أعلنت قوات سوريا الديموقراطية أمس السبت القضاء التام على تنظيم داعش بعد السيطرة على آخر جيوبه عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، لتطوي بذلك نحو 5 سنوات نجح خلالها التنظيم المتطرف في إثارة الرعب. وأعلن القائد العسكري لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم كوباني أنه بعد معارك استمرت 5 سنوات هزم داعش في سوريا، مشيرًا إلى أن الحرب ضد داعش مستمرة حتى القضاء على وجوده كليًا. وطالب كوباني أنقرة بالخروج من الأراضي السورية وفي مقدمتها عفرين. وأكد مقتل أكثر من 11 ألف مقاتل من قوات سوريا الديمقراطية في المعارك مع داعش. وقال إن قوات سوريا الديمقراطية حررت 52 ألف كيلومتر مربع من الأراضي السورية. لافتًا إلى أن الانتصار على داعش تم بمساعدة التحالف الدولي. وأكد قائد قوات سوريا الديمقراطية أنه يجب محاكمة الدواعش بمحكمة دولية على الأرض التي ارتكبوا عليها جرائمهم. من جهته أعلن التحالف الدولي أن تهديد داعش للعالم سيستمر عبر أساليبه التخريبية. ورفعت قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة أمريكية أمس السبت رايتها الصفراء على مبنى داخل آخر بقعة كانت تحت سيطرة التنظيم في بلدة الباغوز. وهتف مقاتل في صفوفها لفريق وكالة فرانس برس قائلاً «داعش انتهى.. نعيش الفرحة الآن». وأشادت دول كبرى بالقضاء على «داعش» بعد طرده من بلدة الباغوز، لكنها حذرت في الوقت ذاته من أن خطره ما زال مستمرًا. وقال مدير المركز الاعلامي في قوات سوريا الديموقراطية مصطفى بالي في تغريدة على تويتر بالانكليزية «تعلن قوات سوريا الديموقراطية القضاء التام على ما يسمى بالخلافة وخسارة التنظيم لأراضي سيطرته بنسبة 100%». وفي حقل العمر النفطي الذي تتخذه قوات سوريا الديموقراطية مقراً، وضع مقاتلون أكراد وعرب أسلحتهم جانباً واحتفلوا برقص الدبكة قبل وصول قادة هذه القوات ونائب المبعوث الأمريكي لدى التحالف لإزاحة الستارة عن نصب تذكاري يخلّد «تدمير.. ما يسمى بخلافة داعش الإرهابية». وجاءت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية على آخر جيوب التنظيم بعد 6 أشهر من هجوم واسع بدأته في ريف دير الزور الشرقي بدعم من التحالف الدولي بقيادة أمريكية. ودارت معارك عنيفة بين الطرفين منذ التاسع من فبراير، تخللها قصف مدفعي وغارات للتحالف. وقبل أيام، انكفأ مقاتلو التنظيم من مخيم عشوائي تحصنوا فيه على مدى أسابيع، إلى جيوب صغيرة على ضفاف نهر الفرات المحاذي للبلدة، على وقع القصف والغارات وتقدم قوات سوريا الديموقراطية. في وسط المخيم، شاهدت صحافية في وكالة فرانس برس أمس السبت خنادق محفورة تحت الأرض وبطانيات مبعثرة وأواني منزلية ومولدات كهرباء مرمية في كل مكان، بين خيم متداعية وأخرى محروقة. وقالت إن عشرات السيارات والشاحنات الصغيرة كانت مبعثرة بين الخيم، غالبيتها باتت عبارة عن هياكل حديدية جراء القصف، بينما كانت أسلحة مثبتتة على عدد منها، وهي محترقة بالكامل جراء ضربات جوية للتحالف على الأرجح. وأعلن القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية مظلوم كوباني خلال مؤتمر صحافي في حقل العمر النفطي «بدء مرحلة جديدة» من المعركة ضد التنظيم للقضاء على «خلاياه النائمة» التي قال إنها «تشكّل خطرًا كبيرًا على منطقتنا والعالم بأسره». وأوضح أن ذلك سيتمّ «بتنسيق مع قوات التحالف»، رغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق قراره بسحب قواته من شمال سوريا.
مشاركة :