استضاف مركز "حروف" الثقافي"، بالتعاون مع مبادرة صوفيا المجتمعية الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي، في أمسية حوارية سردية أدارها الكاتب مصعب الرويشد في مركز البروميناد الثقافي، كان الحضور الشبابي طاغياً على هذه الفعالية الاستثنائية. وتحدث البرغوثي في الأمسية عن حياته، التي لم تستقر في مكان سنوات طويلة، وعدم شعوره خلالها بالأمان، كما تحدث عن رفقاء دربه، وأبرزهم الشاعر الكبير الراحل محمود درويش ورسام الكاريكاتور الشهير الراحل ناجي العلي، إضافة إلى إنشاده لقصائده التي تحكي الألم وتشير في الوقت نفسه إلى السعي نحو الضوء الخافت من البعيد. والأمسية التي تخللها بعض الحوارات مع الجمهور. وأجاب عن سؤال يتعلق بالرحيل والإقامة بقوله: "أنا لا أقيم في الأماكن بل أقيم في الأوقات، فالأماكن دائماً ما أكون مهدداً بتركها، لقد عشت وتنقلت في أماكن وقارات كثيرة، وحياتي التي أعيشها دون اطمئنان ولا ضمان، تركت في منازلي التي كنت أقيم فيها ثم هجرتها كتبي ومتعلقاتي وشرائطي المسجلة". وأوضح أن الرحيل وزع مقدرته وساعده في أن يتعرف على ذاته، وأضاف: "المختلف الذي لا يشبهني هو أنا"، ثم تحدث عن تجربته المريرة مع السجن وبعدها ألقى قصيدة "غمزة" . وبكثير من التأثر تحدث الشاعر عن أسرته الصغيرة، نجله الشاعر تميم الذي قرأ أكثر مما قرأه أستاذ جامعي متخصص في مجال التراث العربي وزوجته رضوى عاشور، التي لم تهتم بالشكل الخارجي والقشور وكان جل اهتمامها بالثقافة، وعن منزله الذي كان يضم 5 مكتبات في النقد والشعر والرواية والتاريخ والترجمة. ثم ألقى البرغوثي قصيدة "خلود صغير" من ديوان "استيقِظ كي تحلُم" واستذكر بكثير من الشجن الشاعر الراحل محمود درويش ورحلته مع المرض حتى وفاته، وأنه من الأوائل الذين التقوا درويش، ليصفه بالطيب والذكي والحيي والمحب غير المتكبر الذي يدرك دائماً خطواته.
مشاركة :