الصراع الحزبي الأميركي يلقي بظلاله على مؤتمر «آيباك»

  • 3/25/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بحضور كبار المسؤولين الأميركيين، وعلى رأسهم وزير الخارجية الجمهوري مايك بومبيو، ورئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي، افتتحت لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (آيباك) أمس، مؤتمرها السنوي في فعاليات تستمر 3 أيام، يلقي في ختامها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمة قبل أسابيع من الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية. ويأتي مؤتمر هذا العام في وقت تشهد الولايات المتحدة خلافا بسبب إسرائيل، مع تزايد تشكك اليساريين بالحزب الديمقراطي في دعم واشنطن القوي والمستمر للحكومة الإسرائيلية منذ عقود. ولطالما لعب "آيباك" دوراً محورياً في ضمان حصول إسرائيل على تأييد كلي من الولايات المتحدة، لكنه بات اليوم في عين الانقسامات الحزبية النادرة في واشنطن، إذ لم يتأكد حضور أي من المرشحين الديمقراطيين للانتخابات الرئاسية في 2020 المؤتمر. وفي ظل أجواء مشحونة سياسيا في إسرائيل، استغل ترامب غياب الديمقراطيين عن المؤتمر ليقول للصحافيين الجمعة: "إنهم معادون تماما لإسرائيل. بصراحة، أعتقد أنهم معادون لليهود". وبينما برر بعض المرشحين الديمقراطيين غيابهم بجدول أعمالهم المزدحم لم يعط البعض الآخر أي مبررات، لكن أحد معاوني المرشح اليساري السيناتور بيرني ساندرز، وهو يهودي، قال إن السياسي الاشتراكي يشعر بالقلق من أن "آيباك توفر منصة لقادة أظهروا تعصبا ويعارضون حل الدولتين". ولطالما وقف ترامب بقوة إلى جانب نتنياهو، فدعم موقفه المتشدد حيال إيران، وقام بخطوات اعتبرت من المحظورات في الماضي، على غرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، بينما دعا الخميس الى الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، التي انتزعتها الدولة العبرية من سورية عام 1967. لكن اليهود الأميركيين يميلون إلى اليسار، فيما أظهر استطلاع أجراه مؤخرا مركز "بيو" للأبحاث أن 24 في المئة فقط منهم موافقون على أداء ترامب في السلطة. في هذا السياق، قال رئيس مجموعة "جاي ستريت" اليهودية الليبرالية جيريمي بن عامي إن "آيباك في وضع صعب، إذ يفترض أن تكون صوت الجالية المؤيدة لإسرائيل، لكن في الواقع تعارض الجالية اليهودية بالكامل حكومتي إسرائيل والولايات المتحدة". ورغم ذلك، لا يمكن القول إن آيباك خسرت الديمقراطيين، فبينما لم يحضر المرشحون، ستتحدث كبار شخصيات الحزب في الكونغرس خلال مؤتمر آيباك، بينهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وزعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر. ولا تواجه أهداف آيباك التشريعية انتكاسة جدية كبيرة. وتعد إسرائيل الجهة التي تحصل على أكبر نسبة من المساعدات الأميركية، إذ حظيت عام 2018 المالي على تمويل عسكري من واشنطن بقيمة أكثر من 3 مليارات دولار. وقال مدير مكتب ايباك في واشنطن جاسون إيزاكسون: "أعتقد أنها حقيقة راسخة أن هناك دعما كاسحا من الحزبين في كابيتول هيل، ويتساوى عمق هذا الدعم ضمن صفوف الحزب الديمقراطي مع عمقه في أوساط الحزب الجمهوري". وأظهر استطلاع أجراه معهد "غالوب" مؤخرا أن 76 في المئة من الجمهوريين في الولايات المتحدة يتعاطفون مع إسرائيل أكثر من الفلسطينيين، مقارنة بـ43 في المئة من الديمقراطيين. من جهتها، رأت دينا بديع، المسؤولة عن برنامج الدراسات الدولية في كلية "سينتر" بجامعة كنتاكي، أن آيباك تقف عند منعطف بعد عقود من قدرتها على الوصول إلى الحزبين. وتابعت بديع: "ايباك لا تتغير، بقيت ثابتة بشكل كبير فيما يتعلق بنهجها حيال الضغط وأجندتها التشريعية ونوعية أولوياتها. ما تغير هو الظروف السياسية والبيئة التي تعمل في ظلها". وأضافت أن نتنياهو همش الأميركيين اصحاب الميول اليسارية بمن فيهم اليهود الأميركيون عبر توجهاته اليمينية في وقت ازداد الاستقطاب في الولايات المتحدة. واستدركت: "لطالما اتبعت آيباك نهجا متشددا تماشى مع طريقة تعامل نتنياهو مع الفلسطينيين، لكن بما أنه ينظر إلى نتنياهو على أنه شخصية سامة في الدوائر التقدمية، بات توافق آيباك مع نهجه حقيقة مستساغة بشكل أقل بالنسبة للديمقراطيين". وأثارت النائبة الديمقراطية المسلمة إلهان عمر، التي دخلت مجلس النواب مؤخرا، الغضب حتى بين كثيرين في حزبها، عندما أشارت الشهر الماضي إلى أن السياسيين الأميركيين الذين يؤيدون إسرائيل يظهرون "ولاء إلى بلد أجنبي" بسبب تلقيهم أموالا. واعتذرت عن التصريح الذي اعتبر معاديا للسامية، لكن الجمهوريين أصروا على أنه دليل على التعصب الذي يشق طريقه إلى دوائر صنع القرار في واشنطن. (واشنطن - وكالات)

مشاركة :