أكد مركز الدراسات الأمنية الأمريكي أنه لا شك ولا إختلاف في أن قطر تدعم الإرهاب لكن الأخطر بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية هو أن الدوحة تمكنت من خلال الهدايا والمنح والمليارات من اختراق دوائر صنع القرار في واشنطن. في ذات السياق أورد المركز تقريرا للباحث الأمريكي والأستاذ الفخري في العلاقات الدولية في جامعة بوسطن أنجلو كوديفيلا ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه الباحث الأمريكي أن قطر استطاعت من خلال دبلوماسية الشيكات والمليارات من التأثير في السياسة الخارجية للولايات المتحدة وتوجيهها أحيانا. ويضيف كوديفيلا أن التأثير القطري يظهر جليا في تردد الرئيس ترامب، ، في تصنيف جماعة الإخوان المسلمين التي تدعمها قطر كمنظمة إرهابية في الوقت الذي يثني فيه الرئيس الأمريكي على محاولة المملكة العربية السعودية وحلفائها إجبار قطر على وقف دعم الإرهابيين. ويشير الباحث الامريكي أن دولة قطر تدعم في الواقع الإرهابيين بمليارات الدولارات ومن خلال الإعلام أيضا مضيفا أن جماعة الإخوان المسلمين تقوم بأعمال إرهابية مباشرة من خلال الشركات التابعة لها في أكثر من بلد. أوضح كوديفيلا أن أفكار الإخوان المسلمين وأموال الدولة القطرية شجعت الأساتذة والمفكرين والبيروقراطيين في دولة الأمن القومي الأمريكية على إضعاف مجموعة من القيم والأولويات الأمريكية من خلال الانغماس في تحيزاتهم الخاصة. و كدليل على ذلك كشف كوديفيلا أنه وفي حين كان الرئيس ترامب على وشك قيادة وزارة الخارجية لإدراج جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية مثلما فعلت دول عربية عديدة (مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة)، فقد نشرت مجلة السياسة الخارجية (3 مارس 2017) و مؤسسة بروكينغز (11 أبريل 2017) مقالات متطابقة تقريبا جعلت الإدارة الأمريكية تعيد التفكير مليا في قرارها بتصنيف الإخوان كتنظيم إرهابي. فقد أوضحت مجلة السياسة الخارجية الأمريكية “أن بعض الجماعات المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين فقط تشارك في أنشطة عنيفة لذلك فإن تصنيف جماعة الإخوان المسلمين بأكملها على أنها إرهابية سيضر بمشاركة الجماعات الإسلامية في العملية الديمقراطية. فيما عارضت مؤسسة بروكنجز تصنيف الجماعة كتنظيم إرهابي مبررة ذلك بأنها خطوة ستشجع الإسلاميين على التطرف . ويضيف كوديفيلا أن النفوذ القطري في المؤسسات البحثية المؤثرة في صنع القرار الأمريكي بات جليا فبعد هدية حكومة قطر التي تقدر بمليون دولار لمؤسسة كلينتون بمناسبة عيد ميلاد بيل كلينتون ال 65 تضاعفت الأموال القطرية المقدمة للمؤسسات الأمريكية على غرار جامعة تكساس وجامعة شمال تكساس . كما تستضيف الدوحة فرعا من جامعة فيرجينيا كومنولث، مما يجعلها ملائمة لموظفي الحكومة الأمريكية المتمركزين للتأثير وفقا للمواقف القطرية في السياسة الأمريكية في الوقت الذي يحصل فيه الباحثون في جامعة أريزونا على أموال قطرية، وكذلك الحال في دنفر وبيتسبرغ وبورتلاند روتجرز. ولا يجب أن التغاضي عن دور مجلس الأعمال القطري في الولايات المتحدة والذي يرأسه باتريك ثيروس سفير الولايات المتحدة في قطر سابقا في التأثير في السياسة الامريكية والقرار الحكومي . هذا ناهيك أن عشرات المؤسسات التي يدعمها القطريون منتشرة في الولايات المتحدة مثل معهد واشنطن، بروكينغز، و التي يحصل فيها الخبراء والباحثون على أموالا قطرية ضخمة والهدف من ذلك معلوم وفق الباحث الأمريكي.
مشاركة :