أشاد كثير من دول العالم بانتهاء (خلافة) داعش بعد طرده من آخر جيب في سوريا (الباغوز)، ولكن السؤال المهم هو أين ذهب عناصر التنظيم الإرهابي الذين لم يُقتلوا في المعارك؟ وما مصير أكثر من 800 عنصر محتجز لدى (قوات سوريا الديمقراطية). وقد طالب الرئيس الأمريكي (ترامب) الدول الأوروبية في وقت سابق باسترجاع (دواعشها) ومحاكمتهم في بلدانهم، كما هدد بإطلاق سراحهم إذا لم تفعل ذلك. هذا فضلا عن الآلاف من النساء والأطفال من عائلات (الدواعش) في أكثر من مدينة سورية وعراقية. هناك من يقول إن من تبقى من عناصر (داعش) سوف يتحولون إلى (خلايا نائمة)، وسيعودون إلى النشاط الإرهابي بمجرد عودة التنظيم لتجميع صفوفه من جديد، وهذا جائز، خاصة أنه لا تزال هناك مناطق (رخوة) أمنيًّا في الوطن العربي، أو لا تزال تشهد نشاطًا إرهابيا بين حين وآخر، سواء في العراق أو سوريا أو ليبيا أو اليمن أو صحراء سيناء أو الصومال. والسؤال الأهم: هل سقوط (الباغوز) في سوريا وانتهاء آخر جيب لداعش هناك يعني نهاية الإرهاب؟ وماذا عن (القاعدة) ونشاطها الإرهابي في (إدلب) السورية، والتنظيمات الإرهابية الأخرى في أكثر من منطقة سورية؟ فإنها لا تزال موجودة ويحظى بعضها بدعم مالي ولوجستي إقليمي، ويتم استثمارها في الصفقات السرية والعلنية بين إيران وتركيا وروسيا أثناء تقاسم النفوذ في سوريا. باختصار، سقوط (الباغوز) لا يعني نهاية الإرهاب ولا نهاية الحرب في سوريا، ولا نهاية التهديد الإرهابي للمدن الأوروبية ومناطق أخرى في العالم، كما أن هناك قوى عالمية واستخباراتية دولية لا تزال لم تستثمر ملف الدواعش (كاملا) وتصديرهم إلى مناطق نزاع أخرى في الوطن العربي، ومن غير المستبعد أن تكون (كشمير) المتنازع عليها بين الهند وباكستان إحدى المناطق التي سوف يتم تصدير (الدواعش) إليها أيضا. فمن صنعوا (داعش) هم من سيحددون الجهة التي يذهب إليها فلول التنظيم الإرهابي.
مشاركة :