الشيخة جواهر: سلطان يؤمن بالإنسان أغلى ثروة

  • 3/26/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: ميرفت الخطيب أكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للإعلان العالمي للسرطان، أن الخطوة الأولى لمحاصرة الأمراض غير المعدية التي تهدد التنمية المستدامة، هي إدراج سبل مكافحتها في سياسات التنمية، بحيث تؤسس هذه السبل لخطط وطنية وعالمية عامة، تتشارك فيها المؤسسات الطبية والأكاديمية والاجتماعية. جاء ذلك خلال كلمة لسموها ألقتها في الجلسة الافتتاحية للمنتدى العالمي للأمراض غير المعدية للأطفال واليافعين، الذي تستضيفه إمارة الشارقة وتنظمه جمعية أصدقاء مرضى السرطان بالتعاون مع تحالف منظمات الأمراض غير المعدية للأطفال على مدار يومين في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، بمشاركة أكثر من 200 خبير ومختص في القطاع الصحي والوقائي للأمراض غير المعدية من كبار مسؤولي المنظمات والهيئات الدولية، إلى جانب مجموعة من الشباب واليافعين من جميع أنحاء العالم الذين يسردون قصصهم وتجاربهم مع الأمراض غير المعدية. وقالت سموها، إن منظمة الصحة العالمية تُعرّف الأمراض غير المعدية بأنها الخطر الأكبر على مساعي التنمية، واعتبرتها السبب الرئيسي للوفاة على مستوى العالم، داعية إلى خطة أساسها التوعية والوقاية وتعزيز القدرات الطبية، إلى جانب السعي المتواصل نحو تغيير نمط حياة الأفراد، مؤكدة أن الوقاية من هذا النوع من الأمراض يتعلق بخيار الفرد في تحديد نمط حياته. الاستثمار في الأبناء ولفتت سمو الشيخة جواهر خلال كلمتها، إلى أن معظم المجتمعات حول العالم تعاني اليوم انتشار بعض الأنماط التي تؤدي إلى المزيد من الأمراض غير المعدية، كالخمول البدني، والتدخين بكل أشكاله، والبدانة، والغذاء غير الصحي، وتساءلت سموها عن الحل العلمي والممكن لتغيير أنماط حياة الأفراد؟ و«من أجل الإجابة عن هذا السؤال، ينعقد هذا المؤتمر، ويشارك فيه نخبة من الخبراء والمختصين وصناع القرار، لوضع أسس عملية لمهمتنا الرئيسية في هذا اللقاء، وهي التوافق على إطار عمل يساعد في وضع خطط فعالة وقابلة للتنفيذ، تحد من انتشار هذه الأمراض، وتعزز الوعي بسبل الوقاية منها».وتابعت سموها: «في الشارقة، يؤمن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بأن الإنسان هو أغلى ثروة تملكها البشرية، وأن النشأة الصحية للأطفال تشكل بداية طريق الحفاظ على هذه الثروة، لذلك تدعم استراتيجيات الإمارة التوجه الوقائي والصحي لأنماط الحياة من خلال مبادرات التحفيز التي تطلقها مؤسسات الشارقة، وكثيرة هي المبادرات الصحية التي كانت الشارقة سباقة فيها على مستوى المنطقة، وكثيرة كانت إيجابية نتائجها على مجتمع الإمارات».وختمت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، كلمتها بالقول: «تستثمر الأمم في أبنائها، فيردون الجميل من خلال العمل على حمايتها وازدهارها، ونحن اليوم نجتمع لتسخير مواردنا لنقدم من خلالها لأبنائنا طفولة جميلة وصحية وسعيدة، تؤسس لمستقبل صحي في ثقافته ووعيه وعلاقاته، مستقبل يحمل لنا ولهم كل ما نتمناه من خير». عشرين عاماً على تأسيس «أصدقاء مرضى السرطان» من جانبها، أكدت سوسن جعفر، رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان، في كلمتها، أن استضافة الشارقة لمنتدى الأمراض غير المعدية للأطفال واليافعين، يعكس حرص صاحب السمو حاكم الشارقة، وقرينته، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، على صحة وسلامة الإنسان وحيوية المجتمع واستقراره. وتابعت: «بعد أن كان للشارقة السبق في تنظيم المنتدى العالمي الأول لتحالف منظمات الأمراض غير المعدية، في العام 2015 الذي حمل اسم (المناصرة والمسؤولية تجاه الأمراض غير المعدية)، الذي أعقبه تنظيم دورته الثانية في العام 2017 تحت مسمى (تسريع وتيرة مكافحة الأمراض غير المعدية وإحداث فرق في2018)، ها هي الإمارة الصديقة للأطفال واليافعين، تبادر كعادتها دائماً وتطلق أول منتدى عالمي يناقش الأمراض غير المعدية للأطفال واليافعين».وأضافت: «يصادف هذا العام مرور عشرين عاماً على تأسيس جمعية أصدقاء مرضى السرطان.. عشرين عاماً من العمل على توعية المجتمع المحلي والإقليمي بكيفية الوقاية من أمراض السرطان ومكافحتها عبر سلسلة من النشاطات الدورية، والمبادرات التي تدعم هذا الهدف، عشرين عاماً عملنا خلالها على تقديم العلاج والدعم النفسي للمرضى وعائلاتهم، وعززنا فيها شراكتنا مع مؤسسات الدولة ليكون الوعي بسبل الوقاية جزءاً من الثقافة ثقافة الأفراد والمجتمع».وأكدت سوسن جعفر، أن تنظيم منتدى الأمراض غير المعدية للأطفال واليافعين الأول من نوعه عالمياً، يعد استكمالاً لجهود الجمعية في مكافحة سرطان الأطفال، لافتة إلى أن الجمعية تسعى من خلاله إلى تحقيق جملة من الأهداف والغايات، كاشفة عن أنه سيبحث في تأثير العوامل غير الطبية في إصابة الأطفال بالأمراض غير المعدية، وفي مقدمتها دور الأسرة في توفير بيئة صحية، ووضع أجندة تهدف إلى تعزيز الاستجابة الوطنية للأمراض غير المعدية التي تتمحور حول التغذية، والنشاط البدني. 40 مليون يموتون سنوياً بسبب الأمراض غير المعدية وكشفت الدكتورة ميشيل فارمر، رئيس تحالف الأمراض غير المعدية للأطفال، عن الإحصاءات التي تشير إلى أن ما يزيد على 40 مليون يموتون سنوياً بسبب الأمراض غير المعدية، من بينهم أكثر من 1.5 مليون من الأطفال والمراهقين والشباب، ما يستدعي منا جميعاً القيام بإجراءات شجاعة وجريئة للحد من هذه الوفيات، ونحن نجتمع هنا اليوم لنتبادل الأفكار حول سبل الوقاية من الأمراض غير المعدية، وطرق التدخل المبكر لخفض عدد الوفيات الناجمة عنها، لا سيما وأن هناك العديد من الحلول العملية التي يمكنها أن تسهم في تحسين نوعية الحياة للمصابين بهذه الأمراض وأسرهم.وأكملت فارمر: «ونحن نركز على الأمراض غير المعدية لابد أن نأخذ في الاعتبار الظروف المعيشية وأنماط الحياة غير الصحية التي تؤدي إلى الإصابة بهذه الأمراض على صعيد الأسرة، والمجتمع، حيث ينبغي لنا أن نسلط الضوء على كيفية تأثير هذه الظروف في حياتنا اليومية، ونطرح الأسئلة حول أنماط حياتنا وممارساتنا اليومية، سواء في مكان العمل، أو البيئة المحيطة بنا، من أجل التعرف إلى الأسباب والظروف المرتبطة بأنماط المعيشة والممارسات الحياتية اليومية ومدى تأثيرها في الصحة بشكل واسع النطاق».وبعد الجلسة الافتتاحية، شهدت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، أولى جلسات المنتدى التي جاءت تحت عنوان «الأمراض غير المعدية كقضية عائلية»، شارك فيها كل من الناجية اليافعة فيكتوريا واتسون، محلل سياسات صحية في المركز الأمريكي للصحة والمساواة بين الجنسين في العاصمة الأمريكية واشنطن، والناجي سيدني تشاهونيو، رئيس مجلس مؤسسة الأمل لمكافحة سرطان الأطفال في كينيا، ووندو بيكلي، معلم سابق وأب لطفل إثيوبي توفي بالسرطان، والدكتورة زيبورا علي، طبيبة في مستشفى كينيا ومختصة رعاية صحية بمجلس الرعاية الصحية، وأدارت الجلسة الدكتورة ابتهال فاضل، الرئيس المؤسس للتحالف الإقليمي لمنظمات الأمراض غير المعدية في منطقة شرق المتوسط.وناقشت الجلسة حزمة من المواضيع، من بينها اليافعون والأمراض غير المعدية، وصعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية، وتحديات العائلة والمجتمع، ورأي الأسر بخصوص أثر الأمراض غير المعدية في أفراد العائلة، ومقدمي الرعاية الصحية وحلول الأمراض المزمنة والمعقدة، كما بحثت في العوامل والتحديات التي تؤثر في العائلات التي تتعامل مع الأمراض غير المعدية، وتقييم الحلول الخاصة بذلك. تجارب حية واستعرضت الناجية اليافعة فيكتوريا واتسون، تجربتها مع الإصابة بالسرطان الذي اكتشفته بعد ظهور ورم في يدها، وأشارت إلى تجربتها مع العلاج والدعم الطبي الذي وجدته والذي ساهم بشكل كبير في تماثلها للشفاء، ولفتت واتسون إلى التغير الكبير الذي طرأ على حياتها بعد إصابتها بالسرطان، حيث باتت تزور المستشفى باستمرار لإجراء الفحوص وتلقي العلاج، مؤكدة على أهمية الدعم الأسري للطفل المصاب بالسرطان، إلى جانب تقديم الرعاية الطبية.من جانبه، قال وندو بيكلي: «كنت أعمل في مجال التدريس، وتركته بسبب السفر إلى الولايات المتحدة بعد إصابة طفلي الصغير بالسرطان، حيث غادرنا إلى هناك لتلقي العلاج، ولكن لم يكتب لطفلي النجاة وتوفي متأثراً بإصابته بالسرطان، وبعدها وجدت أن أفضل شيء لتخليد ذكراه هو تأسيس منظمة خيرية لدعم أطفال السرطان في إثيوبيا، ما دفعني للعمل في وظيفتين في آن واحد، الأولى كانت في شركة كبرى، والثانية هي الإشراف على توفير العلاج للأطفال المصابين مجانا في منزلي».من جهته، قال الناجي سيدني شاهونيو: «تم تشخيص إصابتي بالسرطان وأنا في عمر التاسعة عشرة، خضعت بعدها للعلاج الكيميائي، وبعد شفائي قررت إنشاء مؤسسة الأمل لمكافحة سرطان الأطفال في كينيا، التي نقدم من خلالها الدعم الطبي والمعنوي لأطفال السرطان، ونبعت أهمية هذه المؤسسة من كون أن هناك أكثر من 50% من السكان في كينيا لا يستطيعون تحمل تكاليف علاج السرطان الباهظة، لا سيما وأن هذا النوع من العلاج ليس بالمجان هناك، وقد نجحنا بفضل تبرعات الخيرين في مساعدة الكثير من الأسر وتقديم الدعم لأطفالها المصابين حتى تحقق لهم الشفاء التام، وما زلنا نواصل الرحلة.بدورها، تحدثت الدكتورة زيبورا علي، عن أهمية تقديم الدعم المعنوي والنفسي للأسر التي يعاني أطفالها السرطان، لافتة إلى أن المجتمع لا يزال يركز ويتعامل بشكل أساسي مع المرض، بينما يقل الاهتمام بالآثار التي يتركها في أفراد الأسرة، ومن خلال سردها لقصة إحدى المصابات أكدت زيبورا علي، أن العائلات تعاني كثيراً خلال رحلة علاج أطفالها المصابين، ودعت إلى تقديم مزيد من الدعم إليهم حتى ينجحوا في تجاوز هذه المرحلة من حياتهم.وسبق الجلسة الافتتاحية للمنتدى عقد جلسة نقاشية حملت عنوان «البوابة الإلكترونية لمنظمة الصحة العالمية وأهدافها»، شارك فيها كل من جاك فيشر، وسميرة حسن، وسلطت الجلسة الضوء على المميزات الرئيسية للبوابة الإلكترونية وكيف يمكن استخدامها لدعم قادة المستقبل من اليافعين على مستوى محلي، وعالمي.وتحتوي «البوابة الإلكترونية لمنظمة الصحة العالمية» على معلومات مستفيضة عن الأمراض غير المعدية، ومعلومات وإحصاءات حول هذه الأمراض في كل دولة، وتهدف البوابة إلى تشجيع كل فئات المجتمع، من أفراد ومؤسسات ومنظمات مجتمع مدني وأكاديميين، على مشاركة المعلومات حول الأمراض غير المعدية، وتبادل وجهات النظر حولها من خلال نقشات افتراضية توفرها البوابة. توسيع دائرة الاهتمام يأتي تنظيم «منتدى الأمراض غير المعدية للأطفال» في إطار الجهود التي تبذلها جمعية أصدقاء مرضى السرطان الرامية إلى مكافحة المرض بشكل عام وتعزيز مساعي القضاء عليه، كما يأتي استكمالاً لعدد من المنتديات والمؤتمرات كانت نظمتها الجمعية خلال الأعوام الماضية، وهدفت من خلالها إلى توسيع دائرة اهتمامها ونطاق بحثها في الأمراض غير المعدية.  5 قواعد للحد من الأمراض طرحت سمو الشيخة جواهر خلال مشاركتها في المنتدى، خمس قواعد يمكن أن تكون اللبنات الأساسية لأي خطة عمل هدفها الحد من تداعيات الأمراض غير المعدية على الأطفال، وهي: ** القاعدة الأولى: التي قد ترسي ملامح هذا الإطار تبدأ من تفعيل دور العائلة، لافتةً إلى أن تثقيف العائلات بأهمية غرس مسلكيات صحية لدى أبنائهم، تساهم في تعزيز سياسات الوقاية العامة، وتعريفهم بأنواع الأمراض التي تستنزف المجتمعات وتكلفها ** القاعدة الثانية: تتعلق بالمؤسسات الأكاديمية، حيث تعتبر مسؤولة بشكل مباشر عن تأسيس ثقافة الأطفال، وتحديد أنماط حياتهم، ما يجعل من شراكتها في غاية الأهمية لإنجاح أي خطة أو سياسة وطنية وعالمية لمكافحة مسببات الأمراض غير المعدية. ** القاعدة الثالثة: هي المؤسسات الاجتماعية التي لها تأثير كبير في تشكيل ثقافة المجتمع وتوعيته بمخاطر الأمراض غير المعدية، من خلال إطلاق المبادرات وتصميم حملات التوعية ورعاية الفعاليات الوطنية التي تحافظ على بقاء المجتمع متنبهاً ومراقباً لسلوك أفراده الصحية.وعلى محور القاعدة الثالثة، علقت سموها: «اهتمت الشارقة بإطلاق مبادرات وتأسيس عدد من المؤسسات التي تُعنى بالمصابين بالأمراض غير المعدية، كجمعية أصدقاء مرضى السرطان، وجمعية أصدقاء مرضى الكلى، وجمعية أصدقاء السكري، وأصدقاء مرضى التهاب المفاصل. تلك جمعيات أُنشئَت لتقديم الدعم اللازم للمرضى حرصاً منا على مساندتهم وتقديم العون لهم للتعامل الأمثل مع المرض وأعراضه».وتابعت سموها: «كما تم إنشاء إدارة التثقيف الصحي عام 2008 التي بدورها تقوم بتوعية أفراد المجتمع بكافة فئاته حول الصحة العامة ومخاطر الأمراض وسبل الوقاية منها. حيث شملت تلك الحملات أنشطة عدة لتوعية العائلات والأطفال في مدارس الإمارة، وتستمر في نشر الوعي عبر تنظيم مبادرات مجتمعية متنوعة بالشراكة مع أفراد المجتمع والمؤسسات الصحية الأخرى، ومستشفيات الإمارة، بهدف ترك أثر صحي إيجابي في المجتمع، وخلق بيئة توعوية لهم، تمكن المريض وعائلته من التعايش مع كل مرض، والإلمام بالطرق العلاجية الصحيحة، وهذا ما تهدف إليه إدارة التثقيف الصحي والجمعيات الداعمة للصحة». ** القاعدة الرابعة: هي المؤسسات الرسمية التي يقع على عاتقها وضع الخطوط المفصلة لخطة عمل وطنية مستمرة ومرتبطة بمدة زمنية معينة، إلى جانب مساهمتها في دعم ورعاية الأبحاث والدراسات العلمية، ووضع أسس لمراقبة ومتابعة تقدم الأمراض أو تراجعها. ** القاعدة الخامسة: بينت سموها أنها تتمثل في التركيز على تطوير ثقافة ونظم الرعاية التلطيفية للأطفال المصابين، وتدريب كوادر متخصصة للتعاطي مع هذه الحالات ومد الأهالي بالمعلومات والإمكانات اللازمة للتعامل مع أطفالهم المصابين، وتمكينهم من تحمل أعباء المرض النفسية والمعنوية.

مشاركة :