كشفت وكالة بلومبرغ العالمية عن نية شركة "أوبر" العالمية الاستحواذ على منافستها الأولى في المنطقة وهي شركة "كريم" التي تتخذ من إمارة دبي مقراً لها، ضمن صفقة تُقدَّر مبدئيا بنحو 3.1 مليار دولار (حوالي 11.4 مليار درهم)، وذلك وفق مصادر وصفتها الوكالة بالمقربة من المفاوضات الخاصة بالصفقة التي تعد الأكبر من نوعها في منطقة الشرق الأوسط.. وتشير تلك المعلومات إلى المكانة المتقدمة التي باتت دبي تحتلها كمركز لصفقات الاستحواذ الضخمة لشركات تأسست فيها واتخذت منها مقراً لأعمالها، حيث تأتي تلك الأنباء بعد نحو عامين من اتمام عملاق التجارة الإلكترونية "أمازون" أحد أكبر المواقع للتسوّق عبر شبكة الانترنت على مستوى العالم، الاستحواذ على "سوق دوت كوم" أكبر منصة للتجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط والتي بدأت أيضا من دبي، وتحديداً من مدينة دبي للإنترنت التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في العام 1999 تأسيساً لأكبر منطقة حرة في المنطقة للأنشطة المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمشاريع التقنية المتطورة، في ضوء رؤية سموه التي تحولت دبي بفضلها إلى أحد أهم المراكز العالمية للمال والأعمال في المنطقة. وتعتبر البيئة الداعمة للأعمال في دبي أحد أهم مقومات التميز الذي حققته كمركز لاستقطاب المشاريع الواعدة والمبدعة من مختلف انحاء العالم، وذلك في ضوء الدعم الكبيرة الذي توليه الحكومة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة والتشجيع المستمر للإبداع وجذب المواهب وهو المبدأ الذي أقره صاحب السمو حاكم دبي في المبادئ الثمانية التي أعلنها سموه مطلع العام الجاري كأساس للحكم في دبي، والتي جاءت متضمنة مبدأ ينصّ على أن دبي هي "أرض المواهب" حيث يشير المبدأ إلى أن استمرار تنافسية دبي مرهون باستمرار استقطابها لأصحاب العقول والأفكار، بما يستدعيه ذلك من ضرورة مواصلة تجديد السياسات والإجراءات بشكل مستمر لتأكيد جاذبية الإمارة للمواهب، وبناء الحياة الأفضل في دبي لأصحاب العقول والأفكار الأفضل. ويعد اهتمام شركة عالمية كبرى بحجم "أوبر" دليلاً على النجاح الذي حققته شركة "كريم" انطلاقا من دبي لتمثل مصدر منافسة حقيقي للشركة العملاقة في المدن التي تغطيها أنشطة الشركة التي وجدت في دبي البيئة الداعمة للنجاح للتحول خلال فترة وجيزة إلى مشغل لخدمات النقل والتوصيل بإجمالي مستخدمين يناهز 300 مليون مستخدم في حوالي 90 مدينة موزعة على 15 دولة تمتد من باكستان شرقا إلى مملكة المغرب في الجانب الغربي من العالم العربي بأسطول ضخم يضم نحو مليون سائق. وتعتبر البيئة القانونية والتشريعية المرنة التي تراعي مصالح مجتمع الأعمال والمناخ الصحي الذي توفره دبي للشركات بصفة عامة ومن كافة الأحجام والتخصصات المدعوم ببنية أساسية رفيعة المستوى، والأهم من ذلك رؤية واضحة للمستقبل تقوم في جوهرها على تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وإشراك الأخير في المشاريع التنموية الضخمة التي تتبناها الإمارة التي خصصت 9.2 مليارات درهم لمشروعات البنية التحتية ضمن موازنتها للعام 2019، من بين العوامل التي تجعل من دبي بيئة خصبة لنمو وازدهار الأعمال والمشاريع. والنجاح الذي حققته دبي في هذا المجال ليس وليد الأمس، ولكنه نتاج عمل وجهد كبيرين ورؤية استراتيجية تقوم على أساس قناعة كاملة بقيمة الشراكة مع القطاع الخاص نحو النجاح المشترك، حيث أثمرت تلك الرؤية وهذا النهج العديد من الإنجازات المماثلة قبل سنوات خلت، حيث أعلنت شركة "ياهو" العالمية في الربع الثالث من العام 2009 الاستحواذ على موقع "مكتوب دوت كوم" أكبر موقع عربي للبريد الإلكتروني في صفقة، أشارت بعض التقديرات في هذا الوقت بأنها وصلت إلى نحو 85 مليون دولار، واعتبرها الطرفان آنذاك بمثابة إشارة البدء لدخول قطاع تقنية المعلومات العربي مرحلة العالمية. وأرجعت "ياهو" في ذلك الوقت إقدامها على هذه الصفقة إلى عدة أسباب في مقدمتها نجاح الموقع العربي، الذي اتخذ من مدينة دبي للإنترنت مقراً له، في تأسيس أكبر مجتمع معلوماتي عربي على الإنترنت، بينما جاءت هذه الخطوة بعد 9 سنوات فقط من انطلاق الموقع الإلكتروني المجاني باللغتين العربية والانجليزية الذي تأسس في دبي في العام عام 2000، ليبلغ عدد المشتركين في الموقع قبيل إتمام استحواذ شركة ياهو عليه 16.5 مليون مشترك. وتشير التقارير إلى أن مجموعة من الشركات العاملة في مدينة دبي للإنترنت نجحت في استقطاب تمويل يقدر بنحو 7.8 مليار درهم (2.1 مليار دولار) منذ انطلاق المدينة وحتى مارس 2018، ما يعزز مكانة مدينة دبي للإنترنت كأكبر مركز لأنشطة الأعمال المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة، ويدلل على نجاح دبي في استقطاب أنجح مشاريع الأعمال وتمكنها من احتلال مكانة رائدة كمحرك دفع لصناعة تقنية المعلومات والاستثمار في الإبداع على الصعيد العربي، مع تنوع أنشطة الشركات العاملة في المنطقة التكنولوجية الحرة ضمن مجتمع متنامي يضم شركات متخصصة في مجالات نوعية مثل إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، والأمن المعلوماتي، والحوسبة السحابية، وتقنيات الروبوتات، وغيرها من الأنشطة المكملة ذات الصلة. طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :