أخذت ظاهرة تطاير الحصى حيزا كبيرا في أحاديث المجتمع الكويتي والإعلام الكويتي وتصريحات المسؤولين وخلقنا لها تسمية (مشكلة) تطاير الحصى بدلا من ظاهرة لأننا في الكويت أصبحت تسمية مشكلة نلصقها في أي ظاهرة اجتماعية أو حدث في الكويت . يا ليت هذه المشكلة كما سميت تكون محصورة محليا في الكويت لهان الأمر ولكن وصلت إعلاميا إلى خارج الكويت من خلال جهاز إعلامي رسمي بالخبر في وكالة الأنباء الكويتية (كونا) وهي وكالة رسمية كويتية نفخر ونعتز بها وبمسؤوليها بأن لدينا وكالة إعلامية رسمية مثل وكالات العالم للأنباء التي تمثل بلدانهم عنها . وأنا شخصيا تشرفت في وقت سابق بعضوية في مجلس إدارتها لذلك أنا مؤمن بأن صاحب البيت لا يجب ولا يجوز أن ينتقده لأنه جزء منه ماضيا وحاضرا لذلك أنا لا أقلل من أهمية أخبارها ولكن بودي ألا تشير (كونا) في أخبارها بتصريح لمسؤولين الأشغال بإحالة مشكلة (تطاير الحصى) كما نسمى هذه الظاهرة بالمشكلة إلى الجهات المختصة لمحاسبة المتسبب بهذه المشكلة لأن هذا الخبر تتناقله وكالات الأنباء العربية والأجنبية بلغاتها المختلفة لتضيف مشكلة إلى مشاكلنا الاجتماعية مثل أي مجتمع في العالم لا علاقة له بهذه المشكلة وهي مشاكل داخلية (ولنجعل دهننا في مكبتنا) . والمهم في حديثي هنا عن (تطاير الحصى) ما قرأته في الصحافة المحلية عن التفاوض بين المسؤولين في وزارة الأشغال العامة مع المسؤولين في وزارة المالية لتخصيص أكبر ميزانية لمعالجة تطاير الحصى الذي يعاني منه المواطنون . وأنا لن أعلق على هذا التفاوض بين مسؤولين في وزارتين كويتيتين يجمعهما مجلس الوزراء الموقر وليس من وزارة كويتية ووزارة غير كويتية في بلد شقيق أو صديق في موضوع يهم البلدين وإنما بين وزارتين يهمهما حل ظاهرة (تطاير الحصى) التي يشتكي المواطنون المتضررون من هذه الظاهرة . كما أنني لن أتدخل في إحالة هذه الظاهرة إلى مجلس الأمة لمعرفة ومناقشة هذه الظاهرة وهذا حق من حقوق مجلس الأمة لا نختلف عليه ولا إدارة الخبراء لدراسة النواحي الفنية ولا عن الخلطة الإسمنتية التي تسبب في (تطاير الحصى) لأنني لست مهندسا معماريا أو مدنيا حتى أبدي رأيي مهنيا ونعطي الخبز لخبازه كما يقول المثل الدارج . ولكن .. ولكن .. ولكن وأضع أكثر من خط تحت ولكن متعجبا ومستغربا أن وزارة تشكو إلى وزارة لعلاج ظاهرة (تطاير الحصى) مع أن كلا الوزارتين والمسؤولين فيهما يهمهم بلا شك أمر المواطنين الذين يتضررون من (تطاير الحصى) وحتى المسؤولين المتفاوضين متضررين من هذه الظاهرة في الشوارع والطرقات والكل يبحث عن علاج هذه الظاهرة مع أن علاجها لا يحتاج إلى تفكير أو تأخير ولا إلى حتى اختلاف بين الوزارتين ماليا وإنما محصور بقرار وزاري وهو إقرار ميزانية لينفق عليها كل من الوزارتين فاعقلوها وتوكلوا يا وزارتين الله يخليكم وعالجوا هذه الظاهرة وليس المشكلة لأنني لا أحب هذه التسمية ولا أستسيغها . ويكفينا مشاكل عالمنا العربي الذي يئن يوميا ويتحسر ويتألم ونتألم معه ونحن نشاهد فلذات الأكباد والأطفال الصغار وهم يموتون ويعانون من جراحهم المؤلمة أمام أمهاتهم وآبائهم والنساء والرجال والشباب وهم ضحية مشاكل لا ذنب لهم فيها التي خلقناها بأنفسنا ونحملها لغيرنا الذين ليس لديهم مشاكل مثلنا . والعالم يشجب إعلاميا لمجرد الشجب حسب سياسة كل دولة ومباحثات مكوكية إعلامية نتائجها معروفة مسبقا قبل انعقادها مضيعة للوقت والجهد وللبروز الإعلامي في الفضائيات والإعلام المقروء . ونأتي هنا في الكويت لنخلق ظاهرة ونسميها مشكلة ونشغل وقتنا وجهدنا وتفكيرنا ومسؤولينا وجهات مختلفة في ظاهرة محلية حلها من أبسط الأمور مجرد تخصيص ميزانية كافية (لتطاير الحصى) وتشكيل لجنة بين الوزارتين للإشراف والمتابعة وتقديم تقاريرها أول بأول للمسؤولين حسب خطة مبرمجة ووقتا محددا ومطالبة المواطنين المتضررين بتطاير الحصى بالتحلي بالصبر الجميل والتخفيف من الحملات والتصريحات الإعلامية حول (تطاير الحصى) وسنرى كويت نظيفة خالية من (تطاير الحصى) لنرى جميعا الكويت جميلة وغالية على قلوبنا حتى بتطاير حصاها في أرضها الطيبة . ولنذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين بأن لا تنسوا أو تتناسوا يا أحبائي الأعزاء أننا تحملنا طوال سبعة شهور عجاف في الغزو العراقي الغاشم على الكويت عام 1990 تطاير الحصى في شوارع وطرقات وصحراء الكويت الجميلة يتطاير معها في أرضها باستخدام الأسلحة الحربية من دبابات ومجنزرات . وبعد تحرير أرضنا الطيبة أول ما فعلناه تقبيل أرضنا بترابها وبحصاها المتطاير واختلاط دموعنا بفرحتنا وسعادتنا بترابها وحصاها الثابت والمتطاير . ولا يغيب عن بالنا وذكروا أبناءكم وأحفادكم بمشاهدتهم لصورة أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته وسموه رحمة الله عليه يقبل أرض الكويت الطاهرة في أرض المطار بعد تحرير الكويت وتختلط دموعه الغزيرة ليبتل تراب الكويت، أبكت هذه الدموع الكويتيين والمقيمين والمتعاطفين والمحبين للكويت في مختلف دول العالم وهذه هي الكويت التي تشكو من (تطاير حصاها) وهونوا عليكم والهون أكبر ما يهون أحيانا في بعض المظاهر مثل (تطاير الحصى) والتي ستحل هذه الظاهرة بتعاون الوزارتين وصبر المواطنين وسلامتكم . بدر عبد الله المديرس al-modaires@hotmail.com
مشاركة :