الدوحة - الراية : أكدت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر، أن افتتاح متحف قطر الوطني يأتي في لحظة تاريخيّة بعد عقد كامل من العمل الشاق والجهد الدؤوب، ما ساعد في بناء الكثير من العلاقات والصداقات مع الكثير من الأشخاص هنا في قطر وفي كثير من بقاع العالم. وقالت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني خلال مؤتمر صحفي على هامش افتتاح المتحف: لم نقيّد خيالنا خلال هذه السنوات وأطلقنا العنان أملاً أن يرى كل زائر لهذا المكان من داخل قطر أو خارجها ما تتوقعه نفسه. كما رحّبت سعادتها بضيوف متحف قطر الوطني، منوّهة في الوقت نفسه إلى أن الزائر يقوم برحلة عبر تاريخ قطر منذ القدم وصولاً إلى قطر الحديثة بتنوّعها وحيويتها وانفتاحها على العالم، حيث تتجاور القطع والتحف التي تعود إلى عصور سحيقة مع مقتنيات عصرية وحديثة تزداد تألقاً وعراقة في صالات العرض التفاعلية المبهرة التي وضعنا تصوّرها مع سعادة الشيخة آمنة بنت عبدالعزيز بن جاسم آل ثاني مديرة متحف قطر الوطني وفريقها وأعضاء أمناء متاحف قطر والخبراء من جامعات عديدة في دولة قطر وخارجها. الأصالة والمعاصرة وأوضحت سعادة رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر، أنه في رحاب متحف قطر الوطني، تتعانق قطر الأصالة مع قطر المعاصرة في كل معاني الكلمة في هذا المبنى المذهل الذي صممه المهندس جان نوفيل في إبداع ومهارة فائقة على قصر الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني الذي تم إعادة ترميمه. وأكدت سعادتها أن جذور الإنسان القطري ضاربة في التاريخ. ولكن دولتنا ما زالت دولة فتيّة، لهذا ليس بمستغرب عليها عند بناء متحفنا الوطني أن تحلق بعيداً عن نماذج المتاحف القديمة، وأن تبني صرحاً يتحدّث بلغة الحاضر والمستقبل. وفي ذات السياق، أشارت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، إلى أن القائمين على المتاحف الدولية في القرن التاسع عشر، اعتادوا على اعتماد استراتيجي بجمع المقتنيات.. أما نحن فنؤمن أن متاحف القرن الحادي والعشرين تعتمد على طريقة أكثر إبداعاً وتتحول من مجرد مكان لحفظ المقتنيات والمعروضات إلى منصة لبناء العلاقات وفتح آفاق الحوار، منوّهة إلى أن الزائرين سيجدون هذه الرؤية مطبقة في متحف قطر الوطني في عدد من فضاءاته مثل الحديقة والقاعات التعليمية وبرامج المتحف المصممة للتواصل مع كل الفئات والثقافات. أغراض تعليمية كما أبرزت أنه تمّ التركيز على إعداد المدرسين لاستخدام المتحف والمتاحف لتدريس المواد كلها من رياضيات وتاريخ وجغرافيا في المعارض وفي صالات متحف قطر الوطني، حيث نشهد اليوم حدثاً فريداً يجتمع فيه معماريون ومديرو المتاحف ومبدعون في مجال التصميم وقياديون في العمل الخيري من قطر والمنطقة ودول العالم، ومشاركة هذه النخبة في سلسلة مكثفة من الجلسات النقاشية وغيرها من الفعاليات العامة ليجعل افتتاح متحف قطر الوطني حدثاً لا يُنسى. متحف تفاعلي من جهتها، قالت سعادة الشيخة آمنة بنت عبدالعزيز بن جاسم آل ثاني، مديرة متحف قطر الوطني في المؤتمر الصحفي: بعدما أمضينا أكثر من عقد من التخطيط والتنفيذ في بناء هذا الصرح شكلاً ومضموناً، يسرّنا ببالغ الفخر أن نرحب بالشعب القطري وضيوفنا من جميع أنحاء العالم في هذا المتحف التفاعلي المثير الذي يقدّم للزائر تجربة متعدّدة المستويات. وأضافت الشيخة آمنة بنت عبدالعزيز آل ثاني قائلة: منذ اللحظة الأولى، أدركت متاحف قطر ومعها فريق متحف قطر الوطني ضرورة تقديم تجربةٍ حيَّة لشعبنا متحف له قلب ينبض بالحياة. ومن ثم، أنشأنا صالات عرض مفعمة بالحركة والصوت والألوان تستولي على ألباب الجمهور وتدفعه للانغماس فيها بحواسه وعواطفه وذهنه. وقد بنينا محتوى إبداعياً وأصيلاً شديد الثراء سيجد معه الزائر شيئاً جديداً في كل مرة يرتاد فيها المتحف. والآن حان وقت الاكتشاف. صالات العرض وتابعت: في سبيل التوصّل لفكرة الشكل الذي نريد أن تأخذه صالات العرض، زرنا مؤسسات مختلفة حول العالم، واستكشفنا أفضل أساليب عرض التاريخ والتاريخ الطبيعي والفنون تطورًا وجذبًا للجمهور. ولإنشاء محتوى المتحف، بدأنا في تنظيم اجتماعات مع الجمهور، ودعونا القطريين ليشاركونا قصصهم وما لديهم من مقتنيات يمكن عرضها في المتحف. وسألناهم عن أكثر ما يرغبون في رؤيته وسماعه في متحف قطر الوطني. التقينا معهم 12 مرة في جلسات حضرها أكثر من 400 قطري. وخرجنا من هذه الجلسات بكم هائل من المعلومات عن الحياة في قطر، ثم ترجمنا هذه المعلومات لاحقًا في شكل محتوى يمثل جوهر محتوى متحف قطر الوطني. جدير بالذكر، أن متحف قطر الوطني، يروي قصة دولة قطر منذ نشأتها الجيولوجية قبل ملايين السنين إلى الوقت الحاضر في شكل رحلة زمنيّة يخوضها الزائر عبر 11 صالة عرض تمتدّ على مسافة 1.5 كيلومتر في مسارٍ متعّرِج. وتتميّز كل صالة بشخصيتها المستقلة وبيئتها المتكاملة، إذ تروي كل واحدة فصلًا من فصول قصة قطر عبر مزيج مميّزٍ من الوسائل المختلفة تتنوّع بين الموسيقى والشعر والمرويات التاريخية والروائح المثيرة للذكريات والمقتنيات الأثرية والتراثية والأعمال الفنية المصممة خصيصًا للعرض في المتحف، إلى جانب الأفلام الفنية التي تُعرَض على جدران الصالات بأحجامها الهائلة، وغير ذلك من الوسائل. ويمنح المتحف صوتاً لدولة قطر للتعريف بتراثها الثري وثقافتها والتعبير عن طموحات شعبها، ويمثل مركزًا للاكتشاف والإبداع والتفاعل المجتمعي، ويُشكل منصة غنية بالفرص التعليمية المتنوّعة، ومنبراً تعزز قطر من خلاله رؤيتها الثقافية على الصعيد الدولي. ويقع في قلب متحف قطر الوطني المدهش، بمساحته التي تصل إلى 52.000 متر مربع (560.000 قدم مربعة)، القصر التاريخي - الذي أُعيدَ ترميمه - للشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني (1880-1957)، نجل مؤسس قطر الحديثة. وهو المبنى الذي كان يستخدم في العصور السابقة مسكنًا للعائلة المالكة ومقرًا للحكومة، وتحوّل لاحقًا لمبنى المتحف الوطني القديم، ثم أصبح الآن المحطة الختاميّة للزائر في رحلته داخل صالات العرض بالمتحف الجديد.
مشاركة :