عجيب أمر أعضاء مجلس الأمة الموقرين في بعض أطروحاتهم البعيدة تقريباً عن مشاكل المواطنين بينما هناك مشكلة من أهم مشاكل المواطنين وهي مشكلة (البريد المعطل) الذي مضى عليه أكثر من عام لم يستلم المواطنون والمقيمون رسائلهم البريدية حتى على عناوين مكاتبهم ومنازلهم وأعضاء مجلس الأمة لم يحركوا ساكناً كأن هذه المشكلة المزمنة ثانوية لا تعنيهم ولا يعاني ناخبيهم الذين أوصلوهم إلى كرسي عضوية مجلس الأمة . وحتى استجواباتهم وأسئلتكم خليت من البريد المعطل وذلك بعدم اهتمامهم بهذه المشكلة المزمنة لتجيئوا الآن لتتحدثوا عن تطاير الحصى بالتهديد والوعيد للحكومة وللوزيرة وهذا العمل فني ويتطلب وقتاً محدداً . وأنا هنا أقف مع الوزيرة النشطة وزيرة الإسكان ووزيرة الأشغال العامة الفاضلة جنان بوشهري إذ ردت بصراحة وصدق وليس بالمجاملة إذ قالت بعد إلحاح من النواب بالسؤال (ربما آخر العام الحالي) مع تكرارها اعتذارها من المواطنين . يا أحبائي أعضاء مجلس الأمة المحترمين إن تطاير الحصى في الشوارع والطرقات لا يمكن أن ينتهي في يوم وليلة وحتى في أيام وأشهر ولكن مثل ما قالت الوزيرة الفاضلة سيبدأ العمل في شهر أبريل بعد شهر تقريباً وينتهي في نهاية العام الحالي لأن العملية ليست بهذه السهولة . يا أحبائي أعضاء مجلس الأمة لقد سكتوا وألزمتم الصمت عن الحديث عن (البريد المعطل) لمدة عام وأكثر ولم تطرحوا هذا الموضوع بل هذه المشكلة التي تضرر فيها المواطنين مثل تضررهم من تطاير الحصى . إن حل مسألة ومشكلة (البريد المعطل) أسهل بكثير من حل مشكلة الحصى المتطاير . (فالبريد المعطل) لا يحتاج أكثر من طرح مناقصة مستعجلة على الشركات ولمن يفوز فيها يتولى توزيع البريد المعطل . وأما تطاير الحصى فيحتاج إلى شركات متخصصة ومهندسين متخصصين ورقابة وتعطيل سير السيارات بالتعاون مع وزارة الداخلية ممثلة بإدارة المرور في بعض الشوارع والطرقات إلى أن يتم إنجاز إيقاف تطاير الحصى نهائياً . ومثل ما سياراتكم تأثرت بتطاير الحصى فإن المواطنين تعطلت مصالحهم في البريد المعطل فهونوها واطلبوا العاجل السهل الذي لا يتطلب خبرات فنية وهندسية ولا أشهر وإنما أياما فقط (بالبريد المعطل) .قبل الختام اتركوا وزيرة الإسكان ووزيرة الأشغال العامة تعمل بجد واجتهاد مع فريق العمل الذي تديره برقابتها واهتمامها وإذا انتهت فترة تعهد الوزيرة بإيقاف الحصى المتطاير في الموعد الذي حددته لكم ولم يتوقف تطاير الحصى فقولوا لها ما تحبوا أن تقولوه وعند ذلك لن يلومكم أحد . وأما الإصرار على فترة معينة لإيقاف الحصى المتطاير فهذا الأمر مستحيل لن يؤدي إلى نتيجة وإنما مجرد كلام في كلام . لقد صبرتم على مشاريع حيوية ومهمة سنوات وسنوات وكلكم تعرفونها ولا تزال لم تنتهي ولا حاجة لذكرها وهي أمام أعينكم وفي جدول أعمالكم . حلوا لنا يا أحبائي أعضاء مجلس الأمة الموقرين مشكلة (البريد المعطل) لنصفق لكم ونشكركم ويسجل في تاريخ إنجازاتكم وسووا شيء للمواطن الكويتي يتذكركم مثل (البريد المعطل) . تحية خاصة للوزيرة الفاضلة جنان بوشهري وزيرة الإسكان ووزيرة الأشغال العامة على جديتها بالعمل بإعطاء موعد لإيقاف الحصى المتطاير ولم تعطي موعداً لإرضاء النواب ومجاملتهم وإنما شكرتهم إلى أن يأتي الوقت المحدد لإنجاز إيقاف الحصى المتطاير ونقولها مرة ثانية حاسبوها واسألوها إذا لم يتم إنجاز إيقاف الحصى المتطاير وذلك باللين والتفاهم المجدي وليس لمجرد بالكلام والتهديد والوعيد للحكومة والوزيرة . وهذا في رأينا مضيعة للوقت وتعطيل مصالح المواطنين . وسلامتكمبدر عبد الله المديرسal-modaires@hotmail.com
مشاركة :