أصدرت الكلية الأمريكية لأمراض القلب وجمعية القلب الأمريكية خلال الاجتماع السنوي الأخير لمراجعة المبادئ التوجيهية، مجموعة جديدة من الإرشادات حول أفضل الطرق للوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية وفشل القلب، وللمرة الأولى يركز الخبراء بشكل مباشر على المريض؛ حيث تؤكد الإرشادات الجديدة كيفية دعم الأطباء للأشخاص ليس فقط لمعالجة عوامل الخطر الطبية الخاصة بهم، لكن أيضًا لتغيير سلوكياتهم وأنماط حياتهم؛ من أجل الحد من المخاطر. وحسب الخبراء فإنه من المهم أن يدرك الناس أن أكثر من 80 في المائة من النوبات القلبية والسكتات الدماغية ومشاكل الشرايين يمكن الوقاية منها، لذلك من المهم الاعتراف المبكر بعوامل الخطر، وتوصي الإرشادات بعدد من التدابير التي سبق إعلانها، لكنها تقترح أيضًا توصيات جديدة: 1- استخدم الأسبرين فقط عند الاقتضاء: يتناول معظم الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأزمة قلبية أولية جرعة منخفضة من الأسبرين كوسيلة لتقليل الالتهاب الذي قد يؤدي إلى نوبات قلبية وسكتات دماغية، لكن الدراسات الحديثة تساءلت عن سلامة الأسبرين اليومي، حتى في الجرعات المنخفضة منه، وأحدث الإرشادات تتراجع عن تلك النصيحة؛ حيث يمكن أن يؤدي تناول الأسبرين بانتظام إلى زيادة خطر النزيف في الأمعاء للمصابين بالقرحة مثلًا، وتوصي الإرشادات الجديدة بالأسبرين فقط بعد معالجة عوامل أخرى من مخاطر الإصابة بأمراض القلب بما في ذلك الكوليسترول وضغط الدم والسكري والتدخين والوزن والتمارين الرياضية، وتقول النصيحة الجديدة إنه ينبغي ألا يوصى باستخدام الأسبرين للأشخاص، الذين تزيد أعمارهم على 70 عامًا؛ لأن خطر النزيف يفوق أي فائدة يمكن أن يوفرها الأسبرين. 2- السيطرة على السكري: توصي النصيحة الجديدة بالسيطرة على نسبة السكر في الدم بتضمين فئات جديدة من الأدوية، مثل المثبطات التي تمنع خلايا الجسم من إعادة امتصاص الجلوكوز، والمنبهات التي تحرق المزيد من الجلوكوز في خلايا العضلات وتعزز البنكرياس؛ لإنتاج المزيد من الأنسولين لتكسير السكر في الدم. 3- تجنب السجائر الإلكترونية: على الرغم من أن نصيحة الإقلاع عن التدخين مألوفة، فإن المبادئ التوجيهية الجديدة تتناول أيضًا المخاطر المحتملة للسجائر الإلكترونية؛ حيث لا تنصح بها الإرشادات كاستراتيجية للتوقف عن التدخين، فيما تنصح الناس بتجربة خيارات الإقلاع عن التدخين المؤكدة. 4- النظر في بيئة المريض: تشدد المبادئ التوجيهية الجديدة على بعض العوامل غير الطبية التي تظهرها أحدث الأبحاث باعتبارها الأكثر أهمية في التأثير على صحة الناس، وتتضمن مثلًا ما إذا كان لدى الناس مساكن مستقرة ومصادر للغذاء وتوفر وسائل النقل إلى مراكز الرعاية الصحية؛ حيث تبرز هذه المحددات الاجتماعية كجزء أساسي؛ للحفاظ على صحة الأشخاص، وتحث الإرشادات الأطباء على التفاعل مع مرضاهم حول بيئاتهم الاجتماعية من أجل مساعدتهم بشكل أفضل على مواجهة التحديات، مع أخذ ظروف المريض وقيمه وأهدافه بعين الاعتبار عند تصميم استراتيجية وقائية.
مشاركة :