الشارقة: «الخليج» أكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة «مؤسسة القلب الكبير»، المُناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن العمل الإنساني، الذي تقوم به «مؤسسة القلب الكبير»، ينطلق من الحق الطبيعي لكل إنسان في العيش الكريم، والوصول إلى ما يحتاج إليه من غذاء ومأوى وعلاج وتعليم واستقرار اجتماعي، ومن حقه بالعمل والإنتاج والشراكة، ومن حقه بالشعور بالانتماء للمجتمع وللهوية الإنسانية؛ أُسوةً بِغَيره دون تهميش أو استثناء.جاء كلام سمو الشيخة جواهر بنت محمد، ضمن رسالة مُسجلة تم بثها خلال حفل نظمته «مؤسسة القلب الكبير»، مساء أمس الأول (الأحد) في قصر السيف، وكرّمت فيه شركاءها على دعمهم المستمر لمشاريعها الإنسانية، دعماً للاجئين والمحتاجين في جميع أنحاء العالم. وحضر الحفل، الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس «مجلس الشارقة للإعلام»، المبعوث الإنساني ل«مؤسسة القلب الكبير»، ومريم الحمادي، مدير «مؤسسة القلب الكبير»، ونورة النومان عضو مجلس الأمناء في مؤسسة ربع قرن، ورئيسة المكتب التنفيذي لقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، وإرم مظهر علوي مستشار أول في المكتب التنفيذي لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، إلى جانب نخبة من رجال الأعمال والمسؤولين وممثلي وسائل الإعلام المحلية. فرسان الواجب وأضافت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي: «لكي ترى هذه الحقوق النور، وتبعث الأمل في قلوب مئات الآلاف من البشر حول العالم؛ فهي بحاجةٍ إلى فرسان الواجب، وصنّاع الخير والفرح، وإلى المؤمنين بأن العطاء والأخوة الإنسانية هما أسمى معاني الوجود، ومن دون تكريسهما في خدمة المحتاجين، وترجمتهما إلى أفعال ذات أثرٍ في الإنسانية، يُصبح حل أزمات العالم مستعصياً».ووجهت سموها تحية شكر وتقدير إلى كل الشركاء والداعمين ل«مؤسسة القلب الكبير»، وقالت: «شكراً لكم جميعاً؛ لأنكم من خلال دعمكم ل«مؤسسة القلب الكبير»، تركتم أثراً إيجابياً في حياة أكثر من مليون إنسان ممن تعاني أوطانهم أزمات متفرقة، فكنتم أنتم سنداً لهم في محنتهم، ولبيتم واجبكم الإنساني في مد يد العون لأخيكم الإنسان أينما كان دون تمييز، وأثبتم أن العطاء فعل مستدام الأثر، وأن السعادة الحقيقية هي الشراكة فيما وهبنا الله». سلطان قدوة العطاء من جانبه، أكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، أن الشارقة اتخذت العطاء نهجاً وعملاً متأصلاً، وفق توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، قدوة العطاء الإنساني، وداعم مبادراته وفعالياته، مشيراً إلى الجهود الكبيرة لقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة «مؤسسة القلب الكبير» في ترجمة قيم العطاء، وإعادة البسمة والأمل للكثيرين في مختلف أرجاء العالم؛ من خلال مبادرات المؤسسة الإنسانية والخيرية، التي تستهدف مختلف بقاع العالم بلا حدود أو تمييز.وأضاف: «يشكل العطاء مرتكزاً رئيسياً للبقاء والرضا عن النفس، وإعادة بث الأمل وبناء المستقبل. والقيمة الأكبر للعمل الإنساني ليست في توفير احتياجات شخص ما يعاني ظروفاً صعبة فحسب؛ بل في قدرته على بناء ثقافتنا، وتشكيل وعينا، والارتقاء بمشاعرنا تجاه الآخرين».وأكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، أهمية دور العمل الإنساني في تعزيز قيم المحبة والأخوة الإنسانية داخل المجتمعات، التي ينطلق منها العمل الإنساني، مشيراً إلى أن انتشار هذه الثقافة كفيل بتحييد أسباب الأزمات، وإنقاذ الشباب من الفكر المتطرف، ودفعهم باتجاه الانحياز الإيجابي للضعفاء والضحايا، وتعزيز التعاون الاجتماعي الدولي في مواجهة التحديات المشتركة. مهمة جماعية ودعا المبعوث الإنساني ل«مؤسسة القلب الكبير» إلى أن تكون خدمة الإنسانية، مهمة جماعية يتقاسم الجميع مسؤولياتهم، ويعبرون عن إرادتهم، ويمارسون أدوارهم، التي ترتقي بهويتهم، وتعزز فيهم شعور الانتماء للأسرة الإنسانية الواحدة، مشيراً إلى أن العمل الإنساني مسؤولية الجميع، ولكي يستمر؛ لا بد من تعاونهم ودعم جهود الخير، ونشر قيمه وثقافته.ولفت الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي إلى مبادرات «مؤسسة القلب الكبير»، وجهودها في نشر قيم العمل الإنساني، ونشر ثقافته؛ لدعم الضعفاء والمحرومين وضحايا النزاعات، لتعيد الأمل في نفوسهم، وتجدد طموحهم بالحياة، وبناء المستقبل، معرباً عن شكره لجميع الداعمين لمبادرات المؤسسة وأعمالها الإنسانية، ومشيراً إلى أن استدامة العطاء الإنساني مرتبطة بشراكات مؤسسات وجهات القطاعين العام والخاص والأفراد في دعم الجهود الإنسانية الدولية. نجاحات منذ الانطلاق وفي كلمتها خلال الحفل، أشارت مريم الحمادي إلى أن الهدف من تنظيم هذا الحفل؛ هو تأكيد أن ما حققته «مؤسسة القلب الكبير» من نجاحات منذ انطلاقها وحتى اليوم، لم يكن نتاج فريق عمل المؤسسة وحسب، وإنما كان ولا يزال نتاج قلوب بيضاء، آمنت برسالة المؤسسة وتبنت رؤيتها، والتزمت بواجبها الإنساني تجاه المحتاجين، واللاجئين، ومتضرري الحروب والنزاعات. وأضافت الحمادي: «أهم ما في العمل الخيري هو تكاتف المجتمعات حوله؛ ليكون له تأثيره الكبير والعميق على ثقافة وممارسة كل فرد، ولا يمكن لأي عمل خيري أن ينجح من دون تعاون الجميع من الأفراد والمؤسسات على أهدافه النبيلة، ونحن في الشارقة علمتنا بلادنا وقيادتنا أننا أبناء عائلة إنسانية كبيرة، ومصاب أحد أفرادها في مختلف بلدان العالم هو مصابنا، ومن هذه الثوابت، انطلقت «مؤسسة القلب الكبير»، يوم بدأت كمبادرة تحت عنوان: (سلام يا صغار)؛ لتقدم المساعدة لأطفال فلسطين الرازحين تحت الحصار». لصالح الفقراء والمحتاجين وأكدت الحمادي أن أهم ما يميز «القلب الكبير» يتجسد في أنها تعد من المؤسسات القليلة في العالم، التي توظف التبرعات، التي تتلقاها بشكل كامل لمصلحة الفقراء والمحتاجين واللاجئين بدون أي اقتطاع؛ إيماناً منها بأن قيمة العمل الخيري تتجلى في الإيثار؛ بحيث ينتفع منه المحتاجون إليه.وكشفت الحمادي أنه في كل يوم هناك طفل أو فتاة أو سيدة أو لاجئ يستفيدون من تبرعات شركاء القلب الكبير، في التعليم والصحة، وغيرها من القطاعات المهمة، مؤكدةً أن عام 2018 وحده، شهد تقديم المؤسسة مساعدات تنموية خارجية بقيمة 58 مليون درهم، شملت أكثر من مليون فقير ولاجئ حول العالم. وتابعت: «ومن هنا جاءت مشاريعنا في بناء المستشفيات وترميمها كما في بنجلاديش، وفي إنشاء مصنع للألبسة في مصر، أو بناء مدرسة للفتيات في باكستان، ومدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة في فلسطين، وإنشاء عيادة القلب الكبير في الأردن، وغيرها الكثير؛ حيث شكلت هذه المشاريع إضافة نوعية إلى مقومات التنمية المستدامة في تلك الدول؛ من خلال توفير فرص عمل، وزيادة الإنتاجية، وتطوير البنى التحتية المطلوبة لازدهار المجتمع». وتوجهت الحمادي باسم جميع المسؤولين والعاملين في «مؤسسة القلب الكبير»، بالشكر لكل الشركاء والداعمين للمشاريع الإنسانية ل«مؤسسة القلب الكبير».وشمل التكريم العديد من المؤسسات والدوائر والشخصيات، التي ساهمت ودعمت القلب الكبير؛ ومن بينها: محمد خلف مدير عام «هيئة الشارقة للإذاعة والتليفزيون»، وطارق علاي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة.
مشاركة :