نفى الكاتب الإنجليزي روبرت فيسك صحة ما يتردد بشأن القضاء على تنظيم داعش الإرهابي في آخر معاقله في سوريا، معلقا بأنه لا يمكن الرهان على الأمن. وقال فيسك، في مقال نشره السبت في صحيفة "إندبندنت" البريطانية، إنه بعد كل العناوين الرئيسية عن الهزيمة المفترضة لتنظيم داعش في آخر معاقله في سوريا، فإن أي شخص لا يعتقد أن كلمة ما قد تبدو وكأنها لعبة رياضية. وأضاف: "كلما قرأت أنه قد تم إعلان النصر - سواء كان ذلك من مجموعة «إنجاز المهام» التي أطلقها الرئيس الأسبق جورج بوش أو تنوع العناوين الأخرى بين محاصرة مقاتلي التنظيم في آخر معاقله والتي أصبحت على وشك السقوط» - فإنني أحبس أنفاسي، لأنه لا يمكنك الرهان على أمنك حتى بعد هذه الأخبار فإنها غير صحيحة".وتابع: "ليس فقط أن داعش لم ينته لأن القتال حول الباغوز، ففي الواقع، لا يزال مستمرا خارج المدينة المحطمة، ولكن لأن هناك الكثير من مقاتلي داعش ما زالوا تحت السلاح ومستعدين للقتال في محافظة إدلب السورية، إلى جانب رفاقهم في تنظيمات «النصرة» و«القاعدة» - وتحيط بهم القوات الحكومية السورية تقريبًا، ولكن مع ممر ضيق الذين تمكنوا من الفرار إلى تركيا؛ لنفترض دائمًا أن سلطان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيسمح لهم بذلك، فهناك مواقع للقوات الروسية داخل هذه الخطوط الأمامية، إلى جانب القوات العسكرية التركية، لكن وقف إطلاق النار المبدئي الذي استمر لمدة خمسة أشهر أكثر هشاشة في الأسابيع القليلة الماضية".واستطرد: "ظلت إدلب على مدار ثلاث سنوات تمثل أرض الإغراق لجميع أعداء سوريا الإسلاميين، أو على الأقل الخصوم الذين لم يستسلموا عندما فروا من المدن الكبرى تحت القصف السوري والروسي".وأكد: "لكنهم ما زالوا في إدلب، سعداء بلا شك لسماع أن الغرب يعتقد أنه حقق الانتصار على داعش، وبطبيعة الحال، أصبحت معركة الباغوز على الأرجح تتصدر العناوين الرئيسية". وقال: "إن القصف الجوي الأمريكي ووجود الأكراد الودودين (والشجعان جدًا) جعلوا هذه قصة أكثر سهولة - وإن كانت لا تزال خطيرة - كما أنها حولت الانتباه إلى أسئلة أخرى: مثل من اخترع لقب «القوات الديمقراطية السورية» - التي هي في معظمها كردية، وكثير من أعضائها يفضلون عدم التفكير بأنهم سوريون، والذين لم تتمتع صفوفهم بأي انتخابات ديمقراطية في حياتهم".
مشاركة :