مسرحية «بذور الشر DNA» التي عرضت أمس الأول بقاعة جمعية المسرحيين ضمن عروض أيام الشارقة المسرحية 29، من تأليف وإخراج مهند كريم، تناولت شخصية مضطربة تكره النساء بسبب غير مبرر درامياً. فعلى خشبة عرض دائرية يحيط بها الجمهور من معظم الجوانب يظهر شاب يحمل سلاحاً وهو يرقص على أنغام موسيقى أجنبية صاخبة وكأنه في حفلة «ديسكو»، ثم نرى 3 ممثلين، رجلان وامرأة (المجنون، الشاب المسالم، الفتاة الضحية) يدورون حول خشبة المسرح بمصاحبة موسيقى وأضواء تعلو وتخفت، يترقبون ويتفحصون الجمهور. ويتضح من العرض أن أحد الرجلين مجنون ولديه عقدة من النساء نتيجة سوء علاقة والديه وتشاجرهما الدائم كما ذكر في حواره مع الشاب. ويتضح من خلال الحوار أن تنشئته كانت الدافع لانتهاجه أساليب العنف ضد النساء. وفي الجانب الآخر تظهر فتاة، ويوحي الحوار الذي دار بينها وبين المجنون بأنها طالبة جامعية، يحاول المجنون التودد لها إلا أنها تكتشف اضطرابه النفسي فتبتعد عنه، ليظهر زميلها المسالم ويحاول حمايتها من تطفل المجنون، ويدور صراع بينه وبين المجنون ينتهي بقتل الفتاة وكل الفتيات الموجودات معها في المؤسسة التعليمية. كلها مشاهد تجسّد ما نشاهده من حوادث سواء في أميركا، أو من بعض المتطرفين الإسلاميين الذين يقتلون المختلفين معهم، ومتوافقة أيضاً مع نزعة الشر التي أبداها المجرم الذي قتل 50 مصلياً مسلماً في نيوزيلندا.. مشاهد تجسّد بذور الشر التي تنتهج أعمال العنف، سواء بسبب اللون وهذا ما تطرق له المجنون في حواره مع الشاب عندما قال له «يا أسود»، أو بسبب اختلاف الجنس. وجعل العرض المشاهد محاصراً داخل مكان مغلق ومظلم، وحركة الممثلين الذين يدخلون ويخرجون من بين الجمهور، والموسيقى المزعجة، وأداء الممثلين والأدوات المستخدمة والإضاءة والديكور، كلها وسائل جعلت الجمهور متورطاً داخل العرض، وجزءاً مشاركاً فيه. نجح العرض في عملية مزج الموسيقى والدراما والأحداث، ولكن يُأخذ عليه الاقتباسات الكثيرة في بعض الجمل والحوارات من مسرح شكسبير وغيره.
مشاركة :