المرأة البحرينية والتعليم العالي وعلوم المستقبل

  • 3/25/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كم كانت لفتة رائعة تلك المبادرة السامية من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيس المجلس الأعلى للمرأة، احتفاءً بمساهمات المرأة البحرينية في ميدان التعليم العالي وعلوم المستقبل. إنّ تخصيص يوم المرأة البحرينية هذا العام للاحتفال بدورها في التعليم، خاصة في مجال التعليم العالي، يأتي انطلاقًا للريادة البحرينية في تعليم الإناث، إذ لم تتأخّر مملكة البحرين عبر تاريخها عن إلحاق المرأة البحرينية بالتعليم، ودخولها المدارس النظامية للبنات منذ العام 1928، بعد انطلاق التعليم النظامي عبر تأسيس مدرسة الهداية الخليفية الثانوية للبنين، تبعه تأهيلها عبر مراحل متتابعة لتكون المعلمة، والمهندسة، والطبيبة، والمتخصصة في المجالات والميادين كافة. لقد كانت نهضة تعليمية وثقافية واعدة، استطاعت البحرين من خلالها، بمبادرات روادها الأوائل رجالاً ونساءً، أن تحقق الريادة في التعليم النظامي، لتخرّج أجيالاً وروّادًا أسهموا في كتابة تاريخنا التعليمي والتنويري عبر قرن من الزمان، تحتفل به البحرين خلال هذا العام بمرور مائة عام على انطلاق التعليم النظامي فيها. لم تقتصر النهضة التعليمية على ما سبق، إذ تبعها تأسيس المدارس الخيرية الأهلية في ثلاثينات القرن الماضي، متبوعة بتأسيس التعليم الصناعي، حتى تشكّل مجلس المعارف لاحقًا في العام 1956، ثم المعهد العالي للمعلمين والمعلمات بين عامي 1966-1967، فكلية الخليج الصناعية للتعليم الفني والمهني في العام 1968. بعدما استقلت مملكة البحرين، تم تسمية وزارة التربية والتعليم في العام 1971، لتُبحر مملكتنا في مرحلة التعليم العام، متبوعًا بالجامعي في ثمانينات الألفية السابقة. ومنذ ذلك الحين، كان لمبادرات صاحبة السمو الملكي في تمكين المرأة في جميع المناصب المؤثرة في الدولة، فهي الوزيرة، وهي القاضية، وهي العضو في الغرفتين التشريعيتين، حتى وصلت إلى رئاسة المجلس النيابي، أما قصة ارتقاء المرأة البحرينية في تعليمها من التعليم الثانوي، ونيل درجة البكالوريوس، فقد تبعه اهتمامٌ بالغٌ من قيادة الوطن؛ لتنطلق في ميدان التعليم العالي الواسع، والالتحاق بالدراسات العليا عبر دراسة الماجستير والدكتوراه، فضلا عن حصولها على شهادات وزمالة تخصصية في عدة مجالات باتت مؤثرة في عالم اليوم. لقد حازت المرأة البحرينية على أعلى نسب الالتحاق بالتعليم العالي في المجتمع البحريني وأعلى نسب الابتعاث والتفوق، ما مكّنها من تحصيل أعلى الرتب والدرجات العلمية التي مكّنتها من تبوّؤ أفضل المناصب القيادية والتنفيذية في مؤسسات الدولة، ووزاراتها المختلفة، بفضل الدعم الحقيقي الذي تتلقاه من سيدة البحرين الأولى. إن سعي سمو الأميرة الدؤوب والمتواصل لتمكين المرأة البحرينية قد حقق لها السبق في الكثير من المجالات، وما الالتفاتة هذا العام إلى ميدان التعليم العالي وعلوم المستقبل، إلا إشارة واضحة إلى اهتمام سمو الأميرة سبيكة بالوصول بالمرأة البحرينية إلى أفضل المهن وأكثرها طلبًا وتميزًا واحترافية، ولعل الأمر الملكي رقم 17 لسنة 2019 الذي نص على تعديل اسم جائزة صاحبة السمو إلى «جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة لتقدم المرأة البحرينية»، يحمل الكثير من المعاني المتواكبة مع ما تحققه المرأة البحرينية من تقدّم على الأصعدة والمستويات كافة. لابد للغرس الصادق الذي كان بذرة من بذور مشروعات الإصلاح والتطوير التي زرعتها ورعتها قيادة الوطن ممثلة في سيّدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبمتابعة حثيثة من حكومتنا الرشيدة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، ومن خلال مظلة رؤية مملكة البحرين الاقتصادية 2030 التي قادها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، أن تُؤتى ثمارُه اليانعة ليجمّل الوطن بأشجار ناضرة، مازالت تُسقى بماء الجد والاجتهاد وحب البحرين. * الرئيس التنفيذي لهيئة جودة التعليم والتدريب

مشاركة :