نيوزيلندا تجرّم تداول «بيان» سفاح المسجدين

  • 3/24/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عاد المصلون أمس السبت إلى أكبر مسجد في كرايست تشيرش جنوبي نيوزيلندا، بعد الاعتداء الذي نفذه متطرف أسترالي في 15 مارس، وأودى بحياة خمسين شخصاً خلال صلاة الجمعة في مسجدين، في أول بادرة لعودة الحياة تدريجياً إلى طبيعتها بعد ثمانية أيام على المجزرة، وشارك حشد كبير من الناس في «مسيرة من أجل الحب» في المدينة تكريماً للضحايا، فيما جرّمت السلطات حيازة أو توزيع «بيان» مهاجم المسجدين الذي يمجد فكرة «تفوق البيض» وكراهية المسلمين.كانت الشرطة أغلقت مسجد النور لأسباب أمنية ولدواعي التحقيق، بعد قيام برينتون تارانت (28 عاماً)، العنصري المؤيد لنظرية تفوق العرق الأبيض، بإطلاق النار في مسجدين من المدينة. وسمح لمجموعات صغيرة من المصلين بالدخول إليه ظهر أمس السبت. وقال سيد حسن المتطوع في المسجد «نستقبل مجموعات من 15 شخصاً في آن، فقط للعودة إلى وضع طبيعي نوعاً ما». وأضاف «لا يسعني في الوقت الحاضر أن أقول متى سيكون من الممكن العودة إلى الطبيعة».وكانت واجهة المسجد خالية أمس السبت، من أي آثار رصاص وقد أعيد طلاء الجدران. وفي الداخل كان المصلون واقفين بهدوء وتأثر. وجهد العمال في الأيام الماضية على إصلاح الجدران وإخفاء آثار الرصاص الكثيرة عليها وتنظيف الأرضية الملطخة بالدماء.وقالت الشرطة إنها أعادت أيضاً فتح مسجد لينوود القريب.من جهة أخرى نظم نحو ثلاثة آلاف شخص «مسيرة من أجل الحب» عبر مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية في ساعة مبكرة من صباح أمس السبت تكريماً لخمسين شخصاً قتلوا بالرصاص في المدينة قبل أسبوع. وحمل المشاركون في المسيرة لافتات كتب عليها عبارات مثل «أراد تقسيمنا لكنه جعلنا أقوى» و«أهلاً بالمسلمين ولا للعنصريين». وسار المشاركون في صمت في الغالب أو رددوا بصوت خفيض ترنيمة للسلام. وقالت مانيا بتلر وهي واحدة من الطلاب المنظمين للمسيرة وعمرها 16 عاماً «نشعر كما لو أن الكراهية تؤدي إلى ظلام حالك في أوقات كهذه والحب هو أقوى دواء لخروج المدينة من هذا الظلام». وشددت السلطات إجراءات الأمن، خلال مسيرة السبت حيث انتشر عشرات من أفراد الشرطة المسلحة وتوقفت حافلات على جانبي الطرق عبر شوارع المدينة لإغلاقها من أجل المسيرة.وسافرت شيلا ناير، وهي مهاجرة من الهند وتعمل في جماعة للدفاع عن المهاجرين تسمى شاكتي، من أوكلاند للمشاركة في المسيرة. وقالت «هذا الدعم يعطينا الأمل والتفاؤل بأن أوساط المهاجرين واللاجئين يمكن أن تحظى بالمساواة. نقدر هذا التضامن ولكن يجب أن يستمر. لا يمكن السماح بانتهائه. هذه هي الطريقة التي يحدث بها التغيير الاجتماعي». إلى جانب ذلك جرّمت نيوزيلندا، حيازة أو توزيع البيان الخاص بفكرة «تفوق البيض» العنصرية المرتبط بمنفذ هجوم مسجدي كرايست تشيرش الذي راح ضحيته 50 شخصاً. وصنف كبير المراقبين في نيوزيلندا ديفيد شانكس اليوم السبت بشكل رسمي، البيان المؤلف من 74 صفحة والذي كتبه الإرهابي منفذ الهجوم الدموي على أنه «مرفوض» لتصبح بذلك «حيازة أو توزيع» البيان من قبيل الأعمال الإجرامية. وقال شانكس في بيان «لقد أشار آخرون إلى هذا المنشور على أنه مانيفستو، لكنني أعتبره كتيباً فظاً يروج للقتل والإرهاب. إنه مرفوض بموجب قانون نيوزيلندا» وتابع شانكس: «هناك فرق مهم يجب تحديده بين (خطاب الكراهية)، الذي قد يعارضه العديد من اليمينيين لكن التعبير عنه قانوني، وهذا النوع من المنشورات، الذي تمت صياغته عن عمد للتحريض على القتل والإرهاب». وأكد أنه «يتجاوز الحدود».(وكالات)

مشاركة :