دبي: محمد إبراهيم أكد بيتر تابيشي، معلم العلوم في مدرسة «كيريكو المختلطة الثانوية النهارية بكينيا»، الفائز بجائزة أفضل معلم على مستوى العالم للعام 2019، أن التعليم أداة لمواجهة الفقر والجهل، ومسار فاعل لتعزيز التسامح ومفاهيم المودة والمحبة، وتعزيز مكانة الأديان، لمحاربة العنف والكراهية في المجتمعات، موضحاً أن المعلم المبدع قادر على توظيف الإمكانات المتاحة، لتقديم نموذج استثنائي مبتكر في تأهيل وتعليم الأجيال، يواكب من خلاله المتغيرات المتسارعة في التعليم على المستوى العالمي. وقال ل«الخليج»: إن أبرز التحديات التي تواجه المعلم، تكمن في كيفية مواكبة طرائق التدريس المتطورة، وكيفية الاستفادة من المعطيات، والإبداع في إيجاد مسارات تطويرية متجددة، تسهم في إعداد الأجيال للمستقبل، لا سيما وأن المتغيرات المتسارعة التي تشهدها نظم التعليم العالمية تفرض على المعلمين العمل المستمر للتطوير.وأكد أن النظام التعليمي في الإمارات نموذج تنموي، يستحق الثناء والتقدير، لا سيما وأن مدارسها تعد حاضنات للمبدعين والمبتكرين، وتشكل بيئة تعليمية جاذبة للطلبة في مختلف المراحل التعليمية، موضحاً أن دعم القيادة الرشيدة للإمارات أسهم في الارتقاء بالمستوى المهني للمعلمين، ما انعكس إيجابياً على جودة المخرجات. ويرى تابيشي أن المعلم المبدع، ينبغي أن يكون لديه القدرة على توظيف الإمكانات المتاحة، لبناء الأجيال وتعليمها بطرائق مبتكرة، ورصد 10 صفات للمعلم «الأفضل» الذي يستطيع توصيل رسالته في أي مجتمع على مستوى العالم، مهما كانت المعوقات، إذ ينبغي أن يكون قادراً على نشر مفاهيم التسامح والتعايش مع الآخر في المجتمع الطلابي، فضلاً عن قدرته على تقديم نموذج استثنائي مبتكر في التدريس، يواكب من خلاله الطرق الجديدة للتعليم. وحول تجربته التي حملته إلى منصة التكريم، أفاد بأنه، وأربعة من زملائه، وفروا تعليماً منخفض الكلفة للطلاب في مواد الرياضيات والعلوم خارج الفصل الدراسي، وفي عطلات نهاية الأسبوع، حيث يزورون منازل الطلاب، ويلتقون بعائلاتهم لبحث التحديات التي تواجههم. وأضاف أنه يواجه تحديات جمة يومياً، لا سيما وأن مدرسته لا تمتلك سوى كمبيوتر واحد، واتصال متقطع بالإنترنت، لذا اعتمد على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في 80% من الدروس بهدف تعزيز مشاركة الطلاب، حيث يتوجه إلى مقاهي الإنترنت لتنزيل المحتوى لعرضه على الطلاب في الفصل عندما لا يتوفر الاتصال بالإنترنت. وأوضح أنه يقدم نحو 80% من دخله الشهري لمساعدة الفقراء، وساهم في تضاعف عدد الطلاب المسجلين في المدرسة إلى 400 على مدى ثلاث سنوات، وانخفضت حالات عدم الانضباط من 30 في الأسبوع إلى ثلاثة فقط. وأكد أن المعلمين في تحدٍ دائم، لاسيما مع المستجدات التي يشهدها التعليم على مستوى العالم، معتبراً أن أهم التحديات التي تواجه المعلمين تكمن في توفير الإمكانات، فضلاً عن إيجاد طرق مبتكرة لتعليم الطلبة في مراحل التعليم المختلفة، واكتساب مهارات تعينهم على توظيف البيئة، والمكان، والزمان، لتعليم الطلبة، فالمعلم المبدع قادر على الابتكار والإبداع في تعليم أبنائه، إذ يتمتع بالمرونة والثقافة، لفهم ماهية تفكير وسلوكات الطلبة، وتوجيهها نحو مسارات مستقبلية تخدم أوطانهم.وقال: لم أتوقع أن أنال شرف أفضل معلم في العالم، لا سيما وأن المنافسة جمعت فرسان العلم في العالم، والجميع مبتكرون ومبدعون، وتجاربهم تجاوز المعتاد لتخدم بيئات العلم في بلادهم، لديهم ابتكاراتهم وإبداعاتهم التي خدمت التعليم في بلادهم، وأعدت بيئة تربوية تمكنهم من تحقيق أهدافهم ووسائل حديثة تساعدهم على أداء مهامهم. وحول خطته للاستفادة من قيمة الجائزة، أكد أنه سيواصل مسيرة بناء الأجيال، والتوسع في مسيرة المبادرات والعمل الدؤوب في تطوير منظومة التعليم في كينيا، خدمة لرسالة العلم، وإعداد أجيال أسوياء تؤمن بالحب والمودة والتسامح من خلال التعليم.
مشاركة :