كتاب ومثقفون لـ الوطن: مجتمعنا ينظر للكتاب بقيمته المادية لا الفكرية

  • 3/6/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أجمع عدد من المثقفين والمفكرين والأدباء العرب الحاضرين لمعرض الرياض الدولي للكتاب على أن المجتمعات العربية ابتعدت كثيرا عن القراءة الأدبية والفكرية، حيث لم تعد تنظر إلى القيمة الفكرية وما تحتويه الكتب من معلومات أدبية، بل على العكس تماما أصبحوا ينظرون إلى الكتاب بقيمته المادية وثمنه. وقال مدير شركة الورق الكاتب والأديب ماجد شبر لـ"الوطن": "هذه مشاركتنا السابعة في المعرض ونجد فيه إقبالا لا بأس به، خصوصا أن كتبنا لا يمكن الحصول عليها خارج المعرض، لعدم وجود فروع لدينا في المملكة". وأضاف "علينا أن نركز كيف نتعامل مع الكتاب الذي يختلف عن باقي السلع، إذ إن حركته ضعيفة والطلب عليه أقل من الكماليات وبالتالي فإن مردود حركة النشر ليس كبيرا قياسا بالجهد المبذول والمال المستثمر"، لافتا إلى أن المعارض تعد منفذا تسويقيا مهما لإيصال الكتاب إلى القراء. وقال إنه من الضروري أن يتم النظر إلى موضوع الكلفة التي أصبحت عالية، حيث إن الحجز في معرض الرياض اليوم يكلفنا أكثر من 11 ألف دولار، إضافة إلى تكاليف شحن الكتب وأجور العمال والحجز والفنادق، ناهيك عن ارتفاع تكاليف الطباعة، مبينا أن الجمهور ينادي بتخفيض سعر الكتاب رغم أنه منخفض هنا قياسا بأسعار الكتب في باقي دول العالم مثل بريطانيا. وأوضح شبر بأن "التحدث عن الكتاب عملية حساسة جدا لأن هناك جانبا صعبا يواجهه الكاتب العربي حاليا يتمثل في التزوير والقرصنة، فبعد الجهد الذي يبذله يأتي من يسرقه ببساطة"، معتبرا أن هناك أشبه ما يكون بأمية ثقافة الكتاب لدى القارئ العربي، حيث ينظر إلى الكتاب على أنه ورق وعدد صفحات وليس قيمة معرفية وعلمية وجهد مؤلف، في حين أن هناك فرقا بين تسويق الكتاب وتسويق الورق "لكن الثقافة العامة معكوسة لدى الشعوب العربية وهذه حقيقة موجعة". وأشار شبر إلى أن هناك طبقة متنوعة من القراء في السعودية وأن هذا ما لاحظه خلال دورات المعرض، وقال "لكل دار من الدور السعودية خط عام له زبائنه، والتعدد السكاني يخلق تنوعا في الآراء والأفكار". وعن حركة البيع في ثاني أيام المعرض، قال "هي جيدة وهناك إقبال على الكتب المتميزة والناس يقصدون المعرض كونه فرصة حقيقية يستطيعون من خلالها الحصول على ما يستهويهم من كتب وروايات". مجتمع لا يقرأ من جهته، رأى الباحث العراقي الدكتور نبيل الحيدري والمقيم في لندن أن "العرب عموما لا يقرأون، وأن هناك فئة قليلة هي التي تقرأ فقط، وبات للسعر أثر كبير في إقبال الجمهور على شراء الكتب، رغم أن الاعتبار يفترض أن يكون للقيمة العلمية للكتاب وليس القيمة المادية". وتابع "يفترض أن يكون هناك ترشيد وتثقيف لتعزيز القيمة المعنوية، وأن يكون المقياس والمعيار الحقيقي للسعر". وعن أسباب العزوف عن القراءة، قال "المجتمع العربي يعد نفسه مثقفا ولديه تاريخ، ولا يحتاج أن يتعلم وهذه فكرة تجعل كثيرين يعزفون عن القراءة والكتابة، إضافة إلى الاهتمام بجوانب الحياة الأخرى، وسيطرة التكنولوجيا على عقول الشباب. وختم "عالم الكتب الورقي بات ضعيفا، والمجتمع القارئ أصبح نخبويا وليس شعبيا، فهناك نخبة معينة فقط تهتم بالقراءة، والقراءة التي أعنيها لا تشبه قراءة جريدة، وإنما قراءة بتمعن وولع وفهم، أي قراءة للبحث والاكتشاف والتثقف". وبين الحيدري بأن هذه مشاركته الأولى في المعرض، وقال "أتشرف بالمشاركة والتنظيم الذي لاحظته رائع ومميز، وأفخر أنه لدينا في الوطن العربي معرض بهذا الرقي". بحث دقيق وقال مسؤول دار الكتاب اللبناني أحمد رضيان لـ"الوطن" إن "معرض الكتاب يعد الملتقى الوحيد الذي يجتمع فيه المثقفون العرب والأجانب وأصحاب دور النشر، ويطلعون على حركة النشاط الثقافي التي تشهدها الساحة العربية رغم الأحداث التي تشهدها عدد من المناطق". وأضاف "لاحظنا إقبالا من فئة الشباب السعودي والعربي المثقف التي جاءت تبحث بشكل دقيق عن كتب معينة وأسماء روايات محددة ما يدل على متابعة الشاب العربي لحركة النشر، وللأمانة فإن التنظيم هنا يختلف عن معرض القاهرة ومعرض المغرب فهو متميز ويتسم بالدقة والرقي، وإن كنا نعاني فقط من زيادة في أسعار الأجنحة، حيث يصل سعر المتر الواحد إلى 200 دولار، وهذا يؤثر على حجم الربح رغم أننا لا نرفع أسعار الكتب، كما أننا لم نجد أي منع لأي كتاب".

مشاركة :