لم يكن الفنان ورسام الكاريكاتير محيي الدين اللباد، الذي تحل ذكرى ميلاده في مثل هذا اليوم، 25 من مارس 1940، مجرد فنان تشكيلي متخصص في الجرافيك وحسب، إنما من أهم التشكيلين الذين أثروا بفنونهم الحياة الثقافية والفنية، لاسيما المتعلقة بالطفل، فهو "سندباد" الأطفال. درس "اللباد" التصوير الزيتي في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وعمل بعد تخرجه رساما للكاريكاتير بالصحافة المصرية والعربية، كما عمل عبر مسيرة حياته كرسام ومصمم للصحف والمجلات والكتب والمطبوعات الثقافية للصغار وللكبار في مصر والبلاد العربية وأوروبا.عمل كرسام بمجلة "سندباد" المخصصة للأطفال، وألف العديد من كتب الأطفال والتي صدرت عن دار المعارف، وكانت كتبه للأطفال من أوائل الكتب المخصصة للطفل والتي صدرت في عام 1961. اشتهر بحبه وشغفه بأغلفة الكتب وتصميمها، فكانت بمثابة العلامة التجارية لنجاحه، وهي المهنة التي ورثه نجله الفنان التشكيلي أحمد اللباد والذي يقوم بتصميم أغلفة الكتب للعديد من دور النشر. ولم يقتصر "اللباد" على هذا الأمر فحسب، إنما كان له اسهامات كبير في تأسيس العديد من دور النشر وعدد من المجلات المتخصصة ومنها "دار الفتى العربي"، و"الورشة التجريبية العربية لكتب الأطفال"، و"المركز الجرافيكي العربي".صدر لـ"اللباد" عدد من الكتب في مصر وبلاد عربية أخرى، نالت مجموعة من الجوائز المحلية والعربية والدولية، ونشر بعضها مترجما بعدة لغات أجنبية، كما قدم سلسلة من الكتب التي قام بتأليفها وتصميمها لفئة الفتيات والفتيان "المراهقون فوق سن الحادية عشر" و"مائة رسم وأكتر" وهو لمجموعة من رسومه الكاريكاتيرية، وألبوم نَظَر"، وحواديت الخطاطين"، و"ملاحظات"، و"حكاية الكتاب" و"لغة بدون كلمات" و"تي شيرت"، و"كشكول الرسام" وهو الكتاب الذي حاز جائزة التفاحة الذهبية ببينالي براتسلافا 1989، وجائزة الأكتوجون الفرنسية 1994، وصدرت منه طبعات باللغات الفرنسية والألمانية والهولندية، وهو عبارة عن بعض ذكريات بصرية من طفولة الرسام بوجهها إلى الكبار، وبعض اكتشافاته عندما كبر وصار رسامًا محترفًا وصانعًا للكتب، يعود فيوجهها للصغار، وتوفي في القاهرة في 4 سبتمبر 2010 بعد صراع مع المرض.
مشاركة :