"أبوظبي 2019".. حكاية إرادة وانتصار الإنسان

  • 3/23/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص، والإمارات بشكل عام وأبوظبي بشكل خاص، وجهان لعملة واحدة بين دولة أساسها الحب وجدرانها التسامح وقوامها نشر الخير، وبين فكرة خرجت إلى النور قبل 51 عاماً، قامت على المبادئ نفسها، أسستها شرايفر الأم بالحب، وعلى الخير والعطاء. على مدار أسبوع كامل، التقى الاثنان، أبوظبي والألعاب العالمية للأولمبياد الخاص، فخرجت إلى العالم معانٍ عديدة ومفاهيم جديدة عن مفردات العطاء والوفاء، 7500 مشارك رياضي من 200 دولة، جاؤوا إلى العاصمة من أصحاب الهمم وغادروها مليئين بالسعادة والأمل، وجدوا قلباً كبيراً اتسع فكرهم واختلافهم وثقافتهم بمنتهى الرضا، وجدوا ابتسامة في انتظارهم، وخدمة سبع نجوم أمامهم. لعبوا وانتصروا ووقفوا على المنصات، حصدوا الميداليات، لا من أجل فوز رياضي، ولكن بهدف انتصار إنساني يلهم غيرهم ويعزز موقفهم يؤكد أنهم ملهمون وقادرون، من أجل رغبة كبيرة في حب المدينة لكي يعرف العالم أن أبوظبي السبب، وأنها هي من غيرت العالم وحولت البشرية لخدمتهم بعد أن قدمت عطاء ومفهوماً مختلفاً عن الخير، فلا هو مال ينفق ولا طاقة تخرج، ولكنه خليط خاص من هذه وتلك، خلطته السرية فقط تعرفها عاصمة الإمارات، دعمت بمنتهى الرضا، وبالمجهود وبالحب، واستضافت بالقلب قبل المكان، نثرت في قلوبهم السعادة من ابتسامة دائمة على الوجوه لم تكن كتلك المتصنعة، ولكنها هذه التي تخرج حقاً من القلب. انتهت الفعاليات والمنافسات في الملاعب والميادين، ولكن لم تنته قصة أبوظبي مع الخير ومع أصحاب الهمم، حكايتها معهم لخصها شعار واحد هو «كلنا معاً»، شعار انتشر في ملاعب البطولة، وكذلك في فنادق الإقامة وميادين التدريب. «كلنا معاً» صناعة إماراتية خالصة، وحدت الجهود خلف أصحاب الهمم، تجدها مكونة من الحروف، لكنها مصنوعة من القلوب، في أرض المعارض كانت هناك لوحة كبيرة لهذا الشعار «كلنا معاً»، صنعها الضيوف من قصاصات الورق، وأبدع المتطوعون في كتابتها. من بعيد تبدو شعاراً من كلمتين، لكن كلما تقترب تجد كلمات كثيرة ولغات عديدة، كل قصاصة تحمل رسالة، وكل رسالة تحمل معنى، وكل معنى يحمل حكاية كتبها الضيوف بالعربية والإنجليزية، وشارك فيها الياباني والإيطالي، وكذلك الألماني والأميركي، منهم من شكر أبوظبي، ومنهم من شكر القدر الذي جاء به إليها، وثالث لم يعرف ماذا يكتب، فأكد أنه فخور بالمشاركة والوجود على أرضها. قصاصات من الورق، لخصت كل شيء بين أبوظبي والألعاب العالمية، بين قلب كبير اتسع 7500 رياضي، وقادر على أن يسع أكثر بين مدينة صنعت الخير، فحصدت السعادة، حصدت الفرح الذي سيطر على قلوب أصحاب الهمم، لم يعرف مثله منهم بالأمس، هل يفرح بما قدمته لهم هذه الأرض أم يحزن للرحيل عنها وفراقها حتى وإنْ كان على يقين أنه سيأتي لها مرة أخرى. وبعد سبعة أيام من المتعة والحب، ألهمت عاصمة الرياضة العالمية، بما قدمته في حفل الختام أمس الأول بمدينة زايد الرياضية. وحدت أبوظبي الجميع خلف أصحاب الهمم، لتكون هي فوق كل القمم، لمعت مدينة زايد الرياضية بنور الفرح وبهجة الابتسامة ومعنى السعادة، امتد نورها من موقعها ومكانها ليتناثر في شتى أنحاء المعمورة، ليضيء الطريق لمن يستحقونه، ويكتب كلمة البداية في كتاب هي صفحته الأولى التي ملأتها فعلاً لا قولاً بتجسيد الأحلام وتحقيق الأمنيات. ساعتان من المرح والفرح في كل ركن من أركان الملعب، سواء بين أصحاب الفرح أو في المدرجات بين من جاؤوا ليحتفلوا معهم، وهذا يغني فرحاً، وذلك يرقص مرحاً، وثالث يجلس مستمتعاً بهذا وذاك. حفل بدايته انتصار بكلمات أغنية شوازينجر التي هزت المشاعر، وأوقدتها نارها، قالتها بالنيابة عنهم «أنا منتصر أنا سعيد.. النصر.. النصر لنا جميعاً»، وختامها نور من طاقة خرجت من كيلا سيتل لتلهب الحماس، وتعطي قوة صوتها الأذن للألعاب النارية لتضيء سماء المدينة، قالوها في صوتها هذا أنا، فلا فرق بيننا مثلي مثلكم، واحد منكم قادر على التحدي، رايتي مرفوعة بكم ومعكم، فلا تبخلوا بحبكم. غنت شوازينجر وأبدعت سيتل وأبدع راشد الماجد عندما تحدث عن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وقال أكبر فخر للناس أنك من الناس، وأكبر فخر للأرض ممشاك فيها، فكيف لا وهو بانيها، هو من غرس الخير فيها، وزرع الحب، فحصد ثمرته عشق العالم له ولها. توقفت شعلة الأمل عن الاشتعال، لكنها لم تنطفئ نورها ونارها، استمدتهما من أبوظبي لتضيء بهما سماء العالم بنور الحب ونار العزيمة. ليلة كانت مسك الختام لسبعة ليالٍ من الإلهام، منافسات وإنجازات فرح وتحدٍ للمشاركين، تنافسوا في الحب لا في الرياضة، أنجزوا في عشق الحياة لا في حصد الميداليات، هدفهم أن تصل الرسالة من إنسان إلى إنسان في الملعب والميدان، ذلك يرمي الكرة في السلة، وآخر يرمي الأمل في الحياة، هذا يسدد في المرمى، يسجل هدفاً، ويرد الآخر بفرحة تصنع بهجة. امتزجت المشاعر بعد الكلمات المؤثرة والفقرات المعبرة، لتنتهي نسخة عاصمة الإمارات التي مهدت الطريق أمام العالم، ليكون منصفاً عادلاً كريماً مع أصحاب الهمم، وانتقل علم البطولة إلى السويد، لتستكمل المسيرة التي بدأت من هنا، من أبوظبي عاصمة الإلهام والتحدي.

مشاركة :