في الدول المتقدمة - التي سبقتنا في إحداث نقلة نوعية في مجالات متعددة في مقدمتها التعليم و الصحة - نجدها قد بدأت عبر نافذة واحدة وهي «تفاعل المجتمع» ومثقفيه.نحن هنا أمام دور المجتمع بين الكم والكيف... فماذا نريد بلوغه في ظل المعطيات الحالية مقارنة بطريقة تعامل المجتمعات الغربية مع المعطيات كماً وكيفاً.المجتمع الكويتي تميز بالـ«الدواوين» كمنتديات بعضها اجتماعي الطابع «تواصل اجتماعي للسلام، وتبادل الأحاديث الودية»، وقليل منها تحول إلى ملتقيات/ منتديات حددت لها برامج وأهداف.والشاهد أنه مع ظهور التكنولوجيا الحديثة٬ أسرف أحبتنا في إنشاء «قروبات واتس آب» وحسابات في قنوات التواصل، لكنها تبقى ذات تأثير محدود كونها تنقل الكلمات٬ الصور٬ المحادثات/ بث مرئي وإلى الآن لم نجد لها أثراً ملموساً، ناهيك عن فقدان المصداقية وتأثيرها السلبي على الوحدة الوطنية: فما هو الحل؟الحل ذكرناه من قبل؟إنه يبدأ من تعريف دور المجتمع على حقيقته، كما هو معمول به بفاعلية في المجتمعات، التي أوجدت التطور في التعليم والصحة وبقية الخدمات.لذلك٬ نرى أنه واجب علينا - كجموع - أن ندرك أهمية دور الدواوين كمجتمعات مصغرة، تعبر في مجملها عن نبض الشارع، وتحدد أهداف المجتمع «الدواوين» بالآتي:ـ حماية الفرد وتعريف حقوقه٬ وواجباته والمكتسبات التي حرص المشرع الكويتي على توفيرها له.ـ مواجهة المخاطر ونبذ العنف واحترام الحقوق الفردية، والعمل على وجوب تكريس حق المواطنة وحقوق الإنسان والديموقراطية على أساس يضع الوحدة الوطنية إطارا تبدأ منه الفعاليات.ـ تكريس الحقوق التنموية «الاقتصادية٬ الثقافية٬ الاجتماعية»، ومهمة الأفراد وفرق العمل التي تنشأ لكل جانب منها.عرفنا الكم من خلال إضافات لـ«القروبات» مجموعة من أفراد، ومداخلات بعضها لا تتجاوز كونها «تفريغاً أو ساحة للتحلطم»... فالجلوس خلف الهاتف والتعبير عن رأيك لمجموعة، ربما مستوى ثقافتها لا يسمح لها فهم ما تقول والعكس صحيح، وكذلك الحال بالنسبة لمواقع التواصل الاجتماعي، التي يغلب عليها بث الظن أو الأخبار أو التصورات والإشاعات التي تخالف حقيقة الواقع وبعضها مدفوع الثمن.نحن نريد من الدواوين أن تأخذ دورها في الريادة الاجتماعية، ولو عبر ملتقى شهري يضم أصحاب الخبرة للتباحث حول قضايا المجتمع، ونقل توصياتهم لأصحاب القرار وهي رسالة سامية.لا بد من إيجاد إطار عمل بأهداف محددة، فأي تغيير شهدته الدول التي سبقتنا، إنما هو نتاج تفاعل المجتمع ومؤسسات المجتمع المدني، التي لم نر منها دوراً ملموساً طيلة عقد من الزمان.الزبدة:عندنا ست محافظات، وقد يرتفع العدد بعد دخول مناطق جديدة ذات مساحة جغرافية كبيرة... فماذا لو قمنا بتفعيل دور المجتمع من خلال إنشاء دواوين مختصة في بحث دور المجتمع تجاه الجوانب الحيوية، التي ذكرناها أعلاه وهي في مجملها توفر الدعامات الكافية لتوفير التنمية المستدامة.أرهقت المجتمع «الإشاعات»٬ وأسرفنا في تكوين «قروبات»، ضمن قنوات التواصل الاجتماعي، حتى بتنا نفتقد القدوة الصالحة... وغياب القدوة «الأخيار» يؤدي إلى التيه الاجتماعي٬ التنموي والثقافي ومن ثم يجعلنا في حيرة من أمرنا ويوفر الأرض الخصبة لرموز الفساد.أناشد أبناء المجتمع الكويتي بأن يعززوا مفهوم المواطنة الحقة، عبر تعزيز دور المجتمع في إصلاح النشء٬ الفرد والمؤسسات بما فيها مؤسسات المجتمع المدني.لا يتحقق هذا إلا عبر انسجام أصحاب الدواوين مع متطلبات الزمن الحاضر... فلدينا أصحاب خبرات وعقول نيرة بعيدة عن محيط متخذي القرار، والاستعانة بهم في بحث القضايا التي تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي يسمح بنقل المعلومة «الصح» لرواد الدواوين وأصحاب القرار.من هنا بدأت الدول المتقدمة في حصد التطور تلو الآخر في كل المجالات: فهل وصلت الرسالة؟... الله المستعان. terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi
مشاركة :