لبنان.. مشهد مثقل بالضغوط ومخاوف من التداعيات

  • 3/27/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مع بدء انحسار العاصفة التي أحدثتها زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى لبنان، أطلّ الحدث الإقليمي الخطير، ‏المتمثل في اعتراف الإدارة الأميركية رسمياً بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، حاملاً في طياته الخشية من تداعياته الإقليمية. ومن موسكو، ندّد الرئيس اللبناني ميشال عون، بقرار واشنطن، بإعطاء الحقّ لإسرائيل بضمّ الجولان. وسواء كانت مفاعيل زيارة بومبيو إلى بيروت انتهت مع لحظة مغادرته بيروت، بعد أن أدّت أغراضها في إظهار الدعم الأميركي لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في معركته الانتخابية، أو أنه لا يجوز تجاهل التحذيرات الأميركية التي حملتها الزيارة، لأنّ فيه مغامرة لا يمكن التكهّن بنتائجها، فإنه وفي كل الأحوال، لابدّ من انتظار ما ستحمله الأيام وربما الأسابيع المقبلة، من تطورات لاستكشاف الأهداف الحقيقية من الزيارة والمواقف التي أطلقها بومبيو ضدّ حزب الله وإيران. ولعل الثابت أنّ الوقت الذي أمضاه بومبيو، مع الحشد الدبلوماسي المرافق، والشخصيات الرسمية والسياسية والوزارية، كلّها عناصر دلّت على أمر واحد، يتمثل في قرار أميركي باستعادة الساحة اللبنانية، ليس من خلال التعايش مع المحور المناوئ برئاسة إيران، بل تصفية الحسابات معها، فيما الجديد في الموقف الأمريكي، النبرة العالية والتعابير المستخدمة، والتي تميّزت بحدّة من مغبة أن يدفع لبنان ثمناً باهظاً حال سمح لإيران وحزب الله بتخريب المشهد. ووفق ما ترى مصادر مطلعة فإنّ زيارة بومبيو أتت تحت حدّين: الحدّ الأدنى، وهو تكرار الرسائل التحذيرية نفسها من مشروع حزب الله التوسّعي في السلطة والاستفادة من الأموال الدولة، في موازاة حضّ الحلفاء على التوحّد قدر الإمكان خلف مشروع المواجهة الأمريكية في المنطقة، فيما الحدّ الأقصى، الذهاب إلى تطبيق التهديدات السابقة التي توالت على بيروت خلال العامين الماضيين، لتوسيع لائحة العقوبات الأميركية، لتشمل حلفاء الحزب وأصدقاء له وتطال مسؤولين كباراً في الدولة ووزراء وشخصيات وازنة. ولم تستبعد المصادر نفسها وجود حد ثالث غير مرئي، قد تكون له علاقة مباشرة بالاكتشافات النفطية في المياه الإقليمية اللبنانية، جنباً إلى جنب مع السعي الأميركي إلى إيجاد حل لترسيم الحدود النفطية البرية والبحرية مع إسرائيل. في هذه الأجواء، حمل عون إلى موسكو ملفّ المخاطر الإقليمية، من إعادة النازحين السوريين، إلى حماية حقوق لبنان في نفطه وغازه من أطماع إسرائيل، وصولاً إلى إشراك موسكو في مشاريع إنمائية.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :