حذّر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين؛ من أن الفوضى ستطرق أبواب العالم إذا لم يتم التصدّي لخطاب الكراهية و"الإسلاموفوبيا". جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية للعثيمين، خلال انطلاق الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول؛ لبحث تداعيات مجزرة المسجدَيْن في نيوزيلندا، وذلك بطلب من تركيا. وأكّد العثيمين؛ أن "خطاب الكراهية والإسلاموفوبيا يزداد يوماً بعد يوم، والملمح المشترك بين الأحزاب اليمينية المتطرفة، المناهضة حتى للمؤسسات الرسمية، هو الإسلاموفوبيا، وأعداد هذه الأحزاب تزداد بشكل غير مسبوق". وأضاف محذّراً: "إذا لم يتم لجم هذا الخطاب بشكلٍ فوري وعاجل، فإن الفوضى ستطرق البلدان المستقرة والعالم وترعب الآمنين". واستطرد: "إذا لم نمنع خطاب الكراهية والإسلاموفوبيا سنشهد هجمات مماثلة" لهجوم نيوزيلندا، معتبراً أن هذا الخطاب "بات يهدّد المجتمعات المسالمة في العالم". وأكّد أن "خطاب الكراهية القائم على الفكر اليميني المتطرف، لا يستهدف الإسلام والمسلمين فحسب؛ إنما يستهدف كذلك الأنظمة والدول الغربية الليبرالية الديمقراطية". وتابع: "لا يمكننا التغاضي عن الأنشطة التي تحرّض على العنف، التي يقوم بها المتعصبون جماعات أو أفراداً، وأيا كانت معتقداتهم الدينية". واعتبر أن "التعاون الإيجابي بين الدول الإسلامية الأعضاء بمنظمة التعاون سيساعد في القضاء على التطرف والإرهاب". وقال: "علينا التأكيد على الزعماء أن الإرهاب لا دين ولا عرق له". وأضاف: "منظمة التعاون الإسلامي تؤكّد تعزيز المبادرات التوافقية، مثل القرار رقم 16 - 18 الصادر عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بعنوان محاربة التعصب والقولبة النمطية السلبية والوصم والتمييز والتحريض على العنف وممارسته على الأشخاص بسبب المعتقد". ووصف "مجزرة المسجدَيْن" في نيوزيلندا، بأنها "أمرٌ بشع"، و"لها تبعاتٌ خطيرة على العالم". وقال: "هذا الهجوم الإرهابي جرح مشاعر المسلمين والبشر بأسرهم، وأياً كانت الدوافع فإن مرتكبه إرهابي يستحق أشد العقاب". وأشاد بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة النيوزيلندية عقب الهجوم. وقال: "نعرب عن كامل تقديرنا للحكومة النيوزيلندية التي اتخذت ما يلزم؛ حيث فتحت تحقيقاً فورياً في هذا الحادث، وقدّمت الدعم للمجتمعات المسلمة المتضررة التي تعيش في تلك البلاد". وأكّد "أهمية وجود تشريعات حاسمة، في الفضاء الإلكتروني الذي -مع الأسف الشديد- تحوّل إلى ساحة لتفريغ الأفكار المتطرفة". وأعرب العثيمين؛ عن أمله في أن تتمخض عن هذا الاجتماع خطوات وقائية لاحتواء التطرف والإرهاب الذي يستهدف المسلمين أينما كانوا. والجمعة الماضي، استهدف هجوم دموي مسجدَيْن بـ "كرايست تشيرتش" النيوزيلندية، قُتل فيه 50 شخصاً، في أثناء تأديتهم الصلاة، وأُصيب 50 آخرون. وتمكنت السلطات من توقيف المنفّذ، وهو أسترالي يُدعى بيرنتون هاريسون تارانت؛ الذي مثل أمام المحكمة، السبت الماضي، ووُجهت إليه اتهامات بـ "القتل العمد". وبدم بارد وتجرد من الإنسانية، سجّل الإرهابي تارانت؛ لحظات تنفيذه أعمال قتل وحشية، وبثّ مقتطفات منها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في أعنف يومٍ شهده تاريخ البلاد الحديث، حسب رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا آرديرن.
مشاركة :