبة، التي أودت بحياة 71 شخصاً معظمهم نساء وأطفال، بحسب وزارة الداخلية، بينما أكدت مصادر ارتفاع عدد الضحايا إلى 85 شخصاً. وفيما عزا المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء سعد معن، أسباب غرق العبارة للحمولة الزائدة للعبارة التي ذكرت مصادر أن طاقتها الاستيعابية بحدود 100 راكب، أفاد شهود بأنها كانت تقل نحو 250 شخصاً. وكشفت وسائل إعلام عراقية نقلاً عن إدارة جزيرة الموصل السياحية، أن أحد الأسباب التي أدت إلى غرق المركب هو انقطاع أحد الأسلاك المُثَبتة بأحد الأعمدة المسؤولة عن السحب والتثبيت، مشيرة إلى أن منسوب مياه نهر دجلة كان مرتفعاً بسبب الأمطار. ووسط تنديد واسع ومطالبة بمحاسبة المسؤولين، ودعوات، أمر رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي بفتح تحقيقٍ فوري وتسليمه النتائج خلال 24 ساعة لإظهار الحقيقة وكشف هوية المتسببين بها. وذكر اللواء معن في بيان، أن «عدد ضحايا العبارة المنكوبة هو 71 شخصاً بين نسوة وأطفال ورجال» بينما تم إنقاذ 55 شخصاً ضمنهم 19 طفلاً، قائلاً إن الطاقة الاستيعابية للعبارة أقل من العدد الموجود والخلل سيكون واضحاً من خلال التحقيقات الأولية. بينما قال حسام خليل مدير الدفاع المدني في الموصل، إن 72 شخصاً على الأقل، لقوا حتفهم بغرق العبارة في دجلة، مضيفاً أن غالبية الضحايا نساء وأطفال لم يتمكنوا من السباحة. وأكد مصدر آخر في الدفاع المدني، أن العبارة كانت تنقل ضعف حمولتها، وهو ما أدى إلى انقلابها في الماء، حيث أظهرت مقاطع فيديو صُورت باستخدام هاتف محمول، العبارة وهي تغرق وسط صرخات الركاب طلباً للمساعدة. من جانب آخر، أبلغت مصادر عراقية مطلعة «سكاي نيوز عربية» أن عدد الوفيات بنكبة العبارة، ارتفع إلى 85 شخصاً، بعد أن تحدثت حصيلة أولية عن مصرع 45 ضحية. وأفاد مراسل «سكاي نيوز عربية» بمقتل 56 امرأة وطفلاً إضافة إلى 10 رجال، مشيراً إلى أن عدد الأشخاص الكبير الذي كان على متن العبارة قد يكون السبب وراء هذا الحادث. وأضاف: «هذا بسبب غياب الضوابط والرقابة على مالكي العبارات». من ناحيته، أكد مدير الدفاع المدني في الموصل، أن معظم الضحايا نساء وأطفال لم يتمكنوا من السباحة، مضيفاً أن فريق الإنقاذ لا يزال ينتشل ناجين. وأعلنت دائرة صحة محافظة نينوى استنفار كافة جهودها للسيطرة على تداعيات الكارثة التي حولت أعياد «النوروز» نكبة أخرى قبل أن تتعافى البلاد من مآسي «داعش» الإرهابي. وكان الضحايا في طريقهم لعبور نهر دجلة للتوجه إلى المدينة السياحية الواقعة في غابات الموصل، وهي أحد المتنزهات التي يتدفق عليها السكان للترفيه، في احتفالات النوروز، أو رأس السنة الكردية، وهو يوم إجازة رسمية في العراق. وهرع مئات الأهالي إلى منطقة الحادثة لمعرفة مصير ذويهم، بينما عملت سيارات الإسعاف والشرطة على نقل الضحايا إلى مستشفيات المدينة. وانتشر عناصر الأمن على امتداد مجرى النهر، حيث شملت عمليات البحث عدة كيلومترات، بمشاركة مروحيات إنقاذ، في محاولة لإنقاذ آخرين جرفتهم المياه. وتأتي الكارثة بعد يوم واحد من تنبيه وزارة الموارد المائية المواطنين، إلى ضرورة الانتباه إثر فتح بوابات سد الموصل بسبب زيادة الخزين. وأمر رئيس الوزراء بفتح تحقيقٍ فوري وتسليمه النتائج خلال 24 ساعة لإظهار الحقيقة وكشف هوية المتسببين، فيما طالب سياسيون بينهم رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي بإعلان الحداد العام في البلاد.
مشاركة :