تقوم ألمانيا بخطوات تهدف إلى الحد من تأثير تركيا على المسلمين المقيمين فيها، حسب ما ورد في تقرير نشر في صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية. وتهدف الحملة الألمانية إلى تشجيع انتشار "نسخة محلية من الإسلام" بين المسلمين المقيمين فيها. وقال ماركوس كيربر، وهو مسؤول ألماني رفيع المستوى يشرف على علاقة الدولة الألمانية بالمسلمين المقيمين فيها، إن برلين تسعى لاندماج أفضل للمسلمين في المجتمع الألماني ، وتسعى للحيلولة دون حصول الأئمة على تمويل خارجي ولتقليل التأثير الأجنبي. وكانت خلافات قد نشبت بين الحكومتين، الألمانية والتركية، على خلفية سعي الأخيرة لإقناع المواطنين الأتراك المقيمين في ألمانيا بالتصويت في استفتاء تركي لصالح منح الرئيس رجب طيب أردوغان سلطات إضافية. وقالت الصحيفة إن تركيا تستمر في لعب دور كبير في شؤون الجالية المسلمة في ألمانيا من خلال مؤسسات تخضع لإشراف تركي وتشرف بدورها على ثلث المساجد في ألمانيا تقريبا. وترى السلطات في ألمانيا أهمية متزايدة لاندماج المسلمين في المجتمع الألماني لمحاربة التطرف، حسب الصحيفة. وقد زاد الاهتمام بقضية اندماج المسلمين في المجتمع عقب وصول مليون لاجئ مسلم إضافي إلى ألمانيا في العامين 2015- 2016 وتستمر تركيا في لعب دور كبير في حياة المسلمين المقيمين في ألمانيا من خلال ما يسمى "الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية" ، وهي أكبر منظمة إسلامية في ألمانيا، حيث تشرف على 900 مسجد من أصل 2400 مسجد في البلاد. وتشير الصحيفة إلى أن الأئمة في المساجد التابعة للاتحاد الإسلامي التركي يلقون الخطب باللغة التركية، ويقبضون رواتبهم من الحكومة التركية. ويسبب النفوذ التركي في أوساط المسلمين في ألمانيا قلقا للحكومة الألمانية، وهو ما تسعى برلين للحد منه بإجراءات تشجع على خلق أرضية لانتشار رؤية إسلامية محلية ليست متأثرة بتركيا. ويرى كيربر أن هناك إمكانية لجعل المسلمين المقيمين في ألمانيا يحسون بالانتماء إليها، مما يقلل من حجم التأثير الخارجي عليهم.
مشاركة :