واصل الكاتب الأميركي ديفيد ريابوي التركيز على المؤامرات القطرية في الولايات المتحدة، حيث ألقى الضوء على التحقيق الصحفي الخطير الذي قام به «أموال الدم»، وهو فيلم وثائقي يكشف تغلغل نظام الحمدين داخل دوائر صنع القرار في العاصمة واشنطن، عبر دفع رشاوى لمرتزقة وانتهازيين وعملاء مأجورين. وأوضح الكاتب الأميركي، أن الفيلم الوثائقي «أموال الدم» يركز على كيفية قيام قطر بتمويل جماعات الضغط والمنافذ الإعلامية ومراكز الفكر لتعزيز أجندتها في واشنطن على حساب الولايات المتحدة وحلفائها. كما يوضح كيف تعمل لعبة التأثير الأجنبي داخل منطقة صنع القرار في واشنطن، ويظهر ريابوي في الفيلم إلى جانب زميله الدكتور جيه مايكل والر، أستاذ الحرب السياسية وأحد خبراء عمليات المعلومات والتأثير. ويبدأ الفيلم الوثائقي بالتأكيد أن العديد من المراكز البحثية في واشنطن حصلت على عشرات الملايين من الدولارات خلال السنوات الماضية، مشدداً على أن الدعاية الإعلامية الأجنبية تحيط بالمواطنين الأميركيين من كل جانب. وقال الكاتب الأميركي في الفيلم، «واشنطن أصبحت ملعباً للمصالح الأجنبية، وضاعت مصالح الأميركيين، مضيفاً أن قطر تلعب هذه اللعبة القذرة بامتياز، حيث يمولون المراكز البحثية لوضع الأوراق السياسية التي تدعم ما يرغبون فيه ثم يمولون شركات المحاماة لمقاضاة الأشخاص الذين لا يحبونهم، بجانب تمويل الصحافة ووسائل الإعلام بأموال ضخمة. وعرض الفيلم الوثائقي المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس ترامب العام الماضي، والذي أقر فيه بأن قطر كانت ممولاً للإرهاب بشكل تاريخي. وقال الكاتب والصحفي ديفيد ريابوي، إن التمويل الأجنبي لدوائر صنع القرار الحكومية يفسد الديمقراطية الأميركية. وقال مايك سيرنوفيتش، صحفي ومخرج، في حديثه خلال الفيلم الوثائقي، إنه سأل جاك ذي سوبو، وهو مراسل لشبكة أميركان نيوز وضابط استخباراتي سابق وقام بتحقيقات مع سجناء في معتقل جوانتانامو وهو خبير في عمليات التأثير، عن السبب التركيز عن روسيا، وعدم الحديث عن قطر على سبيل المثال، وعمليات التأثير والنفوذ التي تقوم بها داخل الولايات المتحدة وعلى السياسة الخارجية الأميركية، حيث أجاب سوبو المال الذي يأتي إلى الولايات المتحدة، خاصة إلى دوائر صنع القرار، لا يأتي من روسيا إنما تأتي من قطر» موضحاً أن العديد من الأشخاص يذهبون ويحصلون على الأموال، ثم يكتبون مقالات ويجرون برامج تلفزيونية وينظمون حملات إعلامية للأميركيين. وأشار جاك إلى أسلوب عمل قناة الجزيرة القطرية وطريقتها في التضليل الإعلامي عبر وسائل التواصل الاجتماعي خاصة، وهي القناة التي أكد أنها ممولة بالكامل من قبل حكومة قطر، متسائلاً عن سبب ترديد الناس هذه الأكاذيب، ورد مايك سيرنوفيتش قائلاً إنه أبلغ صحفي سياسي أنه يعمل على كشف مؤامرات قطر، فأجابه «اللعنة من يدفع لك لتقوم بذلك؟!! فأجبته «لا أحد»، فقال لي إذا كنت تقوم بأي فيلم وثائقي يجب أن يكون أحد يدفع لك». ونقل الفيلم الوثائقي عن ديفيج باتريوس المدير السابق للاستخبارات الأميركية قوله، إن «الجزيرة» يتم استخدامها كمنبر من قبل المتطرفين، وقال ريابوي «لقد كانوا يتابعون الجزيرة والتي ترغب في أن يشاهد العالم انهيار جميع الأنظمة التي كانت تدعم الولايات المتحدة، وبالتالي فإن إدارة الرئيس السابق أوباما اعتقدت أننا إذا دعمنا هذه الاضطرابات في العالم العربي فإنهم يعجبون بنا، وكان ذلك رهان سيء، لقد وقعت مصر في براثن الإخوان، كما هو الحال في تونس، كما انهارت ليبيا». ونقل الفيلم عن وزير الدفاع الأميركي الأسبق روبرت جيتس، وهو يؤكد أن قطر طالما كانت مكاناً يرحب بتنظيم الإخوان، لافتاً إلى أنه لا يعتقد أن تكون هناك دول أخرى قد ترحب بالإخوان مثلما فعلت قطر. وقال مايكل والر، نائب رئيس مركز سياسة الأمن، إن تنظيم الإخوان طالما كان تنظيماً متطرفاً يستخدم العنف، وهو حركة سياسية واجتماعية يسعى للحكم كمنظمة سياسية، مضيفاً أن الإخوان يسعون إلى السيطرة السياسية على دول بأكملها، مشدداً على أنه كلما ترى إرهاباً أو أموالاً تجمع له أو حملة دعائية داعمة له فإنك ستجد تنظيم الإخوان حاضراً. وقال ديفيد ريابوي، إن قطر على الجانب الآخر كانت ترعي الإخوان والحركات المتطرفة منذ عقود ليس من جانب المال فقط، ولكن أيضاً استضافتهم لديها، وهو ما دفع الدول العربية لمقاطعتها بسبب رعايتها للإرهاب وتحالفها مع إيران وتدخلها في شؤون الآخرين. وأكد مايكل والر أن نظام الحمدين استهدف القنوات والبرامج التي يعلمون أن الرئيس ترامب يتابعها، بجانب استهداف نحو 45 حساباً على تويتر يعلمون أن الرئيس يتابعه، بجانب السياسيين المقربين من الرئيس ترامب وينظمون رحلات لهم، وحتى يضعوهم على قوائم المرتبات التي يدفعونها، كل ذلك من أجل التأثير على الإدارة الأميركية وتوجيهها. وأضاف «تقرب القطريون من السناتور تيد كروز وهو من أكثر المؤيدين لإسرائيل، ولكن كيف أمكن لمثل هذا السيناتور البارز أن ينتهي به الأمر أن يحصل على المال من قطر، التي خدعت الرجل ودعته إلى الدوحة ليقابل الأمير، مدعية كذباً أن قطر محبة للسلام وهي أكبر راعٍ للسلام في الشرق الأوسط، وفي أثناء الحديث عن الإنجازات القطرية في مجالات غير موجودة تجد المال الذي يدفع من تحت الطاولة أو دعم المشاريع الخاصة، لينتهي الأمر باليهود الأميركيين يدعمون الفكر المتطرف في قطر». وقال والر، إن معهد «بروكنجز» الشهير حصل على 24 مليون دولار على الأقل من قطر، فيما كشف ريابوي إن تسريبات «ويكيليكس» كشفت عن «أن مسؤولي قطر أكدوا أن معهد «بروكنجز» يمثل قيمة للقطريين، مشيراً إلى أن المال يغير من مواقف المعهد وأن هناك اتفاقية تم توقيعها بأنه لا يتم انتقاد النظام القطري أبدا وعدم السماح لأي فرد داخل المعهد بانتقاد هذا النظام. وكشف الفيلم الوثائقي عن عشرات الشخصيات المعارضة لقطر والتي قام نظام الحمدين باختراق حساباتهم وبريدهم الإلكتروني، ومن بينهم صحفيون ومسؤولو دفاع وعناصر استخبارات أوروبية وناشطو حقوق إنسان، ولاعبو كرة قدم. واختتم ديفيد ريابوي فيلمه الوثائقي بالتأكيد أنه من حق الجميع أن يتم الاستماع لهم حتى الحكومات الأجنبية ومصالحها لأن المجتمع الأميركي مجتمع منفتح، طبقاً له.
مشاركة :