اتسعت في الآونة الأخيرة حدة المواجهات بين النشطاء الفلسطينيين، وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، وذلك ضمن أعمال وحدات «الإرباك الليلي». وتعد وحدة «الإرباك الليلي» إحدى الأدوات المستخدمة في مسيرات العودة وكسر الحصار، التي انطلقت في 30 مارس من العام الماضي ، حيث باتت تشكل هاجسا على المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل. مع استمرار تصاعد فعاليات مسيرة العودة التي رأى فيها الفلسطينيون فرصة لإعادة التأكيد على حقوقهم الوطنية. يأتي ذلك بالتزامن مع الجهود المصرية والأممية، للتوصل إلى اتفاق يضمن حالة الهدوء على حدود القطاع وعدم الوصول إلى مواجهة عسكرية بين الطرفين. وتهدف فعاليات حراك «الإرباك الليلي» إلى استمرار الزخم الشعبي وتوسيع الشرائح المجتمعية المشاركة في التظاهرات الشعبية على الحدود ،بهدف إشغال الجنود الإسرائيليين، وابقائهم في حالة استنفار وارتباك دائم على الحدود. ويُعد إيقاف وحدة «الارباك الليلي» لأعمالها على طول الحدود، واحدة أهم المطالب والشروط الإسرائيلية للموافقة على التسهيلات المقدمة لسكان قطاع غزة. من أين جاءت فكرة «الإرباك الليلي»؟ يقول محمد على، أحد النشطاء الفلسطينيين في وحدة «الارباك الليلي» ، إن الفكرة بدأت في أواخر أغسطس /آب من العام الماضي، حيث قامت مجموعات من النشطاء الفلسطينيين، بإشعال الإطارات المطاطية على طول الحدود مع قطاع غزة ،لكن سرعان ما تطورت الفكرة مع استمرار مسيرة العودة وزيادة حجم المشاركين فيها ، واتسعت لتشمل مخيمات العودة الخمسة الممتدة على الحدود الشرقية والتي حددتها الهيئة الوطنية لكسر الحصار. وأضاف علي ، أن النشطاء بدأوا باستخدام أشعة “الليزر” بهدف تشتيت نظر الجنود وشركات البناء التي تقوم بأعمالها على السياج الفاصل، ومع مرور الوقت أصبحت هذه الفعاليات جزءا مهما وأساسيا في فعاليات مسيرة العودة وطورت وحدة الإرباك من أدواتها الاحتجاجية السلمية لتشمل الألعاب النارية والمفرقعات، حيث يتم إفراغ مواد الألعاب النارية المتفرقة وإعادة تجميعها بكمية كبيرة بعلب المشروبات الغازية وإشعالها مما يتسبب في حدوث أصوات عالية تؤثر على سكان المستوطنات المحاذية للقطاع، وذلك بهدف إحداث حالة من الارباك والخوف لدى الجنود الإسرائيليين والمستوطنين بالقرب من حدود غزة ، وإيصال رسالة للإسرائيليين والعالم أجمع بأن ثمة شعب موجود على هذه الأرض . وأشار علي إلى أن الصحافة العالمية تداولت صور فعاليات الإرباك الليلي، حيث أن البعض شبهها بطقوس تشبه طقوس الهنود الحمر، وبعضها شبهها بأفلام بات مان وغيرها، وكل ذلك نعتبره أمر جيد للفت أنظار العالم لمعاناة الفلسطيني على هذه الأرض. مستمرون رغم الإرهاب من جانبه، أوضح الناشط سامر مروان ، أن أدوات القمع والإرهاب والتهديدات التي يطلقها الاحتلال بحق شبابنا الأعزل الذي يمارس نضاله السلمي لن تثنيه ولن تخيفه وهو مستمر. وأضاف: «نحن نريد أن نعيش بحياة كريمة وهذا الحصار والظلم والخوف الذي نشعر به، يجب أن يعيشه أيضا هذا المحتل، إضافة لسعينا لتصدير صور للعالم نؤكد فيها على إصرارنا وعزمنا على المضي قدما في هذا الطريق». وتابع: «نعلم جيدًا أن هذا العدو لا يؤمن بوجود الفلسطيني، والخطر الذي يراه فينا هي الصورة التي نخرجها من غزة للعالم لتذكر شعوب الأرض أن هنا شعب يقاوم ولن يتسامح مع من نهب أرضه، وسيستمر بنضاله متسلحًا بكل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية التي تثبت حقه على هذه الأرض».
مشاركة :