ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية اليوم الأحد، نقلا عن مسئولين ومحللين أمريكيين، أن الإعلان عن نهاية تنظيم (داعش) الارهابي لا تعني القضاء نهائيا على التنظيم الإرهابي، وحذرت من أن "داعش" لا يزال يشكل تهديدا يحدق باستقرار العراق وسوريا.وقالت الصحيفة ـ في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني - لقد قام المتشددون بتغيير طريقتهم وبدأوا يُعيدون تنظيم صفوفهم كتمرد يعمل على زعزعة الاستقرار في المناطق التي طُردوا منها قبل سنوات. ووصفت الصحيفة، إعلان قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من قبل واشنطن، يوم أمس الهزيمة النهائية لتنظيم (داعش) في سوريا بأنها "لحظة تاريخية" تم تحقيقها بشق الأنفس وبتكاليف باهظة الثمن. وأشارت الصحيفة إلى حقيقة أن عشرات الآلاف من الأشخاص فقدوا أرواحهم في المذابح وعمليات الإعدام التي ارتكبها مسلحو داعش فضلا عن استعباد آلاف النساء من الأقلية الدينية الإيزيدية، فيما يزال الكثيرون في عداد المفقودين، حتى أن بعض الضحايا قالوا إنهم ربما لن يتمكنوا أبدًا من التخلص من ذكريات الأهوال التي تعرضوا لها.وقد أعلنت قوات سوريا الديمقراطية أن 11 ألفا من مقاتليها قتلوا في المعارك العسكرية في سوريا، وعلى الرغم من أن قوات الأمن العراقية والميليشيات التي قاتلت داعش في العراق لم تنشر أرقام الضحايا، إلا أن التقديرات تشير إلى مقتل عدد مماثل من قواتهم.وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب كلفت الولايات المتحدة قرابة 28.5 مليار دولار، وفقا لتقديرات البنتاجون، فيما قُتل 16 جنديا أمريكيا خلال أعمال القتال، من بين 72 لقوا مصرعهم أثناء خدمتهم في عملية "العزم الصلب" كما كانت تسميها قوات التحالف الدولي.وذكرت (واشنطن بوست) أن خسارة داعش لأراضيها مثلت ضربة ساحقة لطموحاتها التي كانت تتباهي بها، لاسيما بعد أن كانت تسيطر في ذروتها على مساحة أراضي تماثل حجم بريطانيا فضلا عن امتلاك جيش وصل تعداده إلى 100 ألف رجل.وأضافت الصحيفة" إن المعركة الشرسة غير المتوقعة التي جرت في قرية الباغوز الواقعة على الحدود العراقية السورية أثبتت أن خطر احتفاظ داعش بقدرات كبيرة لايزال واقعا".وتابعت" فقد كان القتال أصعب بكثير مما كان متوقعًا، نظرا لوجود عدد أكبر بكثير من المسلحين داخل القرية فاق توقعات وحسابات الجيش الأمريكي، ففي يناير الماضي، قدّر مسئولو البنتاجون العدد هناك بنحو ألفي مسلح، إلا أن قوات سوريا الديمقراطية أعلنت في الأسبوع الماضي وحده أنها قتلت 12 ألف مقاتل واحتجزت أكثر من 500 شخص".