منذ أيام نشرت حسابات تابعة لتنظيم داعش على تطبيق تليغرام صورا لعدد من عناصره في سيناء بمصر، وهم يبايعون أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، زعيم التنظيم الجديد، بعد مقتل أبو بكر البغدادي، وهو ما أثار تساؤلات حول بقايا التنظيم في سيناء، خاصة بعد العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018 والتي مازالت مستمرة منذ أكثر من 20 شهرا. وكشفت الصور قيام عدد قليل من عناصر التنظيم يخفون وجوهم بنشر صور لهم في أحد أوكارهم بسيناء وهم يرفعون أياديهم وأسلحتهم معلنين مبايعة زعيم داعش الجديد، دون توضيح أي تفاصيل أخرى. وكشف بيان للجيش المصري، الثانين، وجود بقايا للتنظيم في سيناء ولكنها قليلة، خاصة بعد أن تمكن الجيش خلال العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018 من تصفية المئات منهم، والقضاء على مخازن أسلحتهم وأوكارهم، وتفكيك بنيتهم التحتية وقصف الملاذات الخاصة بهم، وتفجير الأنفاق التي يتسللون منها. وذكر الجيش، الاثنين، أن الإرهابيين في سيناء وغالبيتهم عناصر تكفيرية داعشية يمتلكون وحدات طاقة شمسية، وهو ما يعني أن لديهم إمكانات كبيرة لتوفير طاقة كهربائية في أوكارهم وأجهزة اتصال، كما عثر بحوزتهم على الكثير من الأسلحة والذخائر والهاون والعبوات الناسفة، وملاجئ ومخابئ عثر بداخلها على مواد إعاشة، فضلا عن سيارات كثيرة ودراجات نارية بدون لوحات معدنية. جازي سعد عضو مجلس النواب المصري عن وسط سيناء يؤكد لـ"العربية.نت" أن عدد عناصر داعش في سيناء قليل جدا مقارنة بأعدادهم سابقا، مضيفا أنهم امتلكوا إمكانيات كبيرة مادية وقتالية بدعم من دول خارجية لإثارة القلاقل ومواجهة الجيش المصري وفرض إمارة لهم بسيناء. وقال إن الجيش المصري تمكن من القضاء بنسبة كبيرة على التنظيم، وما نشره التنظيم من صورة لأفراده وهم يبايعون الأمير الجديد لهم يؤكد ذلك، فعددهم قليل، وزيهم الذي يرتدونه ليس الزي المعروف لدى قبائل سيناء، وبالتالي يمكن القول إنهم عناصر خارجية، مشيرا إلى أن غالبية عناصر التنظيم فرت إلى منطقة تفاحة جنوب بئر العبد، واختبأوا في المزارع هناك ووسط الأهالي، وهو ربما ما قد يؤخر عمليات تصفيتهم، تجنبا لسقوط قتلى بين الأهالي المسالمين في المنطقة. ويضيف أن داعش سيناء انتهى فعليا وليس له تواجد حقيقي، وتراجعت العمليات الإرهابية التي كان يقوم بها، وأصبح هدفها من حين لآخر إثبات الوجود والحرص على استمرار تلقي الدعم، مؤكدا أن الجيش يطارد ما تبقى من فلولهم وسينجح في تطهير كل أراضي سيناء من هذا التنظيم الإرهابي العابر للحدود. من جانبه، يقول منير أديب الباحث في تاريخ الحركات الإرهابية، إن التنظيم ما زال له تواجد في سيناء ويعتبر فرعه في مصر هو الفرع الثالث من حيث الأهمية بعد فرعيه في سوريا والعراق، مبررا ذلك بأسباب كثيرة يسردها في نقاط محددة. ويوضح أن أول هذه النقاط هو تسلل العناصر الداعشية عبر أنفاق سيناء قادمة من قطاع غزة ومن الدروب الجبلية في الصحراء الغربية الممتدة مع ليبيا والتي تبلغ مساحتها 1300 كلم، ولا تستطيع مصر بمفردها مراقبتها وتحتاج لمعاونة ليبية، مؤكدا أن ليبيا مشغولة حاليا بمواجهة التنظيمات الإرهابية في أراضيها، وليست لديها القدرة على مراقبة الحدود في الوقت الحالي. ويرى أديب أن داعش وداعميه يستهدفون مصر ونظامها السياسي ولذلك يحاولون الإبقاء على التنظيم حيا وفاعلا لتنفيذ مخططاتهم في مصر، ومن أجل هذا الغرض يتلقى التنظيم في سيناء دعما ماليا وبشريا ولوجستيا للاستمرار رغم الضربات المتلاحقة التي وجهها له الجيش المصري وقوات الأمن المصرية وأدت لانكماشه وقلة تأثيره وتناقص عملياته، مؤكدا أن التنظيمات الإرهابية في سيناء انضوت منذ العام 2014 تحت غطاء داعش لمواجهة الجيش نكاية في مصر ونظامها السياسي وانتقاما للإخوان وداعميهم.
مشاركة :