تُعدّ النوبات القلبية من أبرز أسباب الوفاة، إذ ينقطع تدفُّق الدم عن القلب فجأة دون سابق إنذار، وقد أظهر الصيام آثارًا إيجابية عديدة على صحة القلب، فالصيام يُساعِد في خسارة الوزن وتقليل مستويات الكوليسترول في الدم، وله فوائد صحية مُتنوّعة غير ذلك، وكلُّ هذه التأثيرات تحمي القلب من الأمراض، وربّما يكون لها سهم في الوقاية من النوبات القلبية أيضًا. الصيام يعني الامتناع عن الأكل والشرب لفترة مُعيّنة من الوقت، إذ تقل السعرات الحرارية التي تدخل إلى الجسم في ذلك الوقت. وعندما نتناول الطعام عمومًا، يتكسّر إلى جُزيئات أبسط، مثل الغلوكوز "السكريات"، أو الأحماض الأمينية "التي تُشكّل البروتين"، أو الأحماض الدهنية "التي تُشكّل الدهون"، ثُمّ تُمتص هذه الصور البسيطة في مجرى الدم عبر الأمعاء الدقيقة، وتصل العناصر الغذائية إلى كل خلية في الجسم. لكن ما يشد الانتباه ويستدعي القلق تحديدًا الغلوكوز، الذي يُعدّ أسوأ مُسبِّب للالتهابات، التي قد تُؤدِّي إلى تآكل البطانة الداخلية للشرايين والأوردة في القلب، ففي كل مرة يتناول فيها الإنسان وجبة مليئة بالكربوهيدرات البسيطة أو السكريات، تتضرَّر تلك البطانة، ما قد يُؤدِّي إلى ترسُّب اللويحات وتصلُّب الشرايين الذي قد يُؤثِّر سلبًا في صحة القلب. أمَّا في أثناء الصيام، فإنّ الجسم يتمكّن من إصلاح التلف في الجدران الخلوية، كما لا يدخل إلى الجسم كميات كبيرة من الغلوكوز المُسبِّب للالتهابات، والمُتلِف لبطانة الأوعية الدموية. جديرٌ بالذكر أنَّ السكر هو أسوأ عدو للقلب، ولذلك يُعانِي معظم المُصابين بداء السكري مرض الشريان التاجي. ومِمّا يجدر الانتباه إليه أنَّ الصيام يُساعِد على تخفيف الأكسدة في الجسم، التي قد تُسبِّب التهابات وانسداد الأوعية الدموية في النهاية، وبتخفيف الصيام للأكسدة، فإنّه يمنع أكسدة الكوليسترول الضار، الذي قد يُسبِّب ضيق الشرايين ومشكلات القلب. يُساعِد الصيام في خسارة الوزن، وهذا بدوره يُساعِد في حماية القلب والأوعية الدموية من الأمراض، فمع الصيام لا يحصل الجسم على الغلوكوز، ومِنْ ثَمّ يتجه إلى مخزون الدهون في الجسم لحرقه لإنتاج الطاقة اللازمة له. اقرأ أيضًا:6 نصائح طبية لمرضى القولون العصبي في رمضان وأفضل الأطعمة ليس هناك شك في وجود علاقة إيجابية بين الصيام والنوبات القلبية، أو السكتات الدماغية، أو أمراض الشريان التاجي، فالصيام يُساعِد في تفاديها لأنّه يحد من العوامل التي قد تزيد خطر الإصابة بالنوبات القلبية، مثل السمنة وزيادة الكوليسترول. فالصيام يُساعِد على خفض ضغط الدم، وتقليل الإجهاد التأكسدي، وكذلك مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم، بالإضافة إلى السيطرة على مرض السكري والالتهابات في الجسم. حتى لو عانى الإنسان نوبة قلبية، فإنّ الصيام يمنع وقوعها مجددًا، إذ إن الصائمين الذين سبقت إصابتهم بنوبة قلبية، تنخفض معدلات إصابتهم بقصور القلب الحاد خلال شهر رمضان مقارنةً بالفترات الأخرى من العام. ورغم عدم توفُّر بيانات كثيرة حول هذا الأمر، فإنّ الدراسات القائمة على الملاحظة التي أظهرت تلك النتيجة تدل على وجود آثار إيجابية للصيام على صعيد تقليل معدل الإصابة بالنوبات القلبية. أظهر بحثٌ، حسب موقع "clevelandclinic"، أنَّ الصيام يُساعِد في خفض ضغط الدم وتقليل الكوليسترول، وخفض الوزن، وهي كُلّها عوامل لو تُركت على حالها، لألحقت بالقلب ضررًا هائلاً. لذلك فإنّ تقليلها يُساعِد في حماية القلب من الأمراض، لكن هناك مخاطر أيضًا للصيام على القلب، مثل اختلال مستويات المعادن في الدم، خاصةً مع إهمال شُرب السوائل على السحور، بما قد يُؤدِّي إلى عدم انتظام ضربات القلب. اقرأ أيضًا:نصائح طبية للضغط المرتفع في رمضان.. الرياضة تغنيك عن الأدوية حال الصيام مع المعاناة من أمراض القلب، يُفضّل اتّباع النصائح الآتية:
مشاركة :