بلدة كانت فى الأصل قرية كبيرة، وحاليا مدينة ومركز يتبع محافظة سوهاج، ويقال إن أصل اسمها هو "حت طمت" ومعناه معبد الإله أتوم، إنها مدينة طما والتي لها تاريخ كبير كشفه لنا الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق.وقال عبد اللطيف عن المدينة: "ذكرها جوتيه فى قاموسه الجغرافى باسم تانتمت، وقال إن معناها الكمال، وقد كانت مدينة بالقسم العاشر فى الوجه القبلى وهو قسم كوم اشقاو، أى أنها كانت إحدى البلاد التابعة لكوم اشقاو، ولكنها الآن هى المدينة والمركز، وكوم اشقاو عبارة عن قرية تابعة لها، كما ذكر أميلينو فى جغرافيته قرية باسم بوخيس ويرجح أنه الاسم الرومى القديم لبلدة طما". وطما من المدن العريقة ذات التاريخ القديم، وقد دل على ذلك أنه عثر على اسمها فى كثير من البرديات العربية العالمية والمحفوظ غالبيتها خارج مصر، خاصة بمجموعة الأرشيدوق – الأمير – راينر بفيينا بالنمسا،و إن كان بعض هذه البرديات التى ذكرت بها مدينة طما مازال محفوظا بدار الكتب المصرية بالقاهرة. وذكرها "ابن مماتى" فى القرن 7هـ/ 13م، بأنها من الأعمال السيوطية، أى أنها كانت تابعة من توابع أسيوط الواقعة شمال هذه المدينة بحوالى 43 كم، ولكنها حاليًا تتبع محافظة سوهاج وتبعد إلى الجنوب من مدينة القاهرة بحوالى 418 كم.ويذكر المؤرخ ابن دقماق من القرن 9هـ/ 15م أيضًا أن طما من الأعمال السيوطية، وأنها كانت تدر دخلا للدولة فى ذلك العصر يقدر بحوالى 33 ألف دينار، وهذا يعتبر مبلغًا ضخما بمقاييس ذلك العصر، مما يدل على أنها كانت عامرة بالخيرات وأن أرضها كانت منتجة، كما أن حالتها التجارية والاقتصادية تعد من المستويات الرفيعة. ويضيف ابن دقماق أن هذه المدينة والقرى التابعة لها مساحتها كانت 9 آلاف و560 فدانا، وأنها مدينة قديمة خرَّبها أحد الملوك القدامى ويدعى نبوخذ نصر وحرقها وهى كوم عظيم. ويشار إلى أن مصر يوجد بها بلدة أخرى تسمى طما تتبع محافظة بنى سويف، ولكنها يضاف إليها اسم طما فيوم، وذلك تمييزا لها عن مدينة طما التى نتحدث عنها الآن، لأنها كانت سابقا تتبع الفيوم، ثم فُصلت عنها وألحقت بمركز بنى سويف اعتبارًا من عام 1254هـ/ 1838م ومازالت كذلك حتى الآن.
مشاركة :