عباس: قد لا نستطيع دفع رواتب الموظفين بسبب حكومة اسرائيل

  • 3/23/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال الرئيس محمود عباس إن الشعب الفلسطيني يريد الحصول على دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967، مع الاتفاق على القضايا المعلقة التي تم تناولها مع الإسرائيليين في اتفاق أوسلو. وأضاف عباس خلال استقباله وفدا من طلبة جامعة هارفارد الأميركية: “نحن نريد الوصول إلى حقنا ودولتنا بالطرق السلمية، أي بالمفاوضات، ولن نختار طريقاً أخر للوصول إلى حقنا، إلا من خلال المفاوضات”. وتابع: “نقول دائماً إننا نمد أيدينا للحكومة الإسرائيلية التي يختارها الشعب الإسرائيلي من أجل أن نتفاوض على هذه الأسس التي لم نخترعها نحن، وإنما وضعتها الشرعية الدولية، وأريد أن أقول لكم إن هناك 722 قرارا من الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ العام 1947، و86 قرارا من مجلس الأمن الدولي بشأن القضية الفلسطينية”. وأضاف عباس: “أريد قرارا واحدا يطبق من أي من هذه القرارات، أميركا، إسرائيل، أو العالم يختار قرارا واحدا منها نضعها على الطاولة ونناقشها ونطبقها ونحل القضية الفلسطينية، ولكن للأسف جميع هذه القرارات كلها أهملت ولم تطبق، ولم يلتفت لها أحد، وإسرائيل ألقتها في سلة المهملات، مدعومة للأسف الشديد من قبل الحكومة الاميركية”. وأردف :”نحن لا نريد أن نتجاوز الشرعية الدولية، ولا نريد أكثر أو أقل من قرارات الشرعية الدولية.. نحن نؤمن بالسلام، ونؤمن بالأمن للجميع، فلدينا 83 اتفاقية تعاون لمكافحة الإرهاب مع 83 دولة منها أميركا”. واستطرد: “نحن الآن أمام ثلاث قضايا أو مشاكل كبرى، أولها مع الإدارة الأميركية، ونحن نعتبر أميركا دولة عظمى وديمقراطية وتؤمن بالحرية والعدالة للجميع، هكذا كنا نفهم، وأردنا أن تكون أميركا هي الحكم بعد أن عقدنا اتفاق أوسلو، ولكن إلى الآن لم يحصل أي شيء. وقد التقيت مع الرئيس دونالد ترمب بعد أن انتخب أربع مرات، الأولى في البيت الأبيض، والثانية في السعودية، والثالثة في بيت لحم حيث استقبلته استقبالا رسميا، والمرة الأخيرة في نيويورك، وقد تناولنا حل القضية الفلسطينية، وقد كنت متفائلا جدا بأن هذا الرجل يمكن أن نجد معه حلا”. وفي المرة الرابعة التي التقينا فيها، في نيويورك، قال أنا مع حل الدولتين، لأني سألته هل أنت مع حل الدولتين أم مع حل الدولة الواحدة؟”. وتابع: “وبالنسبة للخيار الثاني أنا مع حل الدولتين، وسأعلن خلال أسبوع مع حل الدولتين، فقله له على حدود عام 1967 مع تبادل أراض، فقال لي نعم أنا مع هذا، فقلت له إذا كانت إسرائيل غير مطمئنة على أمنها فأنا اقترح أن قوات الناتو بقيادة أميركية تأتي إلى فلسطين لتحمي أمن إسرائيل وأمننا، والتفت إلى أحد المسؤولين الأميركان، وقال له كم عندك من الجنود فقال المسؤول ستة آلاف فقال له غير كاف ولكن جهزهم، وقلت له سيادة الرئيس أنا لا أحب الحرب ولا اؤمن بها، وباعتقادي أننا إذا حصلنا على دولتنا فإنني يمكن أن أبني مدرسة أحسن من شراء دبابة، وأن أبني مستشفى أحسن من شراء طيارة مقاتلة، وأنا لا أريد السلاح، بل أريد أن ابني البلد، فقال لي كيف يقولون عنك إرهابي؟، أنت رجل سلام، هذه آخر جلسة، بعدها بأسبوعين أعلن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب للقدس، واعترف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، وأوقف الأموال عن وكالة الغوث، علما أن هناك 6 ملايين لاجئ مسجل”. وأردف :”الشعب الفلسطيني 13 مليون، 6 ملايين منه لاجئون، ولا زالت وكالة الغوث التي أنشئت بقرار أممي في 1949 تعمل، ومن واجبها أن تعمل حتى تنهي المشكلة اللاجئين، فجاء ترمب وألغى المساعدات المقدمة لنا، منها ما كان يقدم للبنية التحتية وغيرها وللجامعات، خاصة جامعة القدس، وأوقفها، ومن ثم أعطى موافقة على مواصلة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. وكان جوابنا أننا لا نريد التكلم مع الإدارة الأميركية إذا كانت هذه سياستها واستمرت بهذه الرؤية، ولكننا مستعدون للمراجعة إذا قلت يا سيادة الرئيس إن السفارة لن تنقل، وأن القدس الشرقية هي عاصمة لدولة فلسطين لأنها أرض محتلة منذ العام 1967، فنحن مستعدون للحديث، ونحن أبقينا الباب مفتوحا، وعليكم أن تراجعوا موقفكم، وإلا لا كلام بيننا وبينكم”. واستطرد قائلا :”لم يحصل أي شيء، والأمور تتدهور، حتى وصلت أن الرئيس ترمب قال إن الجولان أرض إسرائيلية، سيدي الرئيس ترمب أنت لست حاكماً للعالم، هناك شرعيات وقوانين دولية، إن شئت أن تكون حكماً فعليك أن تلتزم بالشرعية الدولية، ولكن أن تضع من عندك قوانين وقرارات فهذا أمر غير مقبول، فكيف تتيح لنفسك هذا، هل يحق لأحد منا أن يقول أن الاسكا ليست أميركية، بل هي روسية، هذا ليس من حقي أن أقوله، أنت لست صاحب القرار، بل الشرعية الدولية هي صاحبة القرار”. وشدد الرئيس عباس “نحن لم نعد نقبل أميركا وحدها أن تكون حكما، لأنها حكم غير منصف، إلا معها دول الرباعية ودولأوروبا والدول العربية، أو أي دول أخرى، لكن لوحدها لن نقبل”. وقال “نحن لا نضع رأسنا برأس أميركا، نحن دولة تحت الاحتلال، ولكن لنا كرامة ونبحث عن العدالة الدولية، وهذا موقفنا مع أميركا”. وأضاف “نحن الآن نعاني كثيراً من فقدان جزء كبير من أموالنا والتي تعادل 70 % من موازنتنا، فاضطررنا إلى صرف نصف رواتب الموظفين، وربما الشهر المقبل 40%، وبالنهاية قد نضطر لعدم دفع الرواتب ومصاريف المؤسسات، وعلى البلد، والسبب هو حكومة إسرائيل”.

مشاركة :