في إحدى جلسات منتدى الإعلام العربي بدورته الـ 18 والذي اختتم أمس، نطق الروبوت بعبارة: «أنا مجرد آلة اخترعني الإنسان وهو من يبرمجني ويقرر ما أفعل»، وفي يناير الماضي ظهرت المذيعة «الروبوتية» الصينية «جيانغ ليلاي» والتي تقدم برنامج منوعات بالتعاون مع زميلها الإنسان، وأصبح برنامجها الأكثر مشاهدة على قناة «تشجيانغ». وطالما أن «الروبوت» بدأ يتسلل تدريجياً إلى وسائل الإعلام، يتوجب الالتفات لمسألة مهمة تتمثل في تأثيره مستقبلاً على وظائف الإعلاميين، فقد أوردت الـ «صاندي» البريطانية دراسة حديثة بأنّ 1.5 مليون إنسان سيفقدون وظائفهم قريباً لصالح الروبوتات. من هنا استطلعت «الاتحاد» عدداً من الآراء حول أهم النصائح المقدمة للإعلاميين بهدف المحافظة على وظائفهم في المستقبل الذي يتوقع فيه اقتحام «الروبوت» الآلي لوسطهم الإعلامي ومزاحمتهم فيه. وأكدوا أن استخدام «الروبوت» في العمل لن يتسبب أبداً في بطالة الإعلاميين والصحافيين وبالتالي لن يكون سبباً لطردهم من العمل أو إحالتهم إلى التقاعد المبكر، وأن ثمة 7 نصائح خرج بها هؤلاء المستطلعون تمثلت في تحديث اللغة الإعلامية، وعدم الاكتفاء بتطوير المحتوى فقط، والتمتع بالمهارات المتعددة، ومواكبة وجود الروبوت كحالة لا مفر منها، وإجادة استخدامه ليكونوا فاعلين ومؤثرين على القارئ والمشاهد، وتقديم خطاب مقنع للآخرين وليس لنفسه، والتفكير خارج الإطار التقليدي الذي تعودوا عليه، وتطوير أنفسهم والتعايش مع المستجدات وتقنيات العصر ومواكبة تطوراتها والتعامل معها بوعي وحكمة ليصبحوا مؤثرين في المتلقين، والتركيز على العمل الميداني والقيام بتحقيقات صحفية والاستماع لرواية الأفراد، وبالتالي تحسين جودة العمل الصحفي والإعلامي. وقال نضال منصور، الرئيس التنفيذي لمركز حماية حرية الصحفيين في الأردن: «إنّ المستقبل سيكون حصراً للصحافيين المحترفين، وعليه يتوجب على الإعلامي المحترف التمتع بالمهارات المتعددة، كالتصوير والإنتاج وإجراء المقابلات والحوارات وعرض فيديوهات موضوعاته وتقاريره عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة (السوشيال ميديا)، مؤكداً أنّ الصحفي الذي لا يمتلك هذه المهارات ستتضاءل فرصته في المنافسة في سوق الإعلام المستقبلي، وفي المقابل فإن الأخطار ستزداد في المستقبل وفي حال لم يتقن الصحافي تلك الأدوار الاحترافية سيفقد وظيفته لا محالة، لافتاً إلى أن الاتجاه المستقبلي للوظائف الإعلامية يتمثل في إشغالها بالصحافيين المحترفين الذين يمتلكون المهارات في صناعة التكنولوجيا. بدوره، قال مصطفى الريالات، رئيس التحرير المسؤول في «الدستور» الأردنية، هذا التطور قادم لا محالة في كل ما يخص الإعلام والمطلوب التفاعل والاشتباك الإيجابي مع هذا التطور لخدمة المهنة، إذ ينبغي على المؤسسات الإعلامية اتخاذ خطوات استباقية لاستيعاب هذا التغيير من خلال إعادة بناء، وتمكين الكوادر بما ينسجم مع أي تغيير تكنولوجي، علما أن الفكرة الإبداعية لا يمكن لأي روبوت أو أي تكنولوجيا أن تقتلها أو تحد منها، وعليه فالمطلوب أن نستعد لهذا التغيير، وننمي أنفسنا كصحافيين من مختلف التخصصات، وتطويع هذه التكنولوجيا تحديداً «الروبوت» لخدمتنا وليس لتسييرنا. بدوره، قال جمال الكشكي، رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي: إن تقنيات الذكاء الاصطناعي تم ابتكارها بالأساس لتسهيل عمل الصحافيين وتوفير الوقت والجهد، وإتاحة المجال للقصص التي بحاجة إلى مجهود إبداعي بشري كالصحافة الاستقصائية والتحقيقات الميدانية. وطالب بضرورة القيام بعدة مسائل حتى يحافظ الصحفي على وظيفته أمام الروبوت الذي قد يزاحمه مستقبلاً.
مشاركة :