كلما سقطت طائرة، أصيب العالم كله بالرعب، وآخرها الطائرة الإثيوبية، وهم ينسون أن هذه الوسيلة أو المركبة هي أأمن من كل وسائل الركوب، من عهد آدم إلى هذه الساعة، وهي أأمن من السفينة والقطار والسيارة و(الطقطقان)، أي الموتورسايكل، ومن الدراجة الهوائية، بل وأأمن حتى من الحمار (!!)خصوصاً إذا علمنا، حسب تقرير شبكة سلامة الطيران، أنه في عام 2018، لم يقتل سوى 556 شخصاً في تسيير 37.800.000 رحلة، أي حصل حادث واحد لكل 2.54 مليون رحلة.ومن المتوقع أنه في سنة 2019، سوف يزيد عدد الرحلات في العالم على 40 مليون رحلة، تنقل ما لا يقل عن 4 مليارات مسافر، أي نصف عدد سكان الأرض تقريباً، أو بمعنى آخر: فإنه لن يزيد عدد الضحايا - بمشيئة الله - عن ألف قتيل، وهذا العدد هو أقل ممن يذهبون ضحية من تعثرهم بالسير في الشوارع، أو من سقوطهم من أسرتهم على الأرض، أو من تكركبهم بدرج منازلهم.وجاء في الأخبار المفرحة أن هناك شركة بريطانية تعتزم تمويل مشروع لتطوير طائرة يمكنها السفر إلى أي وجهة في العالم في مدة لا تتجاوز 4 ساعات فقط، وذلك عن طريق تصميم محرك صاروخي يمكن تشغيله بقوة تفوق معدلات المحركات المستخدمة حالياً.وتعتمد التقنية المستحدثة على عملية تبريد المحرك من درجة 1000 مئوية إلى 150 درجة في جزء من الثانية، مما سيتيح الطيران بسرعات تزيد على 3200 كيلومتر في الساعة.ولكي يطمئن أصحاب القلوب الضعيفة، فقد كشفت جريدة «الإندبندنت» عن طريقة جديدة يمكن بواسطتها إنقاذ أرواح كثير من المسافرين قبل تحطم الطائرات، حيث ابتكر أحد العلماء تقنية المقصورة القابلة للانفصال، وتعتمد على مقصورة يمكنها الانفصال مثل مقعد طياري المقاتلات الحربية، مما يسمح للمسافرين بالهبوط بأمان.أما الذين لديهم (فوبيا)، أو الخوف من ركوب الطائرات، فحدثوا ولا حرج، ولا أريد أن أعدد من أعرفهم، ولكنني سمعت أن أمير الشعراء أحمد شوقي كان لديه رعب كبير منها، وقد قال: أركب الليث ولا أركبها وأرى ليث الشرا أوفى ذماماً وعلى ذكر الخوف: كنت في رحلة إلى لندن، وخلف مقعدي رجل وزوجته، وطوال الرحلة لم أسمع بينهما أي كلام. وعندما هبطنا، سمعت زوجته تناديه وتضرب على كتفه، وأتى المضيف ليساعدها؛ الواقع أنني انزعجت فسألتهما لا شعورياً: هل مات؟! وإذا بزوجته تمطرني بالشتائم والدعوات، وعلمت أخيراً أنه من شدة خوفه تناول حبوباً منومة تطرح الفيل، وترديه في الدرك الأسفل من النوم.
مشاركة :