أين هي المخلوقات الفضائية؟ لِمَ تهمل رسائل البشر!

  • 3/24/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

باريس - أين تتواجد المخلوقات الفضائية؟ عكف علماء في إطار مؤتمر "ميتي" (ميسيدجنغ إكستراترستريال إنتلجنس) في مدينة العلوم في باريس على درس هذه المسألة التي إلى جانب كونها تغذي مخيلة الهواة والمبتدئين، تشكل قضية جدية "موضع نقاش واسع". وتوضح فلورانس رولان سيرسو أستاذة علم الفلك والمحاضرة في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في "عندما نسعى إلى فهم أفضل للكون، لا يمكن تجنب الخوض في مسألة ما إذا كنا وحيدين في هذا العالم". ويؤكد دوغلاس فاكوخ رئيس منظمة "ميتي انترناشونال" ومقرها في سان فرانسيسكو والتي تعنى خصوصا بتوجيه رسائل إلى كواكب أخرى "حتى لو كنا نسعى إلى شيء لا نعرف إن كان له وجود فعلا، علينا أن نناقش الأمر". في العام 1950 سأل عالم الفيزياء الحائز جائزة نوبل إنريكو فيرمي عاليا "أين هم؟" عندما كان يتناقش في مقصف مختبر لوس ألاموس الوطني في احتمال وجود حياة في مكان آخر غير الأرض، مستغربا عدم لقاء أي مخلوق فضائي حتى الآن بالنظر إلى الكون الشاسع وعمر المجرة الكبير. وهذا السؤال بات معروفا تحت اسم "مفارقة فيرمي".ومنذ ذلك الحين، حصلت محاولات كثيرة للاتصال مثل برنامج "بريكثرو ليسن" بقيادة علماء فيزياء من جمعية "رويال سوساييتي ساينس أكاديمي" في لندن أو أبحاث معهد سيتي (سيرتش فور إكستراترستريال إنتليجنس) في كاليفورنيا. ويُرصد الكون بعناية كبيرة بحثا عن نشاط ذكي (بث لاسلكي، أشعة ليزر…) أو أجسام اصطناعية في مدار أمام نجمات. وتقول فلورانس رولان سيرسو إن "هذه الأبحاث حديثة جدا" ويجب الانتظار أجيال عدة قبل الحصول على جواب. ويؤكد سيريل بيرنباوم المسؤول عن القبة الفلكية في مدينة العلوم "تكونت الأرض قبل 4,65 مليارات سنة أما البحث عن المخلوقات الفضائية فيعود إلى 40 سنة". ويعد هذا القسم فيلما عن "مفارقة فيرمي" يعرض نهاية العام 2020.وفي حين لم يؤت البحث عن حياة خارج الأرض ثماره حتى الآن، تغيرت معرفة الإنسان بالكون تغيرا كليا، ففي العام 2014 اكتشف علماء فلك "كوكب "كيبلر-186اف" الشبيه بالأرض والواقع في منطقة "قابلة للسكن" مقارنة بنجمته، حيث تسمح الحرارة بوجود المياه السائلة الحيوية لقيام الحياة. ومنذ ذلك الاكتشاف تزداد الأدلة على أن الأرض ليست استثناء بين الكواكب. ويوضح جان بيار روسبار مدير البحوث في المعهد الوطني للبحوث الزراعية أن "الذكاء ظهر مرات عدة على الأرض بشكل مستقل وضمن مجموعات مختلفة" ذاكرا الحوتيات والرئيسات والغربان… ويضيف "هذا يبين أن ظهور الذكاء في التطور ليس محصورا بالأرض بل هو بمثابة قاعدة". إلا ان هذه الفكرة لا تحظى بالاجماع، إذ يرى البعض أن ظهور الذكاء عائد إلى تضافر ظروف ليس بالضرورة أن يتكرر الآن. ويؤكد "ما من سبب يدفع إلى اعتبار أن البشر وصلوا إلى أعلى مرتبة إدراكية ممكنة. قد تسجل مستويات أعلى على الأرض في المستقبل وقد تكون سبق أن سجلت في أماكن أخرى". وقد يكون ذلك هو السبب الذي يمنع الاتصال، فالتواصل بين شعوب من مستويات إدراكية مختلفة يكون معقدا. وقد تكون المخلوقات البشرية فضلت لزوم الصمت نظرا إلى الزعزعة المحتملة التي قد يسببها هكذا لقاء. وقال عالم الفيزياء الفلكية البريطاني ستيفن هوكينغ في العام 2010 "إذا زارتنا مخلوقات فضائية يوما ما، أظن أن النتيجة ستكون مماثلة لما حصل عندما وصل كريستوفر كولومبوس إلى القارة الأميركية وهي لم تكن إيجابية للسكان الأصليين". ويقول نيكولا برانتزوس عالم الفيزياء الفلكية في المركز الوطني للبحوث العلمية في فرنسا إن ثمة تفسيرات أخرى محتملة لهذا "الصمت المطبق" ومنها أنه نظرا إلى عمر الكون "قد تكون ظهرت آلاف الحضارات واستمرت عشرات آلاف السنين بمفردها. فالعيش منفردين في المجرة لا يعني أننا الأوائل أو أن لا أحد غيرنا في تاريخ المجرة". ويرى الباحث أن هذه الحضارات قد تكون على مسافة بعيدة "لنفترض أن ثمة ألف حضارة لكنها موجودة على مسافة مئة ألف سنة ضوئية ولن نتمكن من الاتصال بها". وتختم رولان سيرسو قائلة "إذا وجدنا حياة خارج الأرض حتى لو كانت جرثومية، سيشكل ذلك خطوة هائلة للعلوم".

مشاركة :