كلمة الشيخ راشد بن عبدالله حول تعزيز الانتماء الوطني

  • 3/28/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أكثر ما استوقفني خلال حضوري تدشين الخطة الوطنية لتعزيز قيم الولاء والانتماء الوطني، هو ما ورد في كلمة وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، فقد كانت الكلمة التي تفضل بها في هذا الحفل، عميقة وذات دلالات كبيرة، كما انها مست المشاعر الوطنية لكل بحريني ينتمي إلى هذه الارض، ويحب ترابها وأهلها وقيادتها، وشرعية الحكم فيها. فقد قال الشيخ راشد بن عبدالله في مفاصل من كلمته القوية: «الوطن ليس حيزا جغرافيا نعيش فيه فحسب، بل هو تاريخ المواطن وجذوره ومخزونه الثقافي وهوية وجوده وان تعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة ليست مفاهيم وجدانية الشعور والمعنى بل انها الضمانة الاساسية لتحقيق الاستقرار الوطني». وفي مفصل آخر للكلمة قال وزير الداخلية: «ان من أهم الاسباب الموجبة التي دفعتنا لإعداد هذه الخطة الوطنية، اولا توجيهات سيدي جلالة الملك المفدى من خلال الخطابات السامية في العديد من المناسبات الوطنية التي نستخلص منها الحكمة والرؤى في تعزيز الانتماء الوطني». وفي مفصل آخر قال الشيخ راشد بن عبدالله: «كانت البحرين ومازالت اعمق من فكرة الارض والمكان، بل هي شرعية القيادة والتاريخ والمنجز والانسان فهويتنا الوطنية البحرينية غنية بالقيم والعادات الموروثة من الآباء والاجداد». وختم وزير الداخلية كلمته بفقرة هامة جدا قال فيها: «اود التأكيد على ان الانتماء والولاء للبحرين بقيادة جلالة الملك المفدى، ليس نصا يحتمل التأويل ويختلف حوله التفسير فالولاء والانتماء هوية وجود وقدوة حية تعيش في النفوس قبل النصوص، والمواطن البحريني شامخ بوطنه معتز بقيادته ومفتخر بهويته البحرينية العروبية الإسلامية». كانت هذه وقفات مفصلية في خطاب الشيخ راشد بن عبدالله وزير الداخلية بمناسبة تدشين الخطة الوطنية لتعزيز قيم الولاء والانتماء الوطني. وللحقيقة يظهر بجلاء ان هناك اليوم من لديهم اما ازدواجية الانتماء، واما الانفصال عن الواقع الوطني، بحيث يأخذ البعض كل ما تعطيه الدولة من خدمات وامتيازات ويطالب بالمزيد، لكن الولاء عنده إلى جهات اخرى، والانتماء ليس للوطن وشرعية الحكم فيه، وانما لجهات اخرى معروفة. حين تطرقنا في عمق ازمة 2011 الى ان هناك اخطاء ارتكبتها الدولة أوصلتنا إلى هذا المنعرج الخطير (احداث فبراير إذ ذاك) ذلك ان هناك خطرا واضحا متجسدا امام الجميع، يقوم بشكل ممنهج بعملية كبيرة للاستيلاء على الدولة ومقدراتها وتدمير اقتصادها كل (عشرة اعوام). وهذا الامر لا ينبغي ان يتكرر مرة اخرى، بعد عشرة اعوام من احداث 2011. حين فتحت كتيب مشروع الخطة الوطنية اطلعت على ما ورد فيه، وكان من ضمن التحديات عنصر مهم يكاد يكون اخطر عنصر مسبب للانفصال عن الوطن وقيادته، الا وهو تغذية العقول والنفوس للناشئة في الاماكن الدينية، فيكبر الطفل ويصبح شابا وقد ترسخت في عقله كل ما تم تغذيته في تلك الاماكن، وبالتالي يصبح اداة جاهزة للاستخدام من قبل من يصدر توجيها دينيا للقضايا الوطنية والسياسية. هذا في تقديري من اخطر الامور التي تعاني منها البحرين، ومع كامل تقديري لجهود الدولة فقد عجزت حتى الساعة عن ان توقف هذا الامر، أو ان تجعل الاماكن الدينية تحت سلطتها كما هو في دول متقدمة في أوروبا، وحتى الدول العربية، أو بتوصيف دقيق، جعلت بعض الاماكن الدينية تحت سلطتها، ولم تستطع حتى الساعة ان تجعل اماكن اخرى تحت سلطتها على الرغم من كل الذي مررنا به من حوادث تاريخية كل عشرة اعوام. خروج هذه الاماكن عن سلطة الدولة، ووجود تمويل لها من جهات معروفة للدولة، هو اخطر ما يهدد الانتماء الوطني وقيم المواطنة والانتماء للبحرين وقيادتها الشرعية. الخطة الوطنية مشروع طيب، ويصب في معالجة بعض الامور الحساسة جدا، غير ان من دون ان يتم زرع الشقاق والانفصال عند الدولة والذي تمارسه الاماكن الدينية، فإن هذه الخطة من الصعب ان تعالج الامور بعد ان ترسخت في عقول ووجدان الاطفال والشباب ما يزرع في الاماكن الدينية من ايغال الصدور على المجتمع والدولة وحكامها..! لا يقلل من اهمية هذه الخطة الوطنية ابدا ما نطرح، لكننا في هذا التوقيت من عمر الدولة الحديثة بقيادة جلالة الملك حفظه الله ورعاه نطرح الامور على حقيقتها وبصورتها الواقعية ونحن ابناء هذا البلد ونعلم ماذا يجري فيه. للأمانة فإن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية يقوم بجهود كبيرة في وزارة ذات وزن ثقيل جدا، ونحمد الله حمدا كبيرا على نعمة الاستقرار والامن والامان، فلم يكن هذا ليحدث من بعد توفيق الله سبحانه، الا بجهود كبيرة ومخلصة من رجال الامن والمسؤولين الكرام في وزارة الداخلية. لا يوجد أهم واعز من الامن والاستقرار، هو اساس للحياة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان.

مشاركة :