«جوجل» ترمي قفاز التحدي بإتاحة التسوق عبر «يوتيوب»

  • 3/23/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

شركة جوجل ترمي بالقفاز في تحد واضح لعالم الألعاب: باستخدام الشبكة العالمية من مراكز البيانات التي تدير إمبراطوريتها من على شبكة الإنترنت، من المقرر أن تطلق عملاق التقنيات العنان لما يكفي من قوة الحوسبة لتغيير طريقة القطاع الحالية، في القيام بالأشياء. من خلال إضافة موقع يوتيوب نافذة تسوق – المكان الذي يرتاده نحو 200 مليون شخص يوميا لمشاهدة مقاطع فيديو متعلقة بالألعاب – تعتقد شركة الإنترنت العملاقة أن لديها بعضا من أقوى الأصول على الكوكب لإعادة تشكيل الأعمال التي تبلغ قيمتها 135 مليار دولار سنويا. في الوقت الذي كشفت فيه الشركة النقاب عن دخولها الأول إلى سوق الألعاب، وهي خدمة بث تدعى ستاديا، كانت الثغرات في مجموعة مواردها المتاحة معبرة بالقدر نفسه. لم تكن هناك أي ألعاب فعلية يمكن أن تشير إليها ليلعبها أول زبائنها، ولا توجد إشارة حول ما سيطلب منهم دفعه – أو ما نموذج الأعمال الذي قد تسعى إلى فرضه على صناعة ألعاب، في هذا الصدد، تشعر بالقلق إصلا من اقتحام منصات الإنترنت العملاقة. من شأن هذا أن يجعل من دخول جوجل إلى عالم الألعاب علامة على الطبيعة التعطيلية للثورة السحابية، التي تتعدى أعمال وحدات التحكم بالألعاب، بل تتجاوز أيضا المسافة التي يجب أن تقطعها لبناء خدمات الألعاب على الإنترنت في سوق عامة. خلال العقد الماضي، الهواتف الذكية ومتاجر التطبيقات فتحت سوقا لأشكال الألعاب العرضية، حتى باتت تمثل الآن الجزء الأكبر من السوق من حيث الإيرادات. وهذا ما ترك السوق أمام وحدات التحكم وألعاب الكمبيوتر، حيث يقضي معظم اللاعبين الجادين وقتهم، إلى حد كبير بدون أن يمسها أحد. على أن صناعة الألعاب الآن مستعدة للتغيير، على غرار التحول الذي أحدثته الخدمات التي توفرها السحابة والدفع، القائم على الاشتراك في خدمات الفيديو والموسيقى. بعض الشركات منذ فترة تعمل تطوير الخدمات السحابية. شركة مايكروسوفت مثلا، حددت استراتيجية لإدراج الألعاب التي توفرها السحابة، بينما تطلق شركة سوني خدمة مماثلة للألعاب الأقدم على البلاي ستيشن. مع ظهورها الجديد في القطاع، تراهن شركة جوجل على أن قوة الحوسبة الفائقة ستعمل على قلب التوازن، حيث أن هناك عددا قليلا من الشركات الأخرى، التي تملك القدرة على منح الزبائن تجربة تشبه وحدات التحكم، مع الألعاب التي يتم توفيرها عبر الشبكة. قال فيل هاريسون، نائب الرئيس المسؤول عن أعمال الألعاب في شركة جوجل: "ما نفعله هو الوقوف على الحافة المزعجة المطلقة لعلم الشبكات والكمبيوتر. حقيقة أنها ألعاب تظل ثانوية، فهذه مشكلة من الصعب للغاية حلها". وقال بيرس هاردينج رولز، المحلل في شركة آي اتش إس ماركيت IHS Markit، إن هناك شركتين أخريين من المرجح أن تتبعا شركة جوجل إلى سوق الألعاب السحابية قريبا، هما أمازون وتنسنت. كلتاهما تشغل منصات رائدة في الحوسبة السحابية ولديهما استثمارات في عالم الألعاب. في حالة شركة أمازون، سيأتي هذا من خلال خدمة تي ويتش Twitch الرائدة لمشاهدة الأشخاص الآخرين وهم يلعبون الألعاب، التي استحوذت عليها شركة التجارة الإلكترونية قبل خمسة أعوام. من خلال ربط خدمة ألعابها مع موقع يوتيوب – حيث سيكون اللاعبون قادرين على الضغط على رابط لعبة مباشرة من مقطع فيديو وبث انتصاراتهم – اختطفت شركة جوجل خطوة متقدمة من منافستها الأمريكية. انخفضت أسهم شركتي صناعة وحدات التحكم اليابانية، سوني ونينتندو، بشكل كبير في طوكيو، حيث تراجعت بنسبة 4 في المائة و3 في المائة على التوالي، فيما قال محللون إنه كان رد فعل عصبيا بدلا من تقييم محسوب للتهديد الجديد. وقال سيركان توتو، مستشار صناعة الألعاب القائم في طوكيو، إنه في حين أن الخدمات التي حددتها شركة جوجل تمثل خطرا على وحدات التحكم المادية، إلا أنها ستخف في المستقبل إلى حد ما. وأضاف أنه لا يمكن تقييم التهديد بشكل صحيح إلى أن تكشف شركة جوجل عن التفاصيل، حول كيف ستحقق الأرباح من خدماتها، وكم ستكون تكلفة تطوير الألعاب على منصتها. وقال توتو: "لا أعتقد أن شركتي نينتندو وسوني ستشعران بالصدمة. قبل عامين كان من الممكن أن يكون ذلك بمنزلة صدمة، إلا أنني أعتقد الآن أن الجميع يعرف إلى أين تتجه سفينة الصناعة، خاصة شركتي سوني ونينتندو". في مكالمة عن الأرباح في شباط (فبراير) الماضي، قال هيروكي توتوكي، كبير الإداريين الماليين في شركة سوني، إن الألعاب السحابية يمكن أن تشكل تهديدا للعبة بلاي ستيشن في الأعوام الخمسة المقبلة. "مع التحول إلى السحابة، فإن إحدى نهايات النقاش الحادة هي أن الأجهزة لن تكون ضرورية بعد الآن. إلا أننا نعتقد أنها ستستغرق أفقا زمنيا أطول بكثير". الألعاب السحابية كانت نوعا من الوعد الكاذب من قبل. أول شركة أمريكية جربت ذلك هي "أونلايف" OnLive، إلا أنها تعثرت قبل سبعة أعوام، حيث كانت ضحية تكنولوجيا بث غير منظمة، ونقص في قوة البقاء المالية. تراهن شركة جوجل على أن هذه المشاكل لن تتكرر. وهي تتباهى بأن اللعبة التي تعمل على شريحة واحدة في أحد مراكز البيانات التابعة لها، يمكن أن تتمتع بقدرة معالجة حاسوب عملاق بقوة 10 تيرافلوب – بقدر وحدات التحكم المميزة من لعبتي بلاي ستيشن وإكس بوكس معا. ذلك الخبر أضاف نحو 12 في المائة إلى أسهم شركة أيه إم دي AMD المزودة للرقائق. وفقا لشركة جوجل، فإن الأمر المهم بالنسبة لخدمة ستاديا هو النقاط التي تزيد على 7500 نقطة، أو نقاط النهاية، لمنصة الحوسبة السحابية في شركة جوجل: كلما كان المستخدمون أقرب إلى النقطة، كان التأخير الذي سيختبرونه في الخدمة أقل. بدلا من اعتمادها على "العمود الفقري" لشبكة لإنترنت، قالت الشركة إنها ستستخدم آلاف الأميال من كوابل الألياف الضوئية لنقل حركة مرورها، إلى مسافة بعيدة تصل إلى مزود خدمة شبكة الإنترنت للاعب، الأمر الذي يحسن الجودة. مع ذلك، يشك كثيرون في الصناعة ما إذا كان بمقدور شركة جوجل مطابقة الطابع الفوري الذي تتسم به ممارسة لعبة على وحدة تحكم. ديفيد بوتشيك، المحلل الذي شارك في الخدمة التجريبية لبث الألعاب في أواخر العام الماضي، وصف الأداء بأنه غير متكافئ. هاريسون قال إن شركة جوجل أدخلت تحسينات منذ ذلك الحين، وهي واثقة بأن بإمكانها تقديم ألعاب بأحدث معايير الوضوح العالي فور كيه 4K، وتعمل بسرعة 60 إطارا في الثانية. إضافة إلى توفير تكلفة شراء وحدة تحكم جديدة أو جهاز كمبيوتر عالي الجودة على الزبائن، يقول مؤيدو خدمات السحابة مثل "ستاديا" إنها ستجلب تجارب ألعاب لا يمكن مقارنتها بالأجهزة الحالية. على سبيل المثال، قالت شركة جوجل إن الألعاب متعددة اللاعبين ستتحسن إلى حد كبير، عندما تتم معالجة لعبة جميع المستخدمين في مركز بيانات واحد في الوقت نفسه، ما يجعل من الممكن إضافة آلاف اللاعبين في وقت واحد. كما سيكون اللاعبون أيضا قادرين على المنافسة ضد الأصدقاء الذين يستخدمون أجهزة من شركات مختلفة، ويمكن إيقاف اللعبة مؤقتا على أحد الأجهزة وإعادة تشغيلها على جهاز آخر، كنقلها من شاشة التلفزيون إلى هاتف خلوي. مع ذلك، فإن افتقار الألعاب التي ستتولى شركة جوجل توزيعها عبر خدمة ستاديا هو فجوة خطيرة في خططها، كما قال هاردينج رولز، حيث قال إن الوصول إلى المحتوى الحصري من مطورين مستقلين سيكون أمرا أساسيا. وأضاف أنه يتوقع أن تتحول شركة جوجل إلى عمليات استحواذ لتعزيز استديو الألعاب الجديد الذي أنشأته داخل الشركة. قال هاريسون: "أحد الأسس المهمة لأعمال شركة جوجل هو أن شركاءنا ناجحون على منصتنا". العثور على المعادلة السليمة لاستمالة صناعة الألعاب سيكون أمرا حاسما، من أجل ضمان استقبال جيد لخدمة ستاديا من شركة جوجل، قبل إطلاقها المقرر له أن يجري قبل نهاية العام الجاري.

مشاركة :